من الملاحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع نسبة الطلاق العاطفي بشكل واضح وجلي، مما قد يؤثر ثأثيرا واضحا في المجتمع ويقصر في رعاية الأبناء وتربيتهم بشكل خاص وفقدان العلاقات الاجتماعية بشكل عام، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن الأسباب الحقيقية والدوافع لارتفاع نسبة الطلاق العاطفي، وكيف لنا أن نعالج أو نخفف من ارتفاع هذه النسبة. قد تعود الأسباب إلى عدة أمور من وجهة نظري، أولها الاختيار غير الموفق والاستعجال في الارتباط لمجرد الارتباط دون إدراك تام لتبعات ذلك، وكذلك عدم تحمل المسؤولية، مما قد يتسبب في زعزعة ذلك الكيان الأسري، إضافة إلى النظرة القاصرة لمشروع الزواج، وعدم استيعاب كافة احتياجاته ومطالبه، وإن حصل ذلك الزواج فغالبا ما تصبح العلاقة بين الطرفين علاقة أيهما ينتصر لجمع أخطاء الآخر، وهذا سبب رئيسي يهدم العلاقة الزوجية أولا ثم الكيان الأسري ثانيا، هذا غير تدخل عدة أفراد من أسرة الزوج أو الزوجة لكشف الأوراق الخاصة بهذا السياج المقدس عند أول وهلة من الخلاف، وهذا سبب كاف لهدم الاستقرار الأسري نظرا لما فيه من تشعب وجهات النظر والتي قد لا تكون ملمة بما يحدث خلف أستار ذلك السياج. في اعتقادي أن التنازل مطلب مهم من كلا الطرفين وتشنج كل طرف بآرائه وقوانينه دون أن يكون ذلك متفق عليه بين الطرفين يسبب مما لا شك فيه اختلالا واضحا في العلاقة الأسرية. ولكي نتخلص من تلك الهفوات علينا أن نعي أن هناك مستويات لابد أن تكون واضحة لاستمرارية قداسة ذلك السياج. المستوى الأول: التوافق بين الطرفين والابتعاد عن كل ما يعكر صفو حياتهما الزوجية، المستوى الثاني: تقوية الثقة بين الطرفين، المستوى الثالث: المشاركة بين الطرفين وهذا يساعد على التقريب في وجهات النظر والتقليل من حد المشكلات بشكل ملحوظ.
مشاركة :