متابعة صفاء العبد : عادت الدقائق الأخيرة لتلعب لعبتها المزعجة مع العنابي وتتسبب في خروجه خاسراً للمرة الثانية على التوالي، وكانت هذه المرة أمام منتخب أوزبكستان وبهدف وحيد جاء في الدقيقة (86) من المباراة التي جرت على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لتصفيات الحسم الآسيوية المؤهلة لنهائيات كاس العالم لكرة القدم .. وجاءت الخسارة الثانية هذه، بعد الخسارة السابقة أمام إيران في طهران الخميس الماضي، لترسم أكثر من علامة استفهام بخصوص العقم التهديفي الذي يعاني منه العنابي وكذلك بخصوص هذا التباين في الأداء بين شوطي المباراة وما رافق ذلك من مؤشرات سلبية بشأن لياقة اللاعبين .. فبعد شوط أول عنابي بالكامل اتسم بالكثير من السيطرة والاستحواذ والتهديد المستمر لمرمى الخصم جاء الشوط الثاني ليشهد تحولاً سلبياً في المستوى وفي الإمكانات الفردية والجماعية وهو ما مهد للمنتخب الأوزبكي في أن يكسب اللقاء بذلك الهدف المتأخر الذي نتج عن تدخلات إيجابية سليمة للمدرب بابايان دون أن نشهد في المقابل أي معالجات جادة ومثمرة من مدرب العنابي كارينيو الذي بدا عاجزاً تماماً عن ذلك .. وأدت خسارتنا الثانية هذه إلى إبقاء العنابي في التسلسل الأخير في المجموعة بدون نقاط بينما قفز المنتخب الأوزبكي إلى الصدارة بالدرجة الكاملة (6 نقاط) ليتقدم على إيران وكوريا الجنوبية بفارق نقطتين يليهما منتخبا سوريا والصين ولكل منهما نقطة واحدة بانتظار الجولة الثالثة التي سيقابل فيها العنابي منتخب كوريا الجنوبية في سيؤول في السادس من الشهر المقبل. * شوط أول بسيطرة عنابية .. أما على مستوى التفاصيل في مباراة أمس فقد كانت البداية عنابية خالصة حيث تمكن لاعبونا من فرض الكثير من السيطرة ونجحوا في فرض أسلوبهم الذي اعتمد كثيراً على التوغلات الجانبية وتحديداً الجبهة اليسرى التي نشط فيها عبدالكريم حسن ومن أمامه أكرم عفيف الذي تحرك بالكثير من الحيوية والخطورة ليصبح مصدر أغلب التحركات الأمامية التي كانت تهدد المرمى الأوزبكي .. ومثلما نشط أكرم عفيف في اليسار كذلك كان كريم بوضياف وأحمد عبدالمقصود في وسط الملعب حيث أدى الأول دوراً فاعلاً في دعم التحركات الأمامية عبر توغلاته في عمق الملعب وتمريراته البينية الخطيرة بينما كان عبدالمقصود منهمكاً بالشق الدفاعي ليبدأ دفاعات العنابي من وسط الملعب وينجح في قطع الطريق أمام أي محاولة أوزبكية في تلك المنطقة وهو ما أسهم كثيراً في الحد من فاعلية أوزبكستان في الوسط والأمام خصوصاً وأن هذا الأخير كان يبدو منشغلا بالشق الدفاعي أكثر منه في الهجوم وكأنه كان يراهن فقط على الكرات المرتدة السريعة وتحديداً من خلال رشيدوف الذي كان يلعب في مركز الجناح الأيمن بدلا من الأيسر الذي اعتدنا أن نراه فيه خلال مبارياته مع الجيش. * تكدس دفاعي أوزبكي .. ورغم كل هذه السيطرة العنابية الواضحة التي سجل فيها أرجحية كبيرة في الاستحواذ والسيطرة وسرعة التحول الهجومي إلا أنه ظل يعاني من مشكلة صعوبة اختراق دفاعات أوزبكستان خصوصاً وأن سبعة لاعبين أوزبكيين كانوا يتواجدون باستمرار داخل الصندوق وعند حدوده الأمر الذي كان يصعب كثيراً من مهمة سبستيان في الاختراق والاقتراب من المرمى وهو ما كان يتطلب البحث عن حلول أخرى مثل محاولة طرق المرمى من بعيد لا سيما وأن لدينا أكثر من لاعب يجيد مثل هذه المهمة مثل تاباتا وحسن الهيدوس لكننا في الواقع لم نشهد شيئاً من هذا القبيل أغلب زمن الشوط الأول بحيث ظلت المحاولات العنابية عديمة الجدوى رغم أن بعضاً منها كان قد اتسم فعلاً بالكثير من الخطورة لعل أبرزها تلك التي شهدتها الدقيقة السادسة عندما مرر أكرم عفيف كرة عرضية رائعة من جهة اليسار إلى سبستيان المتواجد في منطقة الستة ليكملها الأخير ولكن إلى الشباك الجانبية خارج الملعب .. أما الأخطر من ذلك فهو ما حدث في الدقيقة الثانية والعشرين عندما نقل سبستيان كرة عرضية أخرى من اليسار أيضاً إلى داخل الصندوق ليصعد لها الظهير محمد موسى المتوغل ويلعبها رأسية فوق العارضة في حين الأنسب هو أن يتركها لكريم بوضياف خلفه تماماً دون رقابة وهو في وضع مريح جداً للتسجيل. * البحث عن حلول .. لم يكن أمام العنابي وسط حالة التكدس الدفاعي هذه غير أن يسعى لسحب لاعبي أوزبكستان لوسط الملعب وهو ما لجأ إليه فعلا في الدقائق التالية غير أن الأخير ظل مصراً على أسلوبه الدفاعي وظل مراهناً على الكرات المرتدة في وقت كان فيه رشيدوف وشموردوف يتبادلان مركزيهما يميناً ويساراً بحثاً عن أي منفذ للمرور بإحدى الكرات المرتدة نحو المرمى إلا أن عبدالكريم حسن ومحمد موسى لم يسمحا لهما بذلك مثلما أن بوعلام وأحمد ياسر كانا حذرين جداً من مثل هذه المحاولات رغم ندرتها طوال هذا الشوط الذي انتهى بأرجحية عنابية ولكن بالتعادل السلبي. * الأوزبكي ينفتح هجومياً .. ويشهد الشوط الثاني تحولا مهماً في الأداء الأوزبكي حيث انفتح الفريق هجومياً وصار يندفع نحو الأمام بمحاولات متواصلة ليهدد مرمى عمر باري بأكثر من كرة كان من بينها تلك التي استخلصها باري من بين قدمي رشيدوف مع بداية هذا الشوط وأخرى من رشيدوف أيضاً تصدر لها باري بمهارة ثم ثالثة أكثر خطورة مرر فيها دينيسووف كرة إلى شكوروف الذي أطلقها بقوة من مشارف الجزاء غير أن عمر باري ظل يقظاً ليردها بجدارة. ومع أن العنابي عاد ليواجه ذلك بمحاولات متبادلة كانت أخطرها تلك التي نقل فيها عفيف كرة رائعة إلى سبستيان قبل أن ينقض عليها الحارس لبونوف، إلا أن الفاعلية الأوزبكية تصاعدت أكثر في الأمام خصوصاً بعد أن زج المدرب بابايان باللاعب المشاغب والخطير الكسندر جنريخ بدلا من رشيدوف بحيث أصبح البديل مصدر إزعاج كبير لدفاعات العنابي الذي شهد تغييرين خرج في الأول تاباتا ليحل محله علي أسد ثم خرج في الثاني حسن الهيدوس متأثراً بإصابة ليحل محله إسماعيل محمد. * هدف متأخر كالعادة ..! وفي الحقيقة فإن التغييرات هذه لم تثمر عن شيء لأن الحلول المطلوبة في الأمام ظلت غائبة ليبقى العقم التهديفي حاضراً ويبقى التعادل السلبي قائماً خصوصاً بعد أن تدخلت العارضة لترد كرة خلفية جميلة من بوعلام في الدقيقة (66) في وقت خرج فيه عبدالكريم حسن ليحل محله بيدرو قبل أن تحل الدقيقة (86) التي سجلت نقطة التحول في نتيجة المباراة عندما تسبب أحمد ياسر بخطأ على يسار المرمى ليلعبها الكسندر ويكملها المدافع إيجور كريمتس رأسية في المرمى معلناً عن هدف الترجيح الوحيد الذي منح المنتخب الأوزبكي ثلاث نقاط في غاية الأهمية وجعل العنابي يخرج بثاني خسارة في ثاني مباراة على التوالي في هذه المرحلة من التصفيات وكان ذلك بهدف متأخر مثلما حدث أمام إيران أيضاً ..!
مشاركة :