«الربيع العربي» بعيون التقنيات الشبكية

  • 2/14/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

ما الذي يفعله هؤلاء الشباب التونسيون في بولندا، تحديداً في مبنى وزارة الخارجية فيها ؟ ما الذي يراه هؤلاء على شاشات الحواسيب التي يتدربون عليها، بل ما الذي يتدرّبون عليه تحديداً ؟ لماذا حلّت محلهم بسرعة، مجموعة من شباب «ثورة 25 يناير» ؟ ما علاقة هذا الأمر بـ «المجلس الوطني الانتقالي الليبي» ؟ في غرفة واسعة من «القسم الدولي» في مبنى وزارة الخارجية، يتدرّب هؤلاء الشباب على التعامل بواسطة تقنية «المُحاكاة الافتراضية» Virtual Simulation، مع الحدث الذي هزّ العام 2011: «الربيع العربي». رُسِمَت هذه الصورة عبر تحقيق تلفزيوني واسع انتشر قبل فترة على «يوتيوب»، وتحثّ دراسة الباحِثَة المصرية داليا عاصم على استعادته أيضاً. ووفق ذلك التقرير، انخرطت بولندا في استضافة دورات لتدريب مسؤولين من تونس ومصر وليبيا على إدارة الأوضاع أثناء عمليات التحوّل السياسي في بلادهم حاضراً، عبر استخدام برنامج أميركي يعتمد على أسلوب المُحاكاة الافتراضية. صمّم البرنامج «معهد تحليلات الدفاع» Institute for Defense Analyses في الولايات المتحدة، أثناء فترة التسعينات من القرن الماضي. وتمثّل الهدف منه حينها، في مساعدة دول البلقان على اجتياز التحوّل السياسي الضخم، خلال الصراعات التي اندلعت عقب انهيار جمهورية يوغوسلافيا السابقة وتفكّكها. ويتيح البرنامج تجربة عمليات اتخاذ القرار تحت ضغوط قوية والتعرّف إلى نتائج تلك القرارات، ضمن سيناريوات افتراضية عن أوضاع التغيّر السريع سياسيّاً. حمل البرنامج اسم «التدريب على الحاجات الاقتصادية والإستراتيجية والأمنStrategic Economic Needs Security Exercise، ويعرف اختصاراً باسم «سينس» SENSE، وهي كلمة تتشكّل من الحروف الأولى من الاسم الإنكليزي للبرنامج. ويتضمّن «سينس» مجموعة من التغيّرات الاجتماعية، والصراعات السياسية الداخلية، وضغوط السياسات المالية والاقتصادية، وعناصر جغرافية سياسية مثل العقوبات والصراعات الإقليمية وغيرها. ومن الممكن أن يشارك قرابة 40 شخصاً في كل دورة تدريبية على برنامج «سينس»، إذ يُسنَد لكل فرد منهم دور محدّد في السياسة والاقتصاد.   أحوال السياسة... بالرقمي في وصفه لهذا البرنامج، أوضح خبير سياسي في أحد بلدان «الربيع العربي»، أن هذه المحاكاة الافتراضية «تهدف للتعريف بطُرُق مساهمة القطاع الخاص وممثلي القطاع العام في عملية الانتقال السياسي». وشهد شتاء العام 2011، عقد دورة تدريبية مدتها أسبوع، شارك فيها 47 مسؤولاً تونسياً سرعان ما أعقبتها دورة مماثلة لمسؤولين مصريين. ونظّمَت دورات مُشابِهَة شارك فيها قرابة 50 ناشطاً ليبيّاً. وأعربت خبيرة اقتصادية عربيّة شاركت في الدورة عن اعتقادها بوجود دروس يمكن الاستفادة منها في الدول التي نجحت فعلياً في اجتياز مراحلها الانتقالية بعد صراعات وثورات. وأعربت هذه الاختصاصيّة عن قناعتها بأن التدرّب على برنامج «سينس» أكسبها خبرة في التفكير في طريقة توجيه الأولويات من أجل اتخاذ قرارات على غرار طُرُق التصرّف عند وجود مطالب متصارعة آتية من أطراف مختلفة. وعقدت بولندا مجموعة من الدورات التدريبية على برنامج «سينس» منذ العام 2004، لنشطاء ومسؤولين جاؤوا من دول في شرق أوروبا وآسيا الوسطى، منها مولدافيا وروسيا البيضاء وجورجيا وصربيا وأفغانستان وأذربيجان. وأوضحت إحدى المسؤولات البولنديات عن برنامج «سينس» للمحاكاة الافتراضية، أن فكرة البرنامج وُلِدت في «المعهد الأميركي لتحليلات الدفاع» في الفترة التي تلت اتفاقية «دايتون» بين الفرقاء المتصارعين في ارلندا. «في بداية الأمر، خُصّص البرنامج للبوسنة والهرسك. وتتضمن محاكاة الكومبيوتر تكوين بلد افتراضي يعمل عبر اقتصاد السوق. ويُشتَرَط بالمشاركين دخول اللعبة كي يعملوا على المساهمة في إدارة أوضاع متأزّمة.

مشاركة :