اتجه العلماء إلى استخدام الزنجبيل في علاج القولون العصبي كعلاج فعال لتلك الحالة التي يعاني منها الكثيرون حول العالم، وهي مجموعة من الاضطرابات المؤدية إلى التهاب الأمعاء لأسباب مازالت مجهولة، ولكن يعتقد العلماء أنها إحدى الحالات المتعلقة بالمناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة ذاته عن طريق الخطأ، والنوعان الرئيسيان منها مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. كثر مؤخراً استخدام تقنية النانوية في المهام العلاجية بما فيها علاج الجهاز الهضمي لكون تلك التقنية توصل الدواء إلى الأجزاء المستهدفة من الجسم من دون المساس بالأجزاء الأخرى مما يجنب المريض الكثير من الآثار الجانبية، ومن تلك التقنيات استخدام جزئيات الزنجبيل في علاج القولون العصبي، وبالرغم من أن تلك النبتة شائعة الاستخدام منذ آلاف السنين في علاج الكثير من الأمراض كالدوار ونزلات البرد والتهاب المفاصل والشقيقة وارتفاع ضغط الدم، إلا أن استخدامها كجزيئات نانوية(جزيئات متناهية في الصغر) يعتبر أمراً مستحدثاً، حيث قام علماء من جمعية المحاربين القدامى في اتلانتا باستخدام وسيلة الطرد المركزي للحصول على أجزاء نانوية ذات قطر طوله 230 نانومتر تستطيع شعرة الإنسان احتواء 300 منها، وبالتجارب على الفئران وجد أن تلك الجزئيات تستطيع تقليل التقرحات الحادة ومنع حدوث المزمن منها وأيضا المؤدي إلى سرطان القولون، واتضح أن تلك الجزيئات تساعد في إصلاح القولون بحثّ وتحفيز خلايا بطانة الأمعاء على البقاء والتجدد، كما أنها تخفض إنتاج البروتينات المحفزة للالتهاب وتزيد من معدلات البروتينات المضادة للالتهاب، والجيد في تلك الطريقة العلاجية أن الجزيئات يتم امتصاصها داخل خلايا بطانة الأمعاء، وهي المنطقة التي تحدث بها حالة القولون العصبي بنوعيه وكذلك السرطان المرتبط بالتقرحات؛ ويقول الباحثون أن المعدلات العالية من الدهون الطبيعية مثل حمض الفوسفاتيديك بنبات الزنجبيل تساعد في بناء غشاء الخلايا، كما أنه يحتوي على مواد فعالة أخرى مثل مادة 6 جينجرول و6 شوغول، والتي ثبت من خلال أبحاث سابقة مقدرتها على الوقاية من التأكسد والالتهاب والسرطنة، وتعتبر تلك المواد نفسها هي المانع لحالة الغثيان ومشاكل الهضم الأخرى لذلك يعتبر إيصال تلك المواد في شكل جزيئات نانوية طريقة علاجية فعالة تستهدف أنسجة القولون بصورة أفضل من تناول تلك النبتة بالأطعمة أو في شكل مكملات غذائية.
مشاركة :