ميركل: اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا لم تفشل

  • 9/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ترى أن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية المعروفة باسم "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي" لم تفشل. وبحسب "الألمانية"، فقد قالت ميركل في حوار مع إذاعة شمال ألمانيا "إن دي آر"، "أعتقد أن مثل هذه الاتفاقية تقدم لنا فرصا لتوفير وظائف، وإننا بحاجة ملحة إلى وظائف في أوروبا". وتسبب النقاش بشأن إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في خلاف مستمر بين طرفي الائتلاف الحاكم في ألمانيا، حيث رد الحزب الاشتراكي الديمقراطي غاضبا على اتهام فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي لوزير الاقتصاد زيجمار جابريل، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بأنه يفتقد للنظرة السياسية البعيدة. وقال تورستن شيفر جومبل، نائب رئيس الحزب الاشتراكي، في معرض دفاعه عن رئيس الحزب "إنه كان على كاودر أن يقول بصراحة إن التحالف يريد اتفاقية التجارة الحرة بأي ثمن، لا تلعب المعايير الاشتراكية والبيئية أي دور في حسابات الحزب المسيحي الديمقراطي". وكان كاودر قد قال في وقت سابق "إنه من المخيب للآمال أن وزير الاقتصاد الألماني جابريل لا يبذل قصارى جهده من أجل الاتفاقية وإنه رغم المفاوضات الشاقة التي يجريها جابريل إلا أن ذلك أمر طبيعي". واعتبر جابريل المفاوضات بشأن الاتفاقية قد فشلت من الناحية الفعلية، ويرى شيفر جومبل أن زيجمار جابريل يقول الحقيقة، مفاوضو الولايات المتحدة لا يتجاوبون منذ أشهر مع مواقف الاتحاد الأوروبي، أي أن اتفاقية التجارة الحرة قد فشلت فعليا لأنه من المستبعد إتمام هذه المفاوضات قبل الانتخابات الأمريكية. وصرح جابرييل، الذي يشغل منصب نائب ميركل ووزير الاقتصاد الاتحادي في حكومتها، منذ أيام بأن المفاوضات حول الاتفاقية قد أخفقت، فيما أكدت ميركل أن "لدينا مصلحة في ألا نتراجع خلف مناطق أخرى في العالم، مثل المناطق الآسيوية التي أبرمت مثل هذه الاتفاقية بالفعل مع الولايات المتحدة الأمريكية". من جهته، ناشد كريستيان ليندنر رئيس الحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا الحكومة الاتحادية في بلاده إحراز تقدم في المفاوضات القائمة حول اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، المعروفة باسم "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي". وقال ليندنر "إنه يتعين على الحكومة الاتحادية التخلص من ضعفها السياسي الاقتصادي والعمل بكامل قوتها في إنجاح اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة"، مؤكدا أنه لا يمكن أن تراقب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في صمت الطريقة التي يقوم من خلالها وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابرييل بإفشال "أهم مشروع من ناحية السياسة الاقتصادية لهذه الفترة التشريعية". وأشار إلى أن التجارة الحرة مع الولايات المتحدة تعني لألمانيا ولأوروبا تحسين المعايير في كثير من المجالات والحد من الحواجز الاقتصادية التي تمثل عبئا على التجارة وكذلك تحقيق مزيد من النمو الاقتصادي. وحذر ليندنر من إخفاق المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة قائلا "إنه إذا فشل بناء جسر عبر الأطلسي، فسيضع آخرون معايير على حسابنا. سيتمثل ذلك في رأسمالية الدولة الصينية الاستبدادية التي تحدد القواعد في الاقتصاد العالمي". وأشار إلى أنه إذا لم يستطع جابرييل تحقيق مواءمة للمسؤولية المزدوجة لديه كونه رئيسا للحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزيرا للاقتصاد، فإنه يتعين على المستشارة الألمانية سحب تكليفه بالتفاوض والقيام بذلك في مكتب المستشارية. وأوضح ليندنر أن جابرييل يخدم الجناح اليساري في حزبه الاشتراكي ويهمل مهمته كوزير للاقتصاد الاتحادي يتعين عليه فعل ما يصب في مصلحة ورخاء بلاده بدلا من الانسياق والتبعية للمتشائمين ومنتقدي العولمة في حزبه.

مشاركة :