صار عشاق «Bridgewater Chocolate» في الكويت يمكنهم الحصول على شوكولاتتهم المفضلة هنا... في شركة الشايع بمجمع الأفنيوز. فقد استطاع إيريك لاندرغن المؤسس للعلامة التجارية الأميركية «Bridgewater Chocolate» أن يصل بطموحه - الذي عمل جاهداً على إنجازه - إلى الكويت، بعدما حقق النجاح الكبير في الولايات المتحدة الأميركية فهو لم يكتفِ في بداياته بالعمل طاهياً في أحد المطاعم الشهيرة انسجاماً مع تخصصه الجامعي بمجال الفندقة، بل فضّل الخروج من قفص العمل الروتيني باحثاً عن الابتكار والانفراد في الأفكار، حتى أثبت وجوده في عمله الخاص وصولاً إلى ما حققه اليوم من إنجاز. «الراي» التقت لاندرغن خلال زيارته للكويت بهدف افتتاح الفرع الأول للماركة التجارية خارج حدود الولايات المتحدة الأميركية، بالتعاون مع شركة «الشايع»، مشيراً إلى أن العلاقة مع الشايع بدأت عندما تلقى مسؤولين رفيعي المستوى في شركة الشايع علب هدايا تهنئة الشركات والتي تضمنت قطع شوكولاتة من منتجات العلامة، فشكَّل هذا الموقف قاعدةً للشراكة بينهما التي يتوقع لها النجاح، والدور الإيجابي في نشر «Bridgewater Chocolate» في الكويت. وتحدث عن مسيرته كاشفاً اللثام عن شغفه الدائم بالمجال الابتكاري، معرجاً على بدء مسيرة العمل في مطعم على الطراز الإسكندنافي بالتعاون مع مجموعة من المستثمرين الذين استعانوا به لخبرته في مجال الأطعمة بسبب دراسته الجامعية في هذا المجال، وصولاً إلى ولادة فكرة صناعة شوكولاتة بالأسلوب الأميركي لكن بتقاليد جيدة كتلك الموجودة في أوروبا، كما تطرق إلى الصعوبات التي واجهته في صناعة هذه العلامة التجارية وكيفية تعلّمه تحضير الشوكولاتة، خصوصاً أنه لم يكن قد تلقّى هذا النوع من التعليم خلال دراسته الجامعية، فلجأ إلى القراءة كثيراً في ما يخصّ هذا المجال الذي وصفه بأنه في غاية السرّية والتكتكم على عكس أي مجال آخر. لاندرغن أكّد «أن كل شيء يكون مفيداً وجيداً للصحة إذا ما تناوله الإنسان باعتدال»، مبيناً أنه يتناول يومياً ما يوازي ربع كيلوغرام من «Bridgewater Chocolate» من دون أن يصيبه ذلك بالسمنة، موضحاً أنه عندما بدأ قراءة مقالات عن الشوكولاتة اكتشف أن النوعية الداكنة منها جيدة ومفيدة للصحة، لا سيما التي فيها محتوى عالٍ من الكوكا، وموضحاً أن «قوالب تورتيل الشوكولاتة بالحليب» هي الأكثر مبيعاً في متاجر أميركا، ومتوقعاً «أنها قد تلقى رواجاً كبيراً أيضاً لدى الزبون في الكويت». وفي حين أوضح الفرق ما بين الشوكولاتة البيضاء والبنية الداكنة، لفت إلى الوقت الأنسب لتناول الشوكولاتة، إلى جانب أمور أخرى عديدة تأتي تفاصيلها في هذه السطور: • قبل كل شيء حدِّثنا أكثر عن العلامة التجارية «Bridgewater Chocolate» التي افتتحتَ في الكويت أخيراً، أول فرع لها خارج حدود الولايات المتحدة؟ - علامتنا التجارية انطلقت من الولايات المتحدة في العام 1995، وأنا من أصول سويدية درستُ إدارة الفنادق ثمّ انتقلت لاحقاً إلى الولايات المتحدة، حيث أتيحت لي الفرصة للعمل طاهياً متدرباً في أحد المطاعم العريقة والشهيرة، وفي الوقت ذاته كنتُ مهتماً وشغوفاً دائماً بالمجال الابتكاري. بعد ذلك سنحت لي الفرصة للعودة إلى نيويورك والمشاركة في تأسيس مطعم على الطراز الإسكندنافي متعاوناً مع فريق من المستثمرين، وأعتقد أن تلك كانت فرصة رائعة بالنسبة إليّ، وأن اختياري معهم لم يكن بسبب خبرتي في مجال الأطعمة فحسب، بل أيضاً بسبب جذوري السويدية ودراستي في الولايات المتحدة. • وماذا حصل بعد انضمامك لذلك الفريق وتأسيس المطعم؟ - انسجمت معهم جيداً، لكن الأهم من ذلك هو أن إقامتي في الولايات المتحدة سمحت لي بممارسة والتعبير عن عشقي الشديد للشوكولاتة طوال حياتي، والواقع أنني وقعت في غرام أسلوب التعامل مع الشوكولاتة في أميركا، لكنني لم أقع في غرام الوصفات ولا ثمار الكوكا التي كانوا يستخدمونها لإعداد الشوكولاتة. وفي ذلك الوقت لم أكن أعرف ما السبب في ذلك، ولم أفهم لماذا كانت ثمار الكوكا أفضل وأغنى مذاقاً في بلدي السويد وفي معظم دول أوروبا، لكنني أدركت ذلك الأمر لاحقاً، وأن الأمر يتعلق بأسباب تقنية ذات صلة بطرق إعداد الشركات الأميركية للشوكولاتة. لذلك، بدأت أتساءل بيني وبين نفسي: لماذا لا يقوم أحد بتحضير الشوكولاتة بالأسلوب الأميركي لكن بتقاليد جيدة كالتي لدينا في أوروبا؟ والواقع أن هذا التساؤل كان هو مصدر إلهامي. لذلك، في العام 1995 تقريباً كنت أتولى إدارة متجر للأطعمة الراقية، ثمّ أنشأنا مخبز حلويات تابعاً للمتجر، بعدها بدأنا نفكر في بعض الأمور التي يمكن أن نبتكرها من خلال المتجر الذي كان في منطقة ريفية في الولايات المتحدة الأميركية، وكان هدفنا هو مساعدة المتجر على أن ينمو وينتشر، لذلك بدأنا في إنتاج أغذية وحلويات متنوعة من خلال ذلك المخبز الجديد، وعند ذلك قفزت في ذهني فكرة جعلتني أتساءل: لماذا لا أنتج نوعاً من الشوكولاتة على غرار ما تنتجه كبرى الشركات العالمية، لكن بطريقة مختلفة ومتميزة؟ فكانت تلك الفكرة هي بداية الإلهام لـ «Bridgewater Chocolate». • هل إثبات وجودكم احتاج إلى الكثير من الجهد؟ وما الصعاب التي واجهتكم؟ - واجهتني متاعب وتحديات كثيرة في بدايتي، لأن مجال صناعة الشوكولاتة في غاية السرّية والتكتكم على عكس أي مجال آخر، إذ عندما بدأت إجراء أبحاث كنت أفهم في مجال الأطعمة بحكم خلفيتي، لكن الشوكولاتة بالذات لها خصوصية، لذلك كان هذا التحدي الكبير لاسيما أن تعليمي الجامعي لم يكن في مجال الشوكولاتة، بل في مجال الأغذية الأخرى. لكن ينبغي القول إن التحدي ألهمني، حيث شعرت بأن الأمر كان مثيراً للاهتمام ومختلفاً عن كل ما فعلته قبل ذلك. أما التحدي الآخر الذي واجهته فكان متعلقاً ببيع وتسويق منتجاتي، لكنني أدركت أنني كنت أواجه منافسة صعبة جداً من جانب شركات عملاقة، وأنه حتى تبرز منتجاتي على أرفف المتاجر إلى جانب منتجات تلك الشركات فإنه يتعين أن أصنع شوكولاتة متميزة في حدّ ذاتها عن أنواع شوكولاتة الشركات، بحيث يكون أسلوبها وملمسها ومذاقها فريداً، فكان التحدي يكمن في كيفية استمالة الزبائن إلى منتجاتي لأنهم كانوا يتساءلون عادة: لماذا أشتري هذه الشوكولاتة بينما بوسعي أن أشتري الأنواع المشهورة في مقابل زيادة طفيفة في السعر. • أخبرنا إذاً كيف أرسيت قاعدة التعاون مع «شركة محمد حمود الشايع»، لافتتاح أول فرع للعلامة التجارية في الكويت؟ - إنني أعتقد أن الحياة بطبيعتها تجعل المرء غير قادر غالباً على توقع ما ينتظره من أحداث، ومن الأشخاص الذين سيلتقيهم ويتعاون معهم. فلقد تواصل معنا أناس كثيرون في مناسبات عدة، في غضون السنوات العشر الماضية، وهم أناس من أولئك المستثمرين الذين يملكون ويديرون رؤوس أموال استثمارية، حيث عَرض بعضهم الاستثمار في شركتنا، أو حتى الاندماج مع شركات شوكولاتة أخرى. وصحيح أنني شعرتُ بالإطراء في كل مرة من هذه المرات، لكن شيئاً من ذلك لم يُثر اهتمامي، إلى أن تواصل معنا الشايع. والواقع أننا نتمازح الآن حول الكيفية التي بدأ بها الأمر، إذ إن بعض أعضاء الإدارة العليا في الشايع كانوا تلقوا شوكولاتة من إنتاجنا كهدايا، فنحن نخصص كميةً لا بأس بها من الهدايا للشركات، وهي الكمية التي نوزع جزءاً منها خارج الولايات المتحدة. وما حصل أن مسؤولين رفيعي المستوى من شركة الشايع تلقوا بعض هدايانا من الشوكولاتة، ثم انطلقت على الأثر بداية العلاقة والتعاون بيننا. • هل مكونات «Bridgewater Chocolate» صحيّة أم أنها تؤدي إلى السمنة؟ - أعتقد أن كل شيء يكون مفيداً وجيداً للصحة إذا ما تناولتَه باعتدال، وأنا شخصياً أتناول ما يوازي ربع كيلوغرام من تلك الشوكولاتة يومياً، وكما ترى فإنني لست سميناً جداً، على رغم أنني أحتاج إلى فقدان القليل من الوزن، وأعتقد أن سؤالك هذا يعيدني إلى الوراء عندما بدأت بصناعة منتجات الشوكولاتة، إذ بدأت بقراءة مقالات متخصصة لم أتخيل يوماً حجم ما فيها من أسرار كنتُ أجهلها، بما في ذلك مثلاً أن الشوكولاتة الداكنة جيدة ومفيدة للصحة، ولاسيما التي تحمل محتوى عالياً من الكوكا، والواقع أن تلك المعلومات كانت خبرة إضافية بالنسبة إليّ، فأنا لم أكن أسعى في الأساس إلى صنع شوكولاتة ذات مكونات صحية فقط، بل كنت أسعى إلى أن تكون راقية المذاق وتختفي في لحظة السعادة في حد ذاتها من دون التركيز كثيراً على الاعتبارات الصحية الأخرى. لكن بطبيعة الحال هذا الأمر الصحي يمثّل ميزة إضافية، وفي المقابل هناك نسبة لا بأس بها من الزبائن الذين يأتون إلينا في مصنعنا ومتاجرنا كي يطلبوا شوكولاتة داكنة صافية بنسبة 100 في المئة، وهم يتناولونها لأسباب صحية سواء مرّة واحدة يومياً أو ثلاث مرّات في اليوم. • ما أنواع الشوكولاتة التي تتوافر في متجر «Bridgewater Chocolate» الموجود داخل مجمع «غراند أفنيوز»؟ - منتجاتنا تختلف نوعاً ما عن الأسلوب الأميركي في التحضير، فالشوكولاتة الأميركية في نظري هي عبارة عن مفهوم يتألف من مجموعة حلويات يتم طرحها للجمهور بحيث توفّر متعة لكل واحد من أفراد المجتمع. نحن كنا نبحث عن نوع شوكولاتة راقية وخاصة، وتناسب فقط فئة معينة من الناس قد يفضلون تناولها بعد العشاء مثلاً، وهذا تحديداً ما جعلني أفكر منذ البداية في ما ينبغي أن تكون عليه منتجاتي لتكون رائجة تجارياً تروق لجميع الأذواق. وعندما سألت نفسي ذلك السؤال وجدت أن المنتج ينبغي أن يكون سائغاً ومحتوياً على أنواع من الكراميل العالية الجودة سواء كانت متماسكة أو لينة فإن الجميع يحبونها، علاوة على ذلك هناك التوفي والمكسرات المقرمشة، وهي أشياء يحبها الجميع، لا سيما عندما تجتمع في حلوى واحدة مع الكراميل والشوكولاتة. والواقع أن تلك كانت توليفاتي الأكثر رواجاً عندما بدأت مسيرتي في مجال المطابخ الفندقية. أما المكوّن الثالث فهو الفول السوداني الذي كنت قلقاً إزاءه عندما قررنا المجيء إلى الكويت، على رغم أنني أعلم أنه يحظى بإقبال كبير جداً هنا، حيث يعشق الجميع تناوله تقريباً، وهكذا فإن المكونات التي تجعل منتجاتنا موضع إقبال تشمل زبدة الفول السوداني وأنواع الكراميل والتوفي بأنواعها المصنوعة من اللوز أو الجوز أو حتى التوفي المصنوعة من الزبد الصافي، وهذه الأشياء هي التي تسهم في تحفيز الإقبال على منتجاتنا وتنشّط حجم مبيعاتنا. • ما الشوكولاتة الأكثر رواجاً ومبيعاً في متاجركم؟ - منتجنا الأكثر مبيعاً داخل الولايات المتحدة هي «قوالب تورتيل الشوكولاتة بالحليب»، حيث إنها تحتوي على نحو رطلين بما يعادل 850 غراماً من قطع الشوكولاتة المشكلة موزّعة على 38 قطعة، وهذه التشكيلة هي حتى الآن الأفضل مبيعاً لدينا. • وهل تعتقد أنها ستلقى رواجاً في الكويت أيضاً؟ - من خلال ما شهدته هنا حتى الآن أعتقد أنها ستكون كذلك أيضاً في الكويت، لكنني أعتقد أنه ربما يكون هناك تحوّل نحو العبوات التي تحتوي عدداً أكبر من قطع الحلوى، وذلك لأن الناس هنا يميلون إلى شراء الحلويات من أجل تجمعات واحتفالات تضمّ أعداداً كبيرة من الأشخاص، لذلك فإنني أتوقع أن نقوم هنا في الكويت بتسويق علب أكبر حجماً تتضمّن أعداداً من قطع الشوكولاتة أكبر مما هو عليه في أميركا، وربما قد يشتريها الناس أقل هنا، لكنهم سوف يشترونها بأحجام أكبر، وهذا ما أتوقعه، لكن الوقت هو الذي سوف يكشف عمّا سيحصل. • ما الفرق ما بين الشوكولاتة البيضاء والبنية الداكنة؟ - بشكل عام الشوكولاتة البيضاء تحتوي على منتجات ألبان بنسب عالية، وعادة ما يكون اللبن المجفف هو الأساس، لكن جميع مكونات الشوكولاتة الداكنة موجودة أساساً في الشوكولاتة البيضاء، والبعض يقولون إن الشوكولاتة البيضاء تصبح بيضاء لأنه يتم انتزاع مكونات الكوكا الصلبة منها، وإذا فحصت حبوب ثمار الكوكا فستلاحظ أنها ذات لون بني داكن، وعندما تطحنها تحصل على مسحوق الكوكا، لذلك فإذا انتزعت المكونات الصلبة من ذلك المسحوق فستتبقى لديك زيوت عديمة اللون تُستخدَم لصنع الشوكولاتة البيضاء بعد إضافة منتجات ألبان، وهكذا فإن ما يحصل عملياً هو أنه تمّ انتزاع جوهر الكوكا الذي هو أساس الشوكولاتة، لكن هذا الأمر جيّد ومفيد لمن يعانون حساسية غذائية ضد المكونات الصلبة للكوكا، كما أن هناك آخرين يفضّلون الشوكولاتة البيضاء لأن مذاقها يصبح أكثر حلاوة بسبب انتزاع المكونات الصلبة. • ما أنسب وقت لتناول الشوكولاتة؟ - كل الأوقات مناسبة لتناول الشوكولاتة، وأنا شخصياً أتناولها بعد وجبة الإفطار، وعند وصولي إلى مقرّ عملي، كذلك تراني أتناول قطعاً منها على مدار اليوم. وللعلم هناك دراسة تقول إن مكونات الشوكولاتة تؤدي إلى تحفيز إفراز هرمونات معينة تثير السعادة، وصحيح أنني لا أستطيع أن أقدم معلومات كتلك الدراسات العلمية، لكن ما أعرفه أنني من خلال خبرتي في مجال المطاعم أستطيع القول إن أي طعام يحتوي على شوكولاتة كفيل بجعل من يأكله يشعر بالسعادة والرضا، بغضّ النظر عن مستوى جودة طريقة التحضير.
مشاركة :