- صحيح أنها ثلاث نقاط وبالأخير هي الأهم في أي مباراة لكرة القدم.. وقد دانت للأخضر في جولته الأولى أمام تايلند.. لكني أتمنى ألا يكون هذا الفوز خادعاً.. خصوصاً بعد الكرم الحاتمي المبالغ فيه من هيئة الرياضة واتحاد الكرة بتقديم المكافآت.. فالمنتخب لم يقدم مهر الفوز حقيقةً.. بل كان أداؤه رتيباً.. وطموح لاعبيه متواضعاً.. وجهده داخل الملعب محدوداً.. وقتاليته لا تكاد ترى.. لتسعفه ركلة جزاء واللقاء يلفظ أنفاسه في تنفس الصعداء. - وتصفيات تمتد لأكثر من عام.. وتقود لأهم محفل على مستوى العالم .. وتنتظرها الشعوب كل أربعة أعوام.. تحتاج أكثر مما قدم في الظهور الأول.. فمعدل التفاؤل لدى الجمهور لم يرتفع كثيراً رغم الانتصار.. ولازال القلق يساور الأنصار. - لذا فالحذر بالقادم من مباريات مطلب.. فهذا المستوى لا يؤكل عيشاً.. ويوم الثلاثاء ليس ببعيد.. فالمهمة القادمة أكبر.. والخصم أقوى.. والملعب خارج الحدود.. فقد قدم المنتخب العراقي في الجولة الأولى أداءً جيداً أمام العملاق الأسترالي هناك في أستراليا.. ويريد تضميد جراحه على حسابنا.. وندرك جيداً حجم التنافس عندما يكون الفريق الآخر من نفس المنطقة. - ولعل من الجيد الإشارة إلى ما قدمه المنتخب الإماراتي في لقائه مع الكمبيوتر الياباني حيث منحنا ذلك التفاؤل بأن كرة القدم عادلة ولا تخدم إلا من يخدمها مهما كان اسم وحجم المنافس.. وتعطى درساً لكل من يبحث عن النجاح.. فلا سبيل لذلك سوى بالكفاح.. فضلاً عن الثقة بالنفس.. فأبناء الإمارات كانوا رجالاً داخل الملعب.. فلم يهزهم هدير المدرج هناك.. ولم ترهبهم لدى منافسهم أسماء المحترفين في أوروبا.. ليعودوا بالنقاط كاملة إلى أبو ظبي. - الأمل أن يحذو لاعبينا حذو الأشقاء الإماراتيين.. فهم لا يقلون عنهم موهبةً.. والأجواء ذاتها هنا كما هي هناك.. وليس هنالك بون شاسع في المستوى.. فقط ما نحتاجه إرادة تتجاوز الصعوبات.. وتكاتف من جميع الأجهزة.. وإيمان بالقدرات الفنية.. وبظني لو ملكنا كل ذلك.. فستكون نقاط لقاء العراق ليست ببعيدة عن المتناول. - أما وإن ركنّا لما قدمنا من عطاء بليد أمام تايلند.. ومارسنا تناقل الكرة بذات الرتابة بلا تكتيك أو هدف.. فأخشى أن يعود لاعبونا إلى الرياض خالين الوفاض.. وقد تركوا هناك في ماليزيا نقاط المباراة بمعية المنتخب العراقي.. فهل نتنبه لما وقعنا فيه من أخطاء في الدرة ؟ أم ننتظر حتى تنكسر الجرة ؟ صغار الأخضر .. كبار!! لم يكن تتويج المنتخب السعودي للشباب في البطولة الخليجية في قطر إلا تتويجاً مستحقاً لما قدمه من عطاء فريد.. فقد تجلى اللاعبون في أغلب المباريات.. وقدموا وجهاً جميلاً لما يملكون من مهارات.. ليحصدوا العلامة الكاملة في كل اللقاءات.. ليتوج عنق الأخضر بعقد الذهب. اللافت أن هذا المنتخب الذي حسم اللقب قبل الختام بجولة - لمن لا يعلم - هو الأصغر سناً بين المنتخبات المشاركة.. فهو من مواليد عام 1998م.. أي أقل بعام من جميع الفرق.. وهو بمثابة المنتخب الرديف ويتولى تدريبه الوطني خالد العطوي.. في حين أن الفريق الأساسي من مواليد 1997 م يتدرب في معسكره استعداداً لكأس آسيا في شهر أكتوبر بمعية مدربه سعد الشهري. وبالتالي فلا نملك بعد هذا إلا الاستبشار بالمستقبل.. والتفاؤل بما هو آت.. والسعادة بما قدم.. فلدينا حالياً فريقان بالفئات السنية يمكن أن يمنحانا الأمل لإعادة أمجاد الأخضر ليعود كما كان سيداً للقارة. آخر سطر رحم الله صاحب القلب الكبير والابتسامة الدائمة .. رحم الله الأستاذ أحمد المسعود .. فقد غادرنا فجأة .. وستبقى بيننا ذكراه العطرة .. اللهم وسِّع له في قبره .. و اجعله روضة من رياض الجنة.
مشاركة :