«المكتبة السمع بصرية».. فضاء للقراءة يحفظ الأوقات

  • 8/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علي كامل خطاب ابتكار وسائل تيسر الحصول على الكتب والاطلاع على المهم منها، أضحى أحد أهم طرق التشجيع على القراءة والازدياد من الثقافة، ولا سيما إذا كانت الوسيلة التي تيسر ذلك متاحة في الأماكن العامة، وأماكن الانتظار في محطات المواصلات والمؤسسات والبنوك وغيرها. ومن هنا جاء اقتراح المنتدى الإسلامي بالشارقة، باستغلال الأوقات الضائعة أثناء وجود أحدنا في مثل الأماكن المشار إليها، وتوجيهها إلى ما ينفع، من خلال إطلاقه مكتبة سمع بصرية، تحت شعار فضاء للقراءة، تحتوي على الكثير من عناوين الكتب في مختلف المجالات، إضافة إلى الدروس العلمية المصورة. من أهم مزايا هذه الخدمة التي يقدمها المنتدى الإسلامي بالشارقة، أنها توفر الوقت والجهد في الوصول إلى عناوين الكتب المناسبة، والاختيار من بينها، إلى جانب تنوعها بين السمعي والبصري، وتشجيعها على تداول المعرفة المتمثلة في المحاضرات العلمية والكتب. ويتطلب الوصول إلى هذه المكتبة هاتفاً ذكياً، وهو ما يتوافر الآن للجميع تقريباً، ومن خلال ملصق مصور يوضع في الأماكن العامة يتضمن عدداً كبيراً من عناوين الكتب، والمحاضرات العلمية التي أنتجها المنتدى في العام 2014، يوجه القارئ كاميرا هاتفه إلى العنوان الذي يريد أن يقرأه، أو المحاضرة التي يود أن يسمعها، وذلك بعد التأكد من الاتصال بالإنترنت، وبعد مسح الرمز أسفل العنوان، يحصل على رابط الكتاب أو المحاضرة، ما يمكنه من الوصول إليهما. وبهذا يتم استغلال الوقت في ما يفيد، وأيضاً يشجع على القراءة والاطلاع. مكتبة على بوستر ماجد بوشليبي، أمين عام المنتدى الإسلامي بالشارقة، يقول: فكرة مبتكرة لا أعلم أن أحداً سبقنا إليها، فالمكتبة السمع بصرية والتي تتكون محتوياتها مما قدمناه في مبادرة فضاء للقراءة، وهي المبادرة التي جاءت ترجمة لمساهمة المنتدى في جهود عام القراءة؛ إضافة مهمة توفر للقارئ الوقت والجهد، وسرعة الحصول على العناوين والتصانيف والاستماع إلى الدروس، وأيضاً حضور الدورات من خلال هاتفه الذكي. ويتابع: تتوافر المادة العلمية التي تتكون منها المكتبة على منشور بوستر، تمت أرشفتها إلكترونياً، وبواسطة توجيه كاميرا الهاتف إلى العنوان المناسب، يتم الحصول على الرابط الخاص بهذا العنوان، فيستغل القارئ الوقت في القراءة أو الاستماع. ويتضمن المنشور شرحاً مبسطاً لكيفية الاستخدام، كما يوفر القدرة على استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في نشر المحتويات. ويلفت إلى أن أحجام المنشور أو الملصق ثلاثة: الكبير الإعلاني، والمتوسط، والحجم الصغير بطول 30 سنتيمتراً، وهو الذي يعلق على مقاعد الجلوس في المواصلات العامة، ما يمكن القارئ من الحصول على الكتب والمادة العلمية السمعية والبصرية، حتى في المواصلات العامة أو أماكن الانتظار. ويشير إلى أن هناك محاولة لإطلاق المبادرة بشكل أكثر شمولية، في الدورة المقبلة لمعرض الشارقة للكتاب أواخر هذا العام، بحيث تشمل مختلف الضواحي والدوائر والجهات في الشارقة، ولتكون مبادرة فضاء القراءة مكتبة سمع بصرية تمثل منفذاً مهماً إلى الثقافة والمعرفة. أما الآن فيتم البحث عن وسيلة ليدوم الملصق وقتاً أطول، من دون أن يتعرض إلى التلف. ويضيف بوشليبي: أدعو المؤسسات الحكومية والخاصة إلى اعتماد هذه الفكرة، لنشر الوعي الثقافي ودعم محبي القراءة من خلال توفير المصنفات والعناوين المهمة، آملاً أن تهتم مؤسسات بعينها باستخدام هذه الطريقة، ولا سيما تلك التي لديها إنتاج ثقافي ومعرفي ومطبوعات، مثل معهد الشارقة للتراث، ودائرة الثقافة والإعلام، وغيرهما، وبذلك يصبح لدى دوائر الشارقة مكتبات في جميع الأماكن، فقط من خلال بوسترات تعلق في هذه الأماكن، لتوفر سبل القراءة والاطلاع. ويؤكد أمين عام المنتدى أن هذه المبادرة حققت نجاحاً في الوصول إلى أهدافها، بتسهيل الحصول على المادة المقروءة أو المسموعة؛ إذ وصلت أعداد زوار بعض الروابط إلى نحو 60 ألفاً، ما يُعدّ نجاحاً كبيراً لجهود دعم الراغبين في التعلم والتوسع المعرفي، خصوصاً أن أوقات الدورات العلمية التي تُقام في المنتدى لا تناسب الكثيرين، فتوفر لهم هذه المكتبة المادة العلمية في أي وقت وأي مكان، كما يمكنهم الاحتفاظ بالرابط وتداوله عبر وسائل التواصل. السر في الباركود جمال عزت، أحد المستفيدين من هذه الفكرة، يقول: هي حقاً فكرة جديدة، يمكنني بواسطتها استغلال الوقت الذي يضيع في بعض المؤسسات أثناء الانتظار لتخليص معاملاتي. إلى جانب أن استخدام هذه المكتبة السمع بصرية لا يحتاج إلى أكثر من تصوير الباركود لأحد الكتاب أو العناوين الموجودة على الملصق، لأصل إلى الرابط في غضون ثوان، ومن ثم القراءة والاطلاع أو الاستماع إلى المحاضرات. ويتمنى جمال أن تستخدم جميع المكتبات العامة هذه الطريقة، وتعتمدها في البحث عن الكتب والوصول إليها، استفادة من التقنيات الحديثة التي لا تتوقف عن التطور، مضيفاً أن مبادرة فضاء للقراءة كانت سبب معرفته بهذه الطريقة المبتكرة، وبدوره قام بتعريف أصدقائه بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. علي عبدالهادي، مستفيد آخر من هذه المبادرة، يشير إلى أنه تعرف إلى هذه المكتبة من أصدقائه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يقول: بدأت أبحث عن الملصق الخاص بهذه المكتبة في المؤسسات وأماكن الانتظار، وحتى عند استخدامي المواصلات العامة، استغلالاً لوقتي في ما يفيد، باختيار العنوان المناسب ومتابعته سمعياً في حال عدم القدرة على القراءة. ويضيف أن من أهم الفوائد التي تمتاز بها هذه الفكرة، توفير كم كبير من المادة المقروءة والمسموعة، المتاحة بسهولة في مختلف الأوقات والأماكن. أما هند المناعي فترى أن هذه المكتبة خطوة مهمة لاستغلال أمثل الأوقات الانتظار، كما تبعد عن المنتظرين الشعور بالملل والضيق، وتوفر لهم أوقاتاً استثنائية ممتعة، بين أحضان الكتب والدروس العلمية. لكنها تلفت إلى أن الملصق الخاص بالمكتبة لا يتوافر في كثير من أماكن الانتظار، وتتمنى لو أنه توافر فيها حتى يظل محبو القراءة على اتصال دائم بها. تنوع معرفي بطريقة برايل يوفر المنتدى الإسلامي على المكتبة السمع بصرية عدداً كبيراً من المصنفات والكتب المهمة، التي تتميز بتنوع محتواها العلمي والمعرفي، ومن أهم العناوين التي يوفرها ملصق المكتبة: السيرة النبوية في صحيح البخاري، السيرة النبوية في القرآن، القواعد الفقهية، عبقرية اللغة العربية وجمالها، فقه الأسرة، كما يوفر عدداً من المحاضرات العلمية، منها على سبيل المثال: ماهية البحث العلمي، أهمية العواصم المفقودة قرطبة وغرناطة، خدمة التراث الإسلامي الواقع والآفاق، أهمية علوم الآلة واستخدام الوسائل التقنية الحديثة في البحث العلمي، أثر الجامعات الإسلامية القرويين والأزهر والزيتونة، الحصن الحصين وغيرها من المحاضرات المهمة والدورات العملية. كما تم الاتفاق بين المنتدى الإسلامي وجمعية الإمارات للمكفوفين على إصدار ملصق المكتبة بطريقة برايل، ليتمكن فاقدو البصر من التعرف إلى محتويات الملصق وقراءتها، وبالتالي استخدامه، وبذلك يتيح لهم هذا الاتفاق الفرصة للقراءة السمعية والاستماع إلى عدد كبير من المحاضرات والدورات التدريبية والدروس التي قدمها المنتدى على مدار عام كامل، وفي حال اعتماد فكرة المكتبة السمع بصرية من قبل جهات أخرى، سيتوفر المزيد من العناوين. وهنا يلفت ماجد بوشليبي، الأمين العام للمنتدى، أن أرشفة جميع كتب المكتبة الإلكترونية للمنتدى الإسلامي، لتتضمنها المكتبة السمع بصرية، تحتاج إلى جهد كبير، إلى جانب أن هناك حقوق نشر لا يمكن تجاوزها؛ لذا يتم الاكتفاء بما يتم إنتاجه سنوياً، على أن يُطلق الملصق الذي يحتوي عناوين العام التالي في النصف الثاني من كل عام، ويشير إلى أن المنتدى بصدد إصدار الملصق الجديد للعام 2016، الذي سيحتوي على ما قدمه المنتدى خلال العام الماضي، وسيتاح هذا الملصق بطريقة برايل، تأكيداً لتكافؤ الفرص بين محبي القراءة جميعاً.

مشاركة :