أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي أن الإسلام جاء بعصمة الدماء والأموال وتحريم التمييز العنصري بكافة أشكاله، ففي خطبة الوداع يقول صلى الله عليه وسلم: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي: هذه مبادئ خالدة لحقوق الإنسان، يبني الإسلام الأمن في نفس المسلم، ويبني العلاقات الكريمة بين الناس في روابط إيمانية، أخوة في الله لها حقوق وعليها مسؤوليات: أرحام توصل، وبر الوالدين، حسن جوار، صحبة وسكن وزواج، ومن مبادئ حقوق الإنسان في الإسلام أنه لا يجوز أن يؤذي إنسان حضرة أخيه، ولا أن يؤذي في غيبته سواء أكان الإيذاء للجسم أو للنفس بالقول أو بالفعل، ونهى الإسلام عن ضرب الآخرين بغير حق، ونهى عن التنابز والهمز واللمز والسخرية والشتم. وأضاف الشيخ الثبيتي أن الإسلام كفل الاحترام للمسلم بعد مماته، ومن هنا أمر بغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، ونهى عن كسر عظمه والاعتداء على جثته وإتلافها، ققد كانت الدماء في الجاهلية رخيصة، وكانت النفس الإنسانية هينة، فجاء الإسلام ليضع للحياة أسساً تحترم فيها النفس الإنسانية، وتجعل قتلها دون مبرر جريمة بحق البشرية، حيث كانت العصبيات قبل البعثة عميقة الجذور قوية البنيان، فاستطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجتث التمييز العنصري بكل صوره وأشكاله، من أرض كانت تحيي ذكره وتهتف بحمده وتتفاخر على أساسه. من ناحيته، بين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. ماهر المعيقلي المسلمين فضل ايام العشر من ذي الحجة، التي أقسم بها في كتابه فقال: (والفجر وليالٍ عشر)، وخصها سبحانه بمزيد من الأجر، حيث اجتمعت فيها أمهات العبادة الصلاة، والصيام، والصدقة والحج، وذلك ما لا يتأتى في غيرها من الأيام. وأشار في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى أنه يضاف لهذه الأيام صيام يوم عرفة لغير الحاج، ومن أراد أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره من رؤية هلال شهر ذي الحجة إلى أن يذبح أضحيته، مضيفاً أن من الأعمال الجليلة في هذه الأيام خدمة حجاج بيت الله الحرام، وقد خص الله بها بلاد الحرمين المملكة، فقامت به خير قيام، من تهيئة للمشاعر المقدسة، وعمارة للمسجد الحرام، ليؤدي الحجاج مناسكهم في أمن وأمان وراحة واطمئنان، فجزى الله خيراً كل من عمل في خدمة ضيوف الرحمن وبارك فيه ووفقه وأعانه وسدده.
مشاركة :