النَّقد قِيمَة مَعرفية تُضاف إلَى النَّص، ومَن مِنَّا لا يَبحَث عَن النَّقد البنّاء، والتَّقويم المُستَقيم، والتَّوجيه المُرتّب السّليم..! إنَّ النَّقد -كقِيمَة مَعرفيّة- يَرفع مِن مُستَوَى الكَلَام المَنقود، ويُضيف إليهِ مَعانيَ دَلاليّة، لَم يَكن صَاحب النَّص يَعرفها، ولَم يَكن قَارئ النَّص -أيضاً- يُدركها..! مِن هُنا جَاء مَعنَى البَيت الشّعري؛ الذي صَاغه لَنَا الشَّاعِر الكَبير "عمر أبوريشة"، حِين قَال في رِثَاء زَعيم السّياسة السّوري الكَبير "سعدالله الجابري": شَهِدَ اللهُ مَا انْتَقَدْتُكَ إِلاَّ طَمَعاً أَنْ أَرَاكَ فَوْق انْتِقَادِي وَكَفَى المَرْءُ رِفْعَةً أَنْ يُعَادَى فِي مَيَادِينِ مَجْدِهِ وَيُعَادِي مِن هَذا المُنطلق أُرحِّب بالنَّقد، وأسعَى إليهِ، وأَشتريه بالمَال، مِن بَاب مَقولة سيّدنا عُمر -رَضي الله عَنه-: "رَحِمَ اللهُ امْرَأ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي"..! هَذا مُختصرٌ لرُؤيتي ومَفهومي للنَّقد، ولَكن - ومَا بَعد لَكن مُهم أحيَاناً- دَعوني أُشَارككم بَعض النَّقد؛ الذي يَأتيني ويَأتي غَيري في "تويتر"، فعِندَما أضَع رَابِط مَقالي في "تويتر"، يَخرج النَّاس عَليَّ زَرَافاتٍ ووحدَاناً، أحدُهم يَقول: "يَا صَبر الأرض عَليك"، وكَأنَّني صَخرة ثَقيلَة لا تُدحرجها الرِّياح..! والثَّاني يَقول: "والله مِن السَّماجة"، وكَأنَّني السّمج الوَحيد في الكُرَة الأَرضيّة..! والثَّالث يَقول: "شُوف لَك شُغلة غَير الكِتَابة، وأقتَرح أن تَعمل سَائِق تَاكسي"، وكَأنَّ سيَاقة التَّاكسي أسهَل مِن الكِتَابة، ومَا عَلِمَ أنَّ أصحَاب التَّكاسِي قَومٌ مِن "الكدّادة" الصَّابرين، الذين يَصبرون عَلى رَاكِب يُمثّل هَذه النَّوعيّة مِن النَّاقدين..! ورَابع يَقول: "يَا خُسَارة ضيّعت وَقتي في قرَاءتك"، وكَأنَّني ضيّعت مُستقبله في كُليّة الطّب..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، أسألكم بالله، مَا الجُهد ومَا "الكَلَفَة" التي بَذلَها النَّاقِد، ليَصوغ مِثل هَذه العبَارَات، التي يُمكن أن يَقولها أي شَخص؛ مِن دُون أنْ يَقرأ أي شَيء..؟!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :