- اليمنيون مشغولون بلقمة العيش وصراعات المصالح الضيقة بينهم وبين السياسيين المتاجرين بكل شيء، والحكومة هي الأخرى كانت مشغولة بمسلسل الحوار الوطني الحلم الذي يجمع الناس على كلمة واحدة وحكمة ضاعت من أرض اليمن منذ زمن بعيد. ـ في هذه الأثناء كان الحوثي يتحرك بهدوء كي يبلع مزيدا من الأرض، وبحجج مختلفة وأسباب لا تغيب عن بال أحد، استطاع أن يحقق ما يريد؛ لقد كان همه الدائم والأول هو السيطرة والتمدد في كل يوم كي يقضم جزءاً جديداً من أرض اليمن، ومن حسن حظه أن المبررات تتغير من وقت لآخر. ـ بعد أن قام بحركة تطهير طائفية داخل صعدة ظن الناس أن الحكاية انتهت؛ لم يعلموا أن الهدف كان ولا يزال أبعد وهو العاصمة صنعاء، وسيصلها الحوثي عما قريب، وسيدعي من هناك أنه جاء كي يقاتل اليهود والنصارى..لعبة حلوة ومضمونة، ويمكن أن تعيش هذه الأكذوبة في اليمن كما في غيره. ـ سيناريو حزب الله في لبنان يتكرر الآن في اليمن، وسيحتج الحوثي كثيراً على نظام الأقاليم لأنه يريد أن يسيطر على كل البلد وأن يصبح هو الحاكم الفعلي ولو من وراء ستار، ولذلك لا تستغربوا حينما تصبح موافقة صعدة شرطاً أساسياً ووحيداً لتشكيل أية حكومة يمنية قادمة!! لدي قناعة أن هذا سيحدث في يوم من الأيام. ـ بعض المحللين الطيبين يقولون إن الحوثيين حزب قبلي مسكين ومسالم، وأن الطائفي هو حزب الله، ولمن أراد معرفة حقيقة هذا الكلام عليه فقط أن يتابع قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين، وسيرى عندها أن حزب الله يعتبر ملاك رحمة قياساً بالحوثيين في المسألة الطائفية تحديداً، والأيام مقبلة ومفجعة بلا شك. ـ من زرع الحوثي في اليمن استثمر في الفقر والجهل بشكل جيد وعبأهما في مواجهة الدولة والشعب هناك، وهاهي النسخة الثانية من حزب الله اللبناني تظهر وتفرد عضلاتها بقوة أكبر من ذي قبل في اليمن. تأخير التعامل الجيد مع بدايات الكارثة الفاجعة يجعلك تتعايش معها مكرهاً، وهذا ما سيحدث!!