كريموف رحل تاركاً أوزبكستان لمستقبل مجهول

  • 9/3/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توفي رئيس أوزبكستان إسلام كريموف، الذي حكم البلاد منذ فترة طويلة أمس الجمعة، حيث تناقلت وسائل الإعلام خبر وفاته جراء إصابته بنزف في الدماغ، كما أعلنت الحكومة الجمعة. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون، إن «رئيس أوزبكستان إسلام كريموف توفي، رحمه الله». وأضاف من دون تفاصيل: «نحن في الجمهورية التركية نشاطر الشعب الأوزبكي حزنه». وكانت السلطات الأوزبكستانية قالت في بيان مقتضب صباح الجمعة: «أعزاءنا المواطنين، بكثير من الأسى نبلغكم أن صحة رئيسنا تدهورت بشكل كبير، وقال الأطباء إن حالته حرجة». ونشر البيان المقتضب في الصفحات الأولى للصحف الرسمية، وتلاه مقدم برامج في التلفزيون. وتولى كريموف (78 عاما) رئاسة الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى، على مدى ربع قرن. ولم يكن كريموف يسمح بوجود معارضة تقريبا، ولم يتضح بعد الشخص الذي سيخلفه في هذا المنصب. وكان الرئيس الأوزبكي قد أدخل المستشفى وهو يعاني من جلطة دماغية في مطلع الأسبوع، بحسب موقعه الإلكتروني الرسمي، الذي أفاد أمس الجمعة بأن حالته الصحية حرجة. فيما أفاد كثير من وسائل الإعلام منذ ذلك الحين بوفاة كريموف. ومن المتوقع أن يتولى رئيس مجلس الشيوخ الأوزبكي، يولداشيف نجمة الله، بشكل مؤقت، مهام الرئيس لحين إجراء انتخابات شعبية. وكانت الحكومة قد أعلنت في نهاية الأسبوع نقل الرئيس إلى المستشفى، وأوضحت ابنته الصغرى لولا كريموفا تيليائيفا أن والدها قد تعرض لنزف في الدماغ. وتحدث موقع «فرغانة. رو» المعارض مساء الخميس، عن استعدادات مكثفة في سمرقند، المدينة التي ولد فيها رئيس الدولة، لإعداد جنازته. ولد الرئيس الأوزبكستاني في 30 يناير (كانون الثاني) 1938، ونشأ في دار للأيتام، ثم ترقى في كل مناصب الحزب الشيوعي أيام الاتحاد السوفياتي، حتى تسلم رئاسة جمهورية أوزبكستان السوفياتية. وعندما حصلت البلاد على استقلالها عام 1991، تمكن من البقاء في السلطة وحرص على القضاء على جميع معارضيه. ويتهم عدد كبير من المنظمات غير الحكومية كريموف الذي أعيد انتخابه عام 2015، بأنه دائما ما عمد إلى تزوير الانتخابات، واعتقل اعتباطيا مئات المعارضين وأيد استخدام التعذيب في السجون. وعلى الرغم من الشائعات المستمرة حول هشاشة وضعه الصحي قبل وفاته ، فإن كريموف لم يعين أي خلف لحكم بلاده التي تعد المصدر العالمي الثاني للقطن، والمتاخمة لأفغانستان. وفقدت ابنته الكبرى امرأة الأعمال الثرية غولنارا، التي كانت الأوفر حظا لخلافته، فرصتها فجأة بعدما شبهت والدها بستالين، واتهمت والدتها وشقيقتها بممارسة الشعوذة. ووضعت قيد الإقامة الجبرية عام 2014، لذا يقول الخبراء إن وفاته قد تؤدي إلى صراع على السلطة بين النخب السياسية. وأعرب سكوت رادنيتز، من جامعة «واشنطن» عن قلقه قائلا: «حتى لو كانت خطة خلافته موجودة، فهل سيتقيد بها الطامحون؟ ولأن أوزبكستان تواجه وضعا غير مسبوق خلال 25 عاما بعد الاستقلال، لا يعرف أحد ما إذا كان الناس سيتقيدون بالقواعد عند وفاته أم لا». وينص الدستور على أن يتولى رئيس مجلس الشيوخ الرئاسة بالوكالة إذا تعذر على الرئيس الحكم، لكن الخبراء يعتبرونه مجرد منفذ للأوامر. والطامحون لخلافة كريموف هم في الواقع رئيس وزرائه شوكت ميرزيوئيف، ونائب رئيس الوزراء رستم عظيموف. ويعتبر هذان الرجلان متنافسين. والطامح الآخر للحكم هو رئيس الجهاز الأمني القوي رستم إينوياتوف (72 عاما)، الذي يعتبر أحد المسؤولين عن مقتل ما بين 300 إلى 500 متظاهر خلال مظاهرة في إنديجان (شرق) عام 2005 قمعتها قوات الأمن. وقد دفع مقتلهم المجموعة الدولية إلى نبذ إسلام كريموف. وعلى غرار الرئيسين الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف، والطاجكستاني إمام علي رحمن، كان الرئيس الأوزبكستاني قد أعرب عن قلقه من تنامي التطرف الإسلامي في بلاده التي انطلقت منها «الحركة الإسلامية في أوزبكستان» القريبة من تنظيم القاعدة ونشطت مطلع الألفين.

مشاركة :