انتقد مختصون ومواطنون سيطرة العمالة الوافدة على سوق مهرجان تمور بريدة، مطالبين الجهات المختصة بالتحرك تجاه الظاهرة التي أثرت على سوق يعتبر الأكبر على مستوى المملكة. سيطرة المواطن محمد الحربي يرى أن المتجول في السوق منذ الوهلة الأولى يرى طغيان العمالة الوافدة في السوق وسيطرتهم على المبيعات، ومضى يقول "ما نشهده من سيطرة للعمالة الوافدة شيء غير جيد ولا يمت لأصالة السوق بأي صلة"، وأضاف "سوق بريدة للتمور يعتبر من أكبر الأسواق في المملكة، ولكن للأسف الشديد أن العمالة هي المسيطرة وشيء محزن أن تراهم جهارا نهارا بلا حسيب ولا رقيب"، وتساءل الحربي أين دور الجهات المعنية؟. ملايين الريالات أشار عبدالله الفوزان إلى أنها جريمة كبرى أن تذهب ملايين الريالات لجيوب العمالة، قائلا: "الوافدون هم المسيطرون على السوق، وأغلب الصفقات تتم عن طريقهم، وهو ما يعني صفقات بملايين الريالات تحول من حساباتهم إلى بلدانهم"، وأردف "وهناك من العمالة من يعمل فقط خلال فترة المهرجان فقط، ويكسب الملايين"، وتابع "ومن يزال السوق يشاهدهم بالعين المجردة وعلى الجهات المعنية الوقوف بحزم أمام تلك الظاهرة". إجراءات فاعلة طالب المحلل الاقتصادي فضل بوعينين باتخاذ إجراءات أكثر فعالية وملامسة للواقع لمهرجانات التمور في القصيم وغيرها، مؤكد أن سيطرة العمالة الوافدة عليها أمر محزن ومعيب في حق البلد وأبنائه. وأضاف أن المستفيد الأول من دخل السوق هم العمالة، وقال "تعتبر مافيا لأنها متنفذة ومسيطرة في السوق، والبعض منهم لا يملك إقامة نظامية، وهم من يستأجر المزارع ويستفيد من المحصول ويبيعه في الأسواق، لدرجة أن بعضهم العمالة المسيطرة أصبح على علاقة كبيرة بكبار المستثمرين في التمور في دول الخليج وغيرها من دول العالم. وأضاف المحلل الاقتصادي أن مهرجان التمور يدر ملايين الريالات، لكن للأسف وضعها الحالي في صالح الأجنبي، مؤكدا أنه لا بد من الاعتراف بالمشكلة، لكي نقوم بمعالجتها. وأشار إلى أن السوق يمتلك فرصا استثمارية جيدة يمكن للشباب أن يستفيد منها، وعلى الجهات المعنية دعمهم في السوق، كما أنه على وزارة البيئة والزراعة إعادة النظر في مهرجانات التمور بشكل خاص ودعم المزارعين والمستثمرين لكي تستفيد منها وتكون علامة اقتصادية. وتمنى بوعينين أن يولي مجلس منطقة القصيم عناية خاصة لمهرجان التمور مع الجهات المعنية وإعادة تنظيم ودعم وخطط واستثمار وتسويق وتجارة وتطوير صناعتها، لكي يظهر بالشكل الذي يليق به كسلعة غذائية، لأن تجارة التمور تعتبر التجارة الأولى في المنطقة. مخالف للقرارات اعترف مصدر في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لـ"الوطن" أن وجود العمالة بهذا الشكل في مهرجان سوق بريدة للتمور يعتبر مخالفة للقرارات السامية التي تلزم بالسعودة بنسبة 100% في سوق التمور، وقال "إن الأنظمة صريحة حيث المرة الأولى يتم إنذار العامل المخالف وفي المرة الثانية يرحل نهائيا من البلد"، مؤكدا أن المسؤولية تقع على لجنة السعودة المكونة من عدة جهات حكومية والتي يجب عليها أن تقوم بدورها.
مشاركة :