وطني الذي ليس كمثله وطن، مأرز الإيمان ومهبط الوحي والقرآن، وأرض الحرمين الشريفين، وطني الذي أعزه الله بالتوحيد، ومكن له بتمكين حكامه الأوائل لدعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، فكان قيام هذه الدولة مقترناً بنصرة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فيه شعائر الإسلام ظاهرة، وشعائر الشرك والبدعة محاصرة، وطني الذي كان وما زال منارة دعوة وخير وإحسان في مشارق الأرض ومغاربها. إنها بلادي وهل مثلها في هذ الزمان بلد؟! فكم من ديارِ امتدت لها يد الخير السعودية دعوةً وعلماً وتعليمياً وبذلاً وعطاءً ونشراً للسنة وإماتةً للبدعة.. حتى فزع منها أعداء الله فكادوا لها التهم الكاذبة، وحاربوا جمعياتها ومؤسساتها الإسلامية بحجة الإرهاب الواهنة، وشارك في عدائها القريب والبعيد؛ وأسفرت وجوه الحقد والحسد البغيض عن أنيابها البشعة، لتعض اليد التي طالما أطعمتها وعلمتها، حتى صرنا نسمع من بعض إخوتنا في بلادٍ أخرى من يتهم السعودية بالإرهاب، ويؤيد مطالبات الخبيثة إيران بتدويل الحرمين الشريفين! لك الله يا وطني.. حين تكالبت عليك الأمم، ورموك عن قوس واحدة، لا لشيء إلا لأن علماءك حملوا راية التوحيد وتدريس العلوم الشرعية التي تقرر الرد على المبطلين، وصححوا العقيدة وجردوها من البدع والشركيات. هذه العقيدة الصافية التي هي العدو المخيف لطواغيت الأرض شرقاً وغرباً، هي التي تجعل متصهيني الداخل والخارج يجرمون الصحوة الإسلامية في بلادنا، ويشوهون تلك الحقبة التي رعاها ملوك بلادي رحمهم الله ودعموها، والتي ركزت على ترسيخ العقيدة الصحيحة وتجريدها من الشوائب، والعناية بالعلم الشرعي ونشره وربط الناس بكتاب الله وسنة نبيه، ومقاومة مشروع تغريب الإسلام والحفاظ على الفضيلة، ومقاومة مشاريع المنافقين لإفساد المرأة، والعناية بإنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية وتفعيلها داخل وخارج البلاد، وغيرها من المنجزات التي جعلت المؤامرات تشتد على هذه البلاد المباركة، والضغوط تتوالى؛ بحجة محاربة الإسلام السياسي المتمثل في السلفية الوهابية كما يسمونه! فمن حروب فكرية، واقتصادية، وإعلامية، وتأجيج للرأي العام العالمي، وعملاء في الداخل والخارج لإسقاط هيبة علمائها وتسفيههم، وضرب النسيج المجتمعي وتفكيكه، وتهييج الفتن والصدامات الفكرية والاجتماعية، من خلال غزوٍ ثقافي مريع يهدف إلى إيقاع أبناء هذا الوطن في فساد أخلاقي عريض بل في الإلحاد والزندقة، وإلى تجنيد شباب الوطن في تنظيمات متطرفة إرهابية تفجر وتقتل وتزعزع الأمن داخل الوطن وخارجه. ومن ذلك أيضاً تجنيد عملاء أخفياء مشبوهين في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها لإشعال الفتن في هذه البلاد من خلال مطالبات تهدف إلى تغيير حكم هذه البلاد بقوانين وضعية غربية تحل محل الأحكام الشرعية، وتستنجد بمنظمات حقوقية خارجية للضغط على الحكومة السعودية لترضخ لذلك، مع الاستمرار في قيادة حراك فكري مخالف للشريعة الإسلامية يتم فيه استغلال الظروف الاجتماعية، أو الاقتصادية القاسية للعامة، وكذلك الجهل الشرعي، أو القانوني لديهم، وغيره من الثغرات التي ينفذون من خلالها لاستقطاب أكبر عدد ممكن لصفهم. إننا حين نتحدث عن الضغوط التي تواجهها بلادنا لا نتحدث فقط عن ضغوط سياسية تقودها إيران أو حوثية اليمن أو أمريكا وروسيا، أو غيرهم، إننا نتحدث عن مؤامرات على كافة المستويات ولعل مؤتمر الشيشان الأخير الذي قرر سفهاؤه أن أهل السنة هم الأشاعرة والماتردية والصوفية أقرب دليل على تلك المؤامرات التي تسعى لتجريد بلادنا من قوتها الشرعية وثقلها في بلاد المسلمين. بعد هذا كله، لا نملك إلا أن ندعو الله العزيز الحكيم أن يحفظ هذه البلاد المباركة، ويحفظ عليها أمنها وإيمانها وعقيدتها التي هي مصدر عزها وقوتها، وأن يسدد ولاة أمرنا لما فيه الخير والبر والصلاح للبلاد والعباد، ومن أراد بنا وببلادنا شراً، فاللهم اشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره، ورد كيده في نحره آمين. عفاف بنت عبدالعزيز الحقيل
مشاركة :