النسخة الجديدة من الربيع العربي - د.مطلق سعود المطيري

  • 2/15/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

انتهت النسخة العربية الأولى لثورات الربيع، التي أشعلت الشرارة الأولى للانقلابات الشعبية على الحكومات باسم الحرية والعدالة الاجتماعية وإقرار مبدأ تداول السلطة، ونجحت في تغيير الحاكم وسقطت في تحقيق مطالبها، وفسر بعض المتمرسين بثقافة الثورات سبب فشل الثورات في تحقيق أهدافها بان التحولات الكبيرة تحتاج لزمن طويل حتى تستطيع أن تستقر مطالبها على أرض النجاة الوطنية، بمعنى ان الشعوب العربية خرجت من ظلم الحاكم لتقع في ظلم الزمن، والزمن دائماً ما يكون سيداً لخصمه وليس عبداً تابعاً له. النسخة الثانية من الربيع العربي نسخة بلا زمن وبلا مطالب وبلا حقيقة، نسخة فيها الانتخابات مفتوحة لا نهاية لها لإغلاق الصناديق، وحتى تغلق نكون في زمن لا يعرف شكل الدولة الذي يريدها الإنسان العربي ولا يعرف لها حاكم أو دستور، والرئيس المعروف فيها هو الرئيس الذي ثار شعبه عليه في المرة الأولى سيبقى الرئيس الذي يعرفه الشعب. فحرية المواطن العربي تعني ألا يكون له رئيس وليس له تاريخ أو مستقبل، وهذا ليس خياره ولكنه قدر مكتوب، فثورة الإنسان العربي كانت على القانون والالتزام والاستقرار لكي يكون صورة مطابقة للروايات الغربية التي رسمت ملامح حياته وتطلعاته ونزواته، إنسان تائه في الصحراء مع جمله يسير بلا هدف إنساني، فوجوده في هذا الكون وجود غرائزي، خالٍ من الضبط والالتزام والتضحيات. أمس نشرت جريدة الوطن المصرية بان استخبارات 7 دول، أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل وتركيا وإيران اجتمعت في اسطنبول لاغتيال الرئيس المصري القادم، حتى تتعطل الحياة السياسية وتتعطل معها جميع الفرص المنقذة للاستقرار والأمن، هل يعقل هذا؟ جائز أن يكون، وقد يكون مجرد احتمال، ولكن الصحيح فيه انه معلن ومنشور. في اليمن اتفق أهله على تقسيم بلدهم إلى 6 أقاليم بعد جولات من المباحثات طويلة، فقد اكتشف اليمني صعوبة التعايش مع اليمني الآخر إلا من خلال خطوط فاصلة تقر بالاختلاف أكثر من إقرارها بالتشابه، فلا تراضي ولا قبول إلا على المختلف، لم يعد هناك شيء مشترك أو مصير واحد. يتجه الإنسان العربي اليوم نحو القبيلة والمذهب وإلى الجمل والنار، ويريد أن يكون له مكان يسمى دولة وانتماء، بدون أن يدفع ثمن الانتماء، عز الثمن فعز الوجود، فتركيا وإسرائيل وطهران لا يحتاجون لهزيمتنا لسلاح نووي أو جيش شرس، وطائرات، فقد هزمنا أنفسنا لصالحهم، نسخة الربيع العربي الثانية ستكون شكلاً من أشكال الخضوع ليس للغرب البعيد بل للشرق القريب، وعند هذا الحد سوف تتوقف نسخ الربيع العربي.

مشاركة :