مشاريع البنى التحتية ومشاريع النقل العام المختلفة هي مقياس لتطور الدول وإحدى وسائل الجذب التي يمكن أن تدعم أي نشاط اقتصادي أو سياحي أو اجتماعي.. ومشاريع النقل العام سواء الحافلات أو القطارات بين المدن أو المترو وهي قطارات الأنفاق أو المعلقة داخل المدن من أهم الوسائل لفك الاختناقات المرورية وتخفيف الازدحام وهي واجهة حضارية لأي دولة وتسهم في توفير فرص العمل وتنمية الأنشطة الاقتصادية. في اللقاء الذي نظمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الأربعاء الماضي مع الإعلاميين وكتاب الرأي في الصحف.. تم تقديم عرض عن مشروع القطارات والحافلات التي سيتم تنفيذها في مدينة الرياض خلال الأربع سنوات القادمة ابتداء من هذا العام مع عرض تفصيلي عن المشاريع ومدتها وتم أخذ ملاحظات وتساؤلات الحاضرين وغالبها إيجابي ومنها ما يميل إلى النقد والتشكيك بأن المشروع سينفذ وفي وقته. اللقاء اعتبره من باب التواصل الإيجابي مع وسائل الإعلام والإعلاميين كونه أول مرة يقام وهذا سيسهم في نقل المعلومة إلى المواطن بشكل مباشر ويعطي نوعاً من المصداقية والثقة في مثل هذه المشاريع وهذا ما يحتاجه الجميع ونتمنى استمراره. بتنا بحاجة ماسة لمشاريع النقل العام أكثر من أي وقت مضى نظراً للزحام المروري الذي تعاني منه العاصمة وبقية المدن الكبرى بسبب زيادة عدد السكان وكثافة العمالة غير الوطنية وارتفاع مستوى الهجرة اليها من المدن الأخرى والمحافظات والقرى بحثا عن فرص العمل والتعليم. وأرى أهمية الاهتمام بالتواصل مع الاعلام والمواطنين واطلاعهم على سير العمل أولا بأول، والاهتمام بالاستثمارات المساندة لنشاط النقل العام وهي الاعمال التجارية وتنميتها لتدر عوائد جيدة على المشاريع التي تحتاج الى موارد لتغطية تكاليفها الباهظة وأن يتم تلافي أخطاء المطارات التي لم تستفد من الجانب التجاري الا قبل فترة وجيزة. من المهم اختيار المقاولين المنفذين للمشاريع بعناية والبحث عن الأفضل وليس الأرخص ووضع الضوابط التي تضمن قيامهم بواجباتهم على أكمل وجه وتلافي التعثر الذي طال الكثير من المشاريع الحكومية وأخيرا لابد من وضع برنامج توعوي تثقيفي متكامل يعني بالمستفيدين من خدمات النقل العام يوضح له مزايا وحوافز استخدام وسائل النقل العام والمحافظة عليها. هذه النوعية من المشاريع ليست بالسهلة وتحتاج الى جهود جبارة وخصوصا انها تنفذ وسط مدينة مكتظة بالمباني والسكان ولا بد من النظرة الإيجابية ومنح الفرصة لإثبات جديتها في التنفيذ وان لا تكون السلبية هي النظرة السائدة ونبدأ بالتحطيم والانتقاص ووضع عبارات المستحيل قبل أن نبدأ. مثل هذه المبادرات يجب دعمها ومنح القائمين عليها الثقة الكاملة حتى يثبت العكس.
مشاركة :