لاقى تأكيد صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، بأن المملكة لا تسمح بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم ردود فعل واسعة وقبولا كبيرا في أوساط العلماء ورجال الدين. . حيث أكدوا أن محاولات البعض تسييس الحج هو فعل مجرّم شرعا، حيث يستهدف تشتيت الأمة وضرب وحدتها، مؤكدين أن الحج فريضة وعبادة إسلامية وليس سوقا للشعارات، وأن مكة المكرمة والمشاعر والمدينة المنورة هي أماكن مقدسة وليست أماكن للمتاجرة السياسية. المفتي العام: دعوات تسييس الحج إجرامية تسعى لإثارة الفوضى الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي، عميد معهد الدراسات العليا التربوية بجامعة الملك عبدالعزيز، والمشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية، يقول: إن مملكتنا المباركة لم توفر ولن توفر أي جهد من أجل راحة الحجيج وطمأنينتهم، وهي الرسالة التي شرفها الله تبارك وتعالى بها، وهي تعمل جاهدة طوال العام لكي توفر للحجاج كل سبل الراحة والأمان، لكي يؤدوا مناسكهم في أمن وسكينة، وبالتالي لا يجوز لأي من كان أن يقوض هذا العمل بإشاعة الفوضى والخلافات والتنابذ بين المسلمين بشعارات سياسية أو غيرها.. فما تبذله حكومتنا من أجل فريضة الحج أصبح معروفًا للقاصي والداني، فمن حج قبل عشر سنوات مثلًا وقدم هذا العام للحج سيلمس التغيرات الكبيرة والمشروعات النوعية، التي نفذتها حكومة المملكة العربية السعودية في الحرمين الشريفين، وفي المشاعر المقدسة، فعلى صعيد البنية التحتية شهدت كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة طفرة عقارية غير مسبوقة، حيث تضاعفت المساحات المخصصة لسكن الحجاج في المناطق المركزية عدة مرات، كما وفرت الحكومة وسائل النقل الكافية، وقطار المشاعر الذي تم تشغيله قبل عدة سنوات، وسترتفع طاقته التشغيلية هذا العام. كما قامت الحكومة بتوسعة مطاري جدة والمدينة المنورة، وهيأت المنافذ والصالات الجديدة لاستقبال الحجيج بسرعة ويسر وسهولة، ووفرت الخدمات الصحية والنظافة في المدن وفي المشاعر للحجيج، كما هيأت رجال الأمن والمرور والدفاع المدني، الذين يسهرون على راحة الحجاج، ويؤمنون لهم سهولة وسرعة التنقل، ويحمونهم من مثيري الفتن والقلاقل، والمتاجرين بالشعارات ومفسدي الشعائر. أعان الله المملكة حكومة وشعبًا على تقديم أفضل الخدمات لحجاج هذا العام، وبارك الله بكل جهد جاد ومثمر يبذل في هذا السياق. الشمالي: لا شعارات في الحج إلا شعار «التوحيد» اللواء الزهراني: دعاوى باطلة تستهدف ضرب الأمن الحليبي: رسالة سلام في عالم يموج بالحروب والصراعات الخبير الاجتماعي الدكتور خالد الحليبي يقول: إن الحج رسالة سلام في عالم يموج بالحروب الأهلية، وبالفتن القاتلة، ويعاني من ضربات الإرهاب المجرمة، وفي تلك الأمواج المتلاطمة يرفع (الحج) رايته البيضاء، ليعلن حاجة أمام هذا العالم البائس إلى المعنى الكبير الذي تنطوي عليه مشاعر الحج، وهو أنه رسالة السلام، التي ينتظرها الإنسان في كل مكان. ويشير الحليبي إلى أنه في موسم الحج تضخ الدولة- أعانها الله وحرسها - عشرات الآلاف من كل القطاعات المدنية والعسكرية، لتنهض بشرف خدمة وفد الله تعالى، يقدمون خدماتهم بكل حب ورغبة، ويمزجونها بابتسامة صافية نقية، نحسبهم والله حسيبهم محتسبين حتى وإن كانوا موظفين يستلمون مالا مقابل عملهم، الدولة تقدم كل إمكاناتها من أجل أن يقضي ضيوف الرحمن فريضتهم بيسر وأمان، وتصبر على الحرب الإعلامية الظالمة، التي اعتادت بعض الدول أن تشنها على المملكة في موسم الحج، مقابل ما يتمتع به حجاجها من حماية وتيسير، وخدمة كل مواطن يشارك في الحج حتى ولو لم يكن مكلفا رسميا بمهمة هو في الواقع يقوم بمهام فاعلة في مساعدة الحجيج، وتحقيق أهداف دولته السامية في إنجاح هذا الموسم الرباني. أكد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن أية سياسة تريد تحويل الحج عن مجراه الصحيح مرفوضة في الإسلام، ووصفها بأنها «سياسة إجرامية، وتوجه سيئ يريد إثارة الفوضى ونشر الجهل في الحجاج أو الاعتداء، وتفريق المسلمين وجعلهم شيعًا وأحزابًا». وقال سماحته: إن الإسلام جعل الحج عبادة وطاعة لا منبر للجاهلية ونشر البدع أو السياسات، ولكن محل للطاعة وعبادة الله. وأضاف: أما من أراد فرض باطله وضلاله بين المسلمين فلا مكان له، مؤكدا أن السعودية مؤتمنة على البيت الحرام، وخولها الله هذه الولاية وخدمة الحرمين الشريفين التي توليها أهمية فوق كل شيء، وللدولة أن تضع من التنظيمات التي تحفظ الحجاج وتيسر أداء العبادة بكل يسر وأمن وسهولة ما تراه مناسبًا، والسمع والطاعة واجبة لهم في ذلك، ومن أراد سوى هذا فمردود قوله ولا يصغى إليه. اعتبر الشيخ خلوفة الأحمري الدعوة لرفع شعارات سياسية في الحج مطلبًا يتنافى مع الأهداف السامية للفريضة، حيث ينطلق قرابة الثلاثة ملايين حاج من جميع أنحاء العالم متجهين إلى البقاع المقدسة تلبية لنداء ربهم: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا»، ولم يأتوا تلبية لنداء حزب أو جماعة أو طائفة ولم يأتوا للمظاهرات والتخريب والتفجير والإفساد، لم يأتوا لتصدير ثورات ورفع شعارات وأهازيج، كما لم يأتوا لدعاء الحسين أو جيلاني أو خميني، ومن جاء بقصد تسييس الحج فهو فاجر ظالم لنفسه ولأمته. الأحمري: الحاج جاء ليؤدي الفريضة وليس للمظاهرات والتخريب أكد الشيخ محمد بن عبدالعزيز الشمالي أن فى الحج إلغاء لجميع الشعارات إلا شعار واحد وهو شعر التوحيد (لبيك اللهم لبيك)، وقال: «كثيرًا ما نسمع ونقرأ ونرى من تلك الشعارات الزائفة والباطلة، والتي ترتفع بين حين وآخر، داعية لمذهب أو لجنس أو لقبيلة أو لوطن، مما يؤجج في النفوس الضعيفة الشحناء فتتسع تلك الفجوة وتزداد تلك الفرقة بين أهل الإسلام أحزابًا وشيعًا، وبذلك يقوى أعداء الإسلام ويسهل عليهم تمزيق المسلمين. وأضاف: «لذا كان شعار جميع الحجاج واحدا (لبيك اللهم لبيك)، ويقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)»، وقال: إن هذا الشعار تربية لأهل الإسلام كلهم أن يتوحدوا بشعار واحد وأن يبطلوا جميع الشعارات، التي كانت سبب فرقة وخصام، ليحققوا مراد الله عزوجل في توحيده وفي شهادتهم بـ(لا إله إلا الله) ليعم الخير والإسلام في جميع أنحاء الأرض ويكون هو منطلق كل داع يدعو لهذا الدين. وشدد على أن الحاج يبدأ حجه بالتوحيد ولا يزال يلبي بالتوحيد ويتنقل من عمل إلى عمل بشعار التوحيد. انتقد اللواء خضر عائض الزهراني، مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن سابقًا الزج بالمصالح السياسية في الحج الذي يمثل الركن الخامس، وقال: إن مثل هذه الدعاوى الباطلة لا تأتي من حاج يسعى لحج مبرور، بل من شيطان يعمل لمصالح الدنيا وإفساد الأجواء لأداء الفريضة العظيمة. وقال: إن حكومة خادم الحرمين الشريفين تبسط الأيادي لضيوف الرحمن، ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسلام وأمان، وفي المقابل تضرب بيد من حديد على كل متلاعب آثم ابتغى إفساد هذه المناسبة الدينية، التي أتى لها المسلمون من كل فج عميق طالبين من الله العفو والرحمة. وأوضح أن تسييس الحج، يواجه الرفض ليس من المملكة حكومة وشعبًا، بل من الأمة الإسلامية والعالم أجمع، فكل البلدان بلا استثناء لها بين جموع الحجيج رعايا تحرص على أن يؤدوا مناسكهم بطمأنينة ويعودوا سالمين، حيث تعي الحكومات والشعوب ما يقدم من المملكة من خدمات جليلة للحجيج، وترفض الممارسات الطائفية، التي تهدف إليها بعض الدول غير المتزنة سياسيًا. وأكد أنه من المعيب والعار على الدول وسياساتها أن تلقي بصراعات سياسية في مسائل دينية، وأن تمول وتدرب جماعات وأفراد على إفساد الحج، وهي تحسب على البلدان الإسلامية للأسف، لكن أعمالها ومناهجها أبعد ما تكون عن ذلك، مشيرًا إلى أن وحدة الأمة من مقاصد الحج. كسناوي: جدال وفسوق يتنافى مع آداب الفريضة وصف الدكتور محمود كسناوي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، تسييس الحج بأنه معصية وجدال وفسوق، وهو ما نهى عنه الإسلام، من هذا المنطلق فإنه يعتبر منافيًا للآداب الإسلامية، التي أمر الله بها، لأن تسييس الحج يعكر صفو الحجاج بإقحام الخلافات الطائفية ورفع الشعارات الهدامة ويحدث آثارًا سلبية على الأمن والأمان والاطمئنان للحجاج، لذا ينبغي إبعاد الخلافات والمشاحنات السياسية في الحج والامتثال لأمر الله عز وجل (لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ). ويرى أن من يريد تسييس الحج واعتباره فرصة ومناسبة للمشاحنات السياسية، فإن الأفضل له عدم القيام بالحج وترك المسلمين يؤدون مناسك الحج في أمن وأمان، خاصة أن المملكة تسعى جاهدة كل عام بأن يؤدي الحجاج مناسكهم بأمن واطمئنان ليشعروا بروحانية الحج وليعودوا إلى بلادهم- بإذن الله تعالى- مغفوري الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم.. فمن ألزم نفسه الحج بالإحرام والشروع فيه فلا يعمل معصية، ويندرج تحت المعصية إيذاء المسلمين والإساءة إلى مشاعرهم وإشاعة الفتنة وإدخال الجوانب السياسية والخلافات بين الدول داخل أعمال الحج، وأيضا ينبغي عدم الجدال والتخاصم، والتفرغ في ظل كل ماتم توفيره للحجاج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وجهود المملكة هدفه إلى أن يؤدي الحاج حجه بكل يسر، حيث تقدم الخدمات الأمنية والعلاجية وغيرها من الخدمات المقدمة بكل تقدير لهؤلاء الضيوف، الذين هم ضيوف للرحمن ونحن في هذه البقاع المطهرة خدام بيت الله، وحكومتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، تشدد على جميع الجهات والوزارات والمؤسسات أن تستقبل وتقدم للحاج كل الخدمات بصدر رحب وبإحسان ليؤدي فريضته بأجواء روحانية لا تنغصها أي منغصات. الأفندي: جهود المملكة معروفة لخدمة الحجيج وتأمينهم من تجار الشعارات
مشاركة :