«القرضاوي» و القرة داغي ينسفون مؤتمر الشيشان من جذوره بردود مفحمة

  • 9/2/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتقد الشيخ الدكتور علي محي الدين القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المؤتمر الذي تم عقده مؤخراً في مدينة جروزني الشيشانية تحت اسم "من هم أهل السنة والجماعة" مؤكدا أنه أثار الاختلاف بين أبناء الأمة وهذا أول ما أنتجه هو ومخرجاته التي أثبتت أننا أمام مؤتمر يفرق ولا يجمع ويزرع الفرقة بدلاً من أن يتناول توحيد الجهود ووحدة الأمة الإسلامية وأبنائها. كما أشار "القرة داغي" وفقا للبيان الخاص به والذي نشره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أن هذا المؤتمر وأشباهه لا تفيد الأمة الإسلامية أبداً ، وإنما مثل هذه الفعاليات تمكن لأعداء أهل السنة وخصومهم ، وتزيد الأمة تفرقاً لخدمة سيناريوهات تضر الأمة وتضعها أسيرة لأجندات مدمرة سواء لبعض من هم بداخلها أو خارجها. وأكد القرة داغي أنه ومنذ بداية الدعوة للمؤتمر والتي قامت على أسس استقطابية لفئات محددة قريبة من المستبدين والظالمين أو تابعة وخانعة لهم في معظمهم، أو مغرر بهم تحت أسماء لموضوعات براقة بينما مسمياتها مسمومة، وهذا يؤكد أن المؤتمر سعى وبقوة لزعزعة مفهوم أهل السنة والجماعة بل وإضعافه بربطه بهذه الفئات غير المؤيدة من قبل كثير من أبناء الأمة الآن بعد حالة الوعي التي تولدت وآخذة في التطور تباعاً في قلوب أحرار الأمة الذين انتفضوا لرفض التبعية وتأييد الاستقلال. وتابع أن أهل السنة والجماعة هم من التزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين ، ولم يفرقوا بين المسلمين ، ولم يخرجوا بسلاح وقوة على الأئمة الشرعيين، فهؤلاء هم أهل السنة والجماعة، وقد أشار إلى ذلك كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك قول الله تعالى "وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى? عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ? وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى? صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" سورة آل عمران – آية 101 ، فهذه الآية تدل على أن المرجعية للأمة هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن منهج الفهم والاستنباط للعلماء الربانيين القادرين على الاجتهاد والتخريج ، فقال سبحانه وتعالى "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ? وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى? أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ? وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا" سورة النساء – آية 83 ، ولذلك فجميع أئمة المسلمين الكرام وأتباعهم ممن التزموا بهذه المنهجية هم أهل السنة والجماعة ، ولا يجوز إخراج فرد مسلم واحد من أهل السنة والجماعة إلا بدليل من الكتاب والسنة، لأن إخراجه حكم عليه بالكفر والضلال، ومنهج التكفير ليس من منهج أهل السنة والجماعة على الإطلاق. واختتم الشيخ القرة داغي تصريحه بدعوة المسلمين في كل بقاع الأرض إلى رفض التحزب المقيت والمذهبية الطائفية الخاطئة التي تفرق ولا تجمع، وكذلك رفض محاولات شق الصف الإسلامي التي تسعى إليها للأسف الشديد بعض ممن انتموا إلى فئة العلماء قولاً لا فعلاً، شكلاً لا مضموناً، بل إن بعض هؤلاء متهمون بالفتوى في قتل أبرياء ظلماً وعدواناً، والله غالب على أمره ولكن أغلب الناس لا يعلمون. وجاء نص بيان الدكتور العلامة يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على هذا المؤتمر والذي نشره الاتحاد عبر صفحته بفيس بوك أيضا كالآتي: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.(وبعد)فإن العلماء ورثة الأنبياء، وهم أمناء الله ، {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} [المائدة:44]. وقد قرر الله تعالى أن من صفات العلماء الصادقين خشية الله في السر والعلن، وفي المنشط والمكره. قال سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر: 28]. وحذرهم وحذر المؤمنين من خشية أحد سواه: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} [المائدة:44]، فضلا عن أن تنحني لهم قامة، أو تلين لهم قناة أمام الظالمين والمتكبرين في الأرض بغير الحق، ووصف سبحانه العلماء الربانيين بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } [الأحزاب:39].وقد تناقلت وسائل الإعلام خبر انعقاد مؤتمر إسلامي، يعقد في جروزني عاصمة الشيشان إحدى الولايات التابعة لروسيا الاتحادية، يحمل عنوان: (من هم أهل السنة والجماعة؟).وقد أزعجني هذا المؤتمر بأهدافه وعنوانه، وطبيعة المدعوين إليه والمشاركين فيه، كما أزعج كل مخلص غيور من علماء الإسلام وأمته، فرأيت أن أصدق ما يوصف به أنه مؤتمر ضرار. فالله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2].  وهؤلاء ما تعاونوا على بر أو تقوى. كالذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين.مؤتمر ينعقد برعاية رئيس الشيشان التابع لحكومة روسيا، في الوقت الذي تقتل فيه الطائرات والصواريخ الروسية إخواننا السوريين، وتزهق أرواحهم، وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم بدعوى محاربة الإرهاب، الذي هم صانعوه، وهم أحق بهذا الوصف، وهو أليق بهم.ثم جاء البيان الختامي معبرا عن هوة سحيقة يحياها المؤتمرون والرعاة لهذا المؤتمر البائس، فبدلا من أن يسعى لتجميع أهل السنة والجماعة صفا واحدا أمام الفرق المنحرفة عن الإسلام، المؤيدة سياسيا من العالم، والمدعومة بالمال والسلاح، إذا به ينفي صفة أهل السنة عن أهل الحديث والسلفيين من (الوهابيين)، وهم مكون رئيسي من مكونات أهل السنة والجماعة؛ وكأنه قد كتب على أمتنا أن تظل في هذه الدائرة التي لا تنتهي، ينفي بعضنا بعضا، في الوقت الذي يتعاون فيها أعداؤنا، ومن هم خارجون عن ملتنا وعقيدتنا، ليوقعوا ببلاد المسلمين بلدا تلو أخرى.وإن أمة الإسلام- وهم أهل السنة- هم كل من يؤمن بالله وكتابه ورسوله .. من لا يقر ببدعة تكفيرية، ولا يخرج عن القرآن الكريم وعن السنة الصحيحة. وهم كل المسلمين إلا فئات قليلة، صدت عن سبيل الله. إن أمتنا التي تمددت جراحاتها، وتشعبت آلامها، لم يعد لديها من رفاهية الوقت، لإعادة الخلافات التاريخية القديمة بين مكونات أهل السنة والجماعة جذعة، في الوقت الذي تئن مقدساتها، وتستباح حرماتها، وتسيل دماؤها في فلسطين وسوريا واليمن، وغيرها.لقد تجاوز الزمن تلك الخلافات العلمية الفرعية في مسائل العقيدة: مسائل الصفات، والتأويل، والتفويض، والتي تبحث في بطون الكتب، وقاعات الدراسة في جو علمي وخُلُق راق، فإذا بهؤلاء الذين يعيشون خارج العصر يريدون إثارتها وتأجيجها من جديد، وشغل الأمة بماضيها عن حاضرها، وبأمسها عن يومها ومستقبلها، وتمزيق الأمة أحزابا وشيعا، في الوقت الذي يجتمع عليها أهل الشرق والغرب، وينسق فيه أعداء الأمس، لينقصوا بلادهم من أطرافها.لم نسمع ممن نصبوا أنفسهم ممثلين لأهل السنة والجماعة كلمة اعتراض على ما تقوم به إيران وأذنابها، من ميليشيات حزب الله في سوريا، والحوثيين في اليمن من قتل واستباحة وتدمير، وبعث الدعاة في أقريقيا وآسيا لتضليل أهل السنة. ولا كلمة إنكار لما تقوم به روسيا، ومن يدور في فلكها، ولا عجب. وقد تصدر المؤتمر علماء السلطان، وشيوخ العار، الذين سكتوا عن دماء المسلمين المراقة ظلما وعدوانا من روسيا وأذنابها، والذين هللوا للمستبدين في عالمنا العربي، وحرضوهم على سفك الدماء، فأيدوا السيسي في مصر، وبشار في سوريا، وعلي عبد الله صالح والحوثيين في اليمن، وإن جملوا مؤتمرهم – للأسف - ببعض الطيبين من أهل العلم من هنا وهناك. ولنا أن نتساءل: ماذا بعد تحديد أهل السنة والجماعة؟!  هل سنسمع لكم صوتا ضد الشيعة والنصيرية في سوريا واليمن والعراق؟!وإننا نحمد الله تعالى على وعي جماهير الأمة الإسلامية وشبابها، فقد أرادوا مؤتمرهم حربا على صحيح الإسلام ونور الحق ودعاة الحرية، فأخزاهم الله، وتبرأ من بيانه الختامي كبيرهم، فولد المؤتمر ميتا، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج:18]. وأحب أن أؤكد أنني قد جاءني وفد يمثل علماء الشيشان في سنة 2010م، ودعوني لمؤتمر يعقد في الشيشان بعنوان (الإسلام دين السلام والمحبة)، فاعتذرت، وأخبروني أنهم يريدون فيه جمع الجهود، وإحلال السلام والمصالحة، وأن المؤتمر يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية، وأثنوا عليه، وطلبوا مني أن أسجل كلمة لهذا المؤتمر، وأن أذكر رئيسهم في كلمتي، فذكرته بما حدثوني عنه.  ولم يكن حينها على أرض الشيشان أي نوع من أنواع الجهاد، ليقول الأفاكون: إنني خذلت المجاهدين على أرض الشيشان بكلمتي، ولم تكن سوريا الجريحة تعاني ما تعاني من القصف الروسي المتواصل، الذي أعلن هؤلاء المسؤولون في الشيشان عن تأييده. ثم وجهت لي أكثر من مرة دعوة مفتوحة في أي وقت لزيارة الشيشان وروسيا والجهوريات الإسلامية هناك، على متن طائرة خاصة يرسلها رئيس الشيشان، ولكني أبيت، والحمد لله على توفيقه.{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:286] .{ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الممتحنة:4-5]. وأثار المؤتمر الذي عُقد في جروزني عاصمة الشيشان، تحت عنوان: (من هم أهل السنة والجماعة؟) انتقادات العديد من علماء الأمة وكُتابها ومفكريها. م.ن ;

مشاركة :