«أوبرا دبي» هدية الإمارات الثقافية إلى العالم

  • 8/31/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي : مها عادل لؤلؤة جديدة تضيفها دبي على تاج العز الذي يزين مفرق المدينة المتألقة دائماً، من خلال افتتاح أوبرا دبي على أراضيها وبطريقتها ونكهتها الخاصة فلا تقدم للعالم مجرد بناء أو صرح فني جديد، وإنما تقدم سحراً يبحر في الأفق الرحب فيحمل الأزمنة بين طيات الشراع ويلتقي الماضي بالحاضر والمستقبل في تناغم مدهش على إيقاع أهم وأفضل فرق الموسيقى العالمية، ليقدم أرقى أنواع الترفيه والإثارة والإلهام على مستوى العالم داخل هذا الصرح الفني متعدد الاستخدامات. تصميم القارب لم يأت من فراغ فهو يستلهم تراث الأجداد وأشكال السفن الشراعية التقليدية التي كانت تمخر عباب الخليج العربي وترسو على خور دبي الشهير فتحمل حضارة العالم وتجارته إلى أرض الجود والكرم. واليوم تحتفل دبي بميلاد جديد على أرضها المتجددة بالعطاء. خلال الساعات الماضية كان موقع الأوبرا تحول إلى خلية عمل تسابق الزمن من أجل إخراج أول عروضها في أبهى حلة وأجمل شكل. نظمت إدارة الأوبرا لمجموعة من الإعلاميين والمراسلين من كل أنحاء العالم لحضور البروفات النهائية لعرض بلاسيدو دومينغو الشهير الذي سيقدم في الافتتاح. العيون تتلاحق والحماس يزداد لاكتشاف الصرح الزجاجي العملاق، والمكان يعج بالنشاط والعمل والكل يسابق الزمن من عمال وفنيين ومهندسين وإداريين، الجميع ينسجون من حولك حالة من الوهج والحماس والدأب لإتمام العمل على أكمل وجه، فضلاً عن العمل على وضع اللمسات النهائية على هذا الصرح الفني والثقافي الذي يترقبه الجميع ليكون منارة ثقافية وفنية تنعش الحياة الفكرية والموسيقية والثقافية بالإمارة والمنطقة. التصميم الفريد لقاعة المسرح الرئيسية، يشعرك أنك في قلب متن سفينة عملاقة، ذات جدران خشبية تزينها تشكيلات زخرفية عربية الطراز ترمز لشكل المشربية، التي تعد رمزاً شهيراً من رموز الفن العربي والإسلامي. أما البلكونات المعلقة على جانبي القاعة فصممت على شكل قوارب صغيرة خشبية تحمل مجموعة من المقاعد التي تضمن للمشاهد موقعا متميزا وزاوية رؤية فريدة. جاسبر هوب، الرئيس التنفيذي لدار أوبرا دبي يشارك حماسه بالمكان، قائلاً: في رأيي أن التصميم هو الأمثل لأنه يتسق تماماً مع ثقافة وتاريخ الدولة ويجسد العلاقة الوطيدة بين شعب الإمارات وبين البحر، حيث استلهموا الأغاني وأهازيج الصيد، ويمثل حرص دبي الدائم على الفخر بماضيها ومواكبة حاضرها والقفز نحو مستقبل واعد يليق بها وبشعبها. ويضيف: القاعة لا يوجد بها نظام للصوت وخالية تماماً من الميكروفونات ومكبرات الصوت، ومع ذلك فإن الجالس في المقعد الأخير بها يستطيع أن يسمع بكل وضوح وبنفس كفاءة وجودة الجالس في الصف الأول. وهذا بسبب تصميم القاعة المميز الذي يوفر خاصية تضخيم الصوت وتعظيمه ويضمن وصوله للجميع بنفس الكفاءة والجودة. يقاطع حديثنا البروفات النهائية لعرض الافتتاح الأسطوري الشهير بلاسيدو دومينغو، الذي شهد تحطيم الأرقام القياسية في شباك التذاكر ليتم بيعها خلال أقل من 3 ساعات من الإعلان عن عرضه لتصدح بأنغامه دار أوبرا دبي لأول مرة في تاريخها. يبدأ العرض بعزف الأوركسترا الموسيقي العالمي ليصدح في ارجاء القاعة ليغمرها بالأصوات المذهلة الرائعة التي تمتع أذان الحضور بصداها الجذاب. وصمم المسرح بطريقة تسمح بالإطلالة الواضحة ومشاهدة مختلف العروض بكل تفاصيلها ما يضفي إحساساً بالحميمية طوال الوقت. ومن المقرر أن تقدم دار دبي للأوبرا عروضاً رائعة من الفنون وغيرها من الأحداث المهمة، من مختلف الأحداث والفعاليات مثل المسرح، والحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والأوركسترا، والأفلام، والأحداث الرياضية، والبرامج الموسيقية جميعها في منطقة دبي للأوبرا. ينصرف الجميع إلى مقاعدهم في التزام شديد وينسحب جاسبر هوب من القاعة، على وعد باستكمال حديثنا بعد مشاهدة الفصل الأول من العرض، لتنطفئ الأنوار وتأخذنا الموسيقى والأوركسترا في عالم أسطوري خلاب يعدنا للاستمتاع بالقصة الرومانسية الشهيرة. وعلى الرغم أن فن الأوبرا يجده الكثيرون صعب الفهم أو يحتاج لدرجة معينة من الثقافة، فإن الحضور لاحت على ملامحهم علامات الاستمتاع الكامل والفهم و التواصل، ولا بد أن وجود هذه اللوحة الإلكترونية المعلقة فوق المسرح التي تظهر ترجمة فورية لكلمات وأغاني العرض باللغتين الإنجليزية والعربية التي كان لها أثر كبير في زيادة تفاعل الحضور وفهمهم لمفردات الكلمات ومواضع الحزن والفرح والضحكات. وكثيراً ما تلمع عيون الحاضرين دهشة وإعجاباً حين تتحول أفواه المغنين إلى آلات موسيقية رنانة وشجية، فتعلو أصواتها عليها وتتفوق ببراعة وتجبرها على لحظة سكون حتى تضج القاعة بأصوات التصفيق تحية لهذه الأصوات الصداحة ثم تعود لتستأنف موسيقاها. أتطلع إلى أن ننجح في إلهام وتحفيز روح الإبداع في دبي، أتذكر تلك الكلمات التي قالها لي جاسبر هوب، منذ بضعة أشهر خلال حوار جريدة الخليج، وبالأمس في خضم التجهيزات النهائية التي يتم وضعها لإعلان افتتاح دار الأوبرا رسمياً، كان واضحاً أن هدف تحفيز روح الإبداع لا يزال قائماً وناجحاً ويتحقق يوماً بعد يوم. فمن الإبداع المعماري الفريد الذي يتميز به التصميم إلى الإبداع الهندسي في تجهيزات الصوت وتكنولوجيا الإضاءة والعزل الصوتي إلى الإبداع البشري في إنجاز كل شيء بدقة فائقة وتناغم كامل، على طريقة دبي. ولا أحد يستطيع أن يتخيل أن هذا الإنجاز المعماري والفني الضخم استغرق تنفيذه عامين فقط، حيث إن شركة إعمار العقارية التي تمتلك المشروع أطلقت عمليات التشييد في سبتمبر 2014. بعد عودة جاسبر هوب لاستئناف حديثه معنا، سألته عن شعوره عند وصوله للحظة تحقيق الحلم وتوقعاته لحجم الإقبال والنجاح المنتظر ليبتسم لي قائلاً بفخر وارتياح: أتوقع أن تلهم (أوبرا دبي) كل من يزورها وتزيد وعيهم ومعرفتهم بأنواع مختلفة من الفنون الموسيقية والاستعراضية والفنية بشكل عام، وأتمنى أن يجد كل زائر للأوبرا غايته وأشباع ذوقه. ويؤكد جاسبر أنه سيظل حريصاً على مراقبة مدى سعادة الجمهور ورضاه عما تقدمه الأوبرا من فنون خلال الفترات المقبلة بهدف إجراء التحسينات اللازمة للوصول لأكبر شريحة ممكنة، ويقول موجهاً حديثه للحضور: سأكون بانتظاركم خارج القاعة مع نهاية كل عرض لأراقب الوجوه وأكتشف ردود الأفعال وأستطلع آراءكم لتحقيق رضاكم الكامل وسعادتكم. ولكن أريد أن أؤكد أن هذه لا تعد مرحلة تحقيق الحلم بالنسبة لي ولكنها تمثل نقطة الانطلاق والبداية فالحلم أكبر يتسع للكثير من الطموحات. ورداً على سؤالنا عن شروط وقواعد الزي اللازم لحضور العروض، فيضحك قائلاً: هذا سؤال يشغل بال كثيرين، ولكني أؤكد أنه لا توجد قيود صارمة، ولكني أؤكد ضرورة الالتزام بالأناقة والزي اللائق بمكان راق مثل دار الأوبرا، ولكن لن يُمنع أحد من الدخول بسبب عدم ارتداء رابطة عنق أو بذلة رسمية كاملة. فالأناقة والرقي الشرط الوحيد. وتُعدّ زيارة دار دبي للأوبرا فرصة مثالية لتجربة الاستمتاع إلى قوة الموسيقى الحية في مثل هذا الصرح الكبير ومناسبة لا تعوض. وفقاً للإحصائيات، فإن الاستماع إلى الموسيقى يعمل على تحسين الصحة النفسية والجسدية للأشخاص ويساهم أيضاً في منحهم شعوراً رائعاً بالسعادة. كما أن دبي هي المدينة الأولى في العالم لقياس السعادة لسكانها وزوارها بطريقة تفاعلية، ومن هنا فإن زيارة دار دبي للأوبرا تشكل الخيار الأمثل والأفضل في وقت الفراغ. ولهؤلاء المحظوظين الذين حصلوا على تذكرة لحضور أول العروض اليوم، فإن أبواب دبي أوبرا تفتح رسمياً في تمام الساعة 6:00 مساء ويبدأ العرض في تمام الساعة 8:00 مساء. وتحث أوبرا دبي حاملي التذاكر التخطيط المسبق لرحلتهم إلى الأوبرا، علماً بأن المكان يضم مجموعة من المواقف ومرافق وقوف السيارات بما في ذلك مواقف دبي أوبرا، خدمة صف السيارات ومواقف البوليفارد. مفاجآت.. ومرونة لم يستبعد جوزيف فولر، المدير الفني لدار الأوبرا، حدوث مفاجآت في حفل الافتاح اليوم على صعيدي الفنانين والمشاركين في الفقرات. وتعليقاً على تصميم القاعة وتجهيزاتها قال: هذه القاعة تتسع لما يقارب 2000 شخص وأكثر ما يميز تصميمها هو تمتعها بالمرونة الشديدة وإمكانية إعدادها لاستضافة أنواع مختلفة من الفعاليات، فالمقاعد يمكن إزالتها من مكانها وإفراغ القاعة منها تماماً و الأرض أيضاً يمكن زيادة ارتفاعها لتصل لارتفاع المسرح. وكذلك السقف يمكن خفضه والجدران يمكننا تغيير شكلها بالكامل، وهذه التعديلات والمرونة تمكننا من استضافة جميع أنواع العروض والفعاليات الفنية، سواء كانت معارض أو حفلات أو اجتماعات، بالإضافة لكل أشكال العروض الفنية الموسيقية والاستعراضية. ويوجد لدينا عده قاعات مخصصة للتدريبات مجهزة بكل الوسائل والتكنولوجيا المطلوبة. 65 إلى 75 عرضاً حتى نهاية 2016 عقد جاسبر هوب، لقاءً مفتوحاً مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين، للإجابة عن أسئلتهم وإشباع رغباتهم في معرفة المزيد عن الجهود المتواصلة له ولفريقه، لإنجاح هذا المشروع الضخم، بعد البروفات النهائية. وأعرب هوب عن سعادته بحجم المبيعات، والإقبال المتزايد على شراء التذاكر قبل موعد العرض بشهور، وهو الشيء الذي فاق توقعاته، وأعلن عن استضافة الأوبرا من 65 إلى 75 عرضاً حتى نهاية عام 2016 وأكثر من 200 عرض في سبتمبر/أيلول 2017. موسيقى فرنسية ناعمة يقول جيناتو ريوتيت، مدير الأوركسترا السيمفوني الذي يقود بلاسيدو دومينغو أول عروض أوبرا دبي: يتميز العرض بألحان فرنسية ناعمة، تعكس جواً من الرومانسية، وهي قريبة من النفس، ويفهمها الجميع من مختلف الثقافات. ويشير ريوتيت إلى أن الأوركسترا تتكون من 60 عازفاً بينهم 7 مغنين سوليست و8 كورس. دو شريك الاتصال تتعاون شركة دو مع أوبرا دبي، لتكون شريك الاتصال الرسمي للوجهة الأولى للفنون في الإمارة. وقال عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي للشركة: شراكتنا مع دبي أوبرا تنبع من إيماننا بأن هذا الصرح الثقافي سيكون ذا تأثير عميق وبُعد إيجابي في تعزيز النسيج الثقافي لمدينة دبي، والإمارات عامة، فالغنى والتنوع الثقافي من أهم أعمدة الشعوب المتحضرة والسعيدة، ونحن كشركة وطنية إماراتية ملتزمون بتحقيق أهداف أجندة السعادة في الدولة من خلال إثراء حياة عملائنا بطرق مبتكرة ومثيرة في هذه المدينة النابضة بالحياة.

مشاركة :