بيروت: هناء توبي يوسف سليمان، كاتب ومنتج وشاعر ومدرب على التمثيل. عشق السينما فخاض غمارها كتابة وإنتاجاً. نجح في عشقه وشكل فيلمه نسوان علامة فارقة في مشواره المهني. كتب الكوميديا السوداء والمسلسلات الدرامية والبرامج، وآخرها الراوي الذي أنتجه وعرضه تلفزيون دبي خلال رمضان 2016. عن جديده ومشواره وكيفية انتقائه الشخصيات التي اختار الوقوف عندها في برنامجه، جرى هذا الحوار. * كيف استطاع الراوي اجتذاب الجمهور المعاصر، وهو عمل وثائقي وتاريخي يستهوي جمهوراً خاصاً جداً؟ لم يقدم الراوي كعمل وثائقي طويل، بل كفيلم وثائقي، وكأنه مسلسل مشوق، يستعرض حياة شخصيات بارزة من الوطن العربي، إلى أماكن لها ثقلها ووزنها وأهميتها في مسيرة حياتنا. كل حلقة عشرون دقيقة بعيدة عن الملل والرتابة، وقريبة من الأجواء الرمضانية والعائلية حيث المنفعة والتسلية في قالب واحد. * هل كتبت التاريخ القديم أم الحديث؟ اكتفيت بالعودة مئة عام إلى الوراء، نظراً لصعوبة الحصول على وثائق ومعلومات دقيقة أبعد من هذا التاريخ. فالبرنامج استعرض حياة وزير الخارجية السعودي السابق، الأمير سعود فيصل، وأمير الكويت السابق الشيخ صالح السالم الصباح، ثم منطقة الدرعية في السعودية، كونها كانت مركز الحكم لأجيال ودارت فيها عدة معارك، قبل انتقال مركز الحكم إلى الرياض. كذلك زيارات أم كلثوم للكويت والمسارح التي غنت عليها، وخُصصت حلقات للحديث عن أم الشيوخ، الشيخة سلامة بنت بطي، أم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي من أعظم النساء العرب، ومن أكثرهن ذكاءً لدرجة أن المراسلات البريطانية كانت تصفها بالمرأة الأوسع نفوذاً. وقدمنا حلقة عن الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان، أول من تولى ملف النفط، قبل استخراجه وبعده، وأسهم في تطوير الإمارات والاهتمام بالتعليم والإعلام، واستوقفتنا حياة الأديب، سلطان الشاعر، وهو من رواد الحركة المسرحية والثقافية في الشارقة. ومن مؤسسي المسارح، حين لم يكن في الإمارات إلّا مسرح واحد، واستطاع أن يترك أثره في ذاكرة الإماراتيين. كذلك خلفان الرومي، واستعرضنا مسيرته وتعليمه وانخراطه بالعمل السياسي، وتلاه مسيرة الكاتب والأديب أنيس منصور، الملقب ب دودة الكتب لكثرة قراءاته، ووثقنا حلقة عن دار الوثائق المصرية، التي احترقت مؤخراً، وأقدم مصحف موجود في بريطانيا، وهو مصحف برمنغهام الأقدم في التاريخ، والذي قُدِر عمره ب 1300 سنة، ومخطوط بخط اليد وحرصتُ خلال كتابة النص على استعراض طريقة اكتشافه بالصدفة من قبل عالمة ألمانية، أرادت تقديم دكتوراه في الوثائق التاريخية، وعثرت عليه خلال أبحاثها. وبدوري تطرقت لكيفية انتقال المصحف من البلاد العربية إلى الخارج عبر قس كوفي يجمع الوثائق والمخطوطات لصالح أحد المسؤولين البريطانيين. * هل تخوفت من عدم الدقة في التوثيق؟ إطلاقاً. هناك فريق عمل حرفي بامتياز وخصوصاً مقدم البرنامج المستشار الثقافي في حكومة دبي، جمال بن حويرب، وأهميته الكبرى تكمن في كونه مؤرخاً، وهو الوحيد القادر على تأكيد المعلومة أو نفيها، ولا أنسى في هذا المجال إياد الجردي، وجمال بن حويرب، ومدير الإنتاج علي مكي. * ما سقف الحرية في الراوي؟ سقف الحرية في كل عمل توثيقي ثقيل جداً، لأننا نعود إلى التاريخ والوثائق والأحداث والتاريخ.. بالنسبة ل الراوي وكون مدة الحلقة 20 دقيقة، كان علينا أن نختار الخط الموثق بدقة حتى نقدم المعلومة للجيل الجديد، الذي لا يقرأ لكنه يشاهد ويسمع. * البرنامج نجح بامتياز فهل تستكمل الكتابة؟ أتمنى ذلك. وأدعو المحطات التلفزيونية كافة، لأن تقدم هذا النوع من البرامج الوثائقية وتعرضها في وقت الذروة كما فعلت محطة دبي لأن من واجبنا تجاه الجيل الجديد، أن نقدم له برامج ثقافية، هادفة وجادة. * ماذا في جعبتك السينمائية؟ بعد نسوان كتبت فيلماً بعنوان لعب ولاد يتم تصويره خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري، وهو كوميديا سوداء، يحكي الواقع السياسي بقالب ساخر من إنتاج شركة أيشوت وجارودي مدينا وأحد أصحاب دور السينما في لبنان. * وماذا عن سيت كوم قهوة مرة، وكان مقرراً عرضه في رمضان الماضي؟ سيت كوم يضم أحداثاً غنية وخفيفة الدم. * ثمة كلام عن اتفاقك مع شركة إنتاج أمريكية لتقديم فيلم سينمائي كتبته منذ خمس سنوات. ما صحة ذلك؟ كلام صحيح مئة في المئة. ورغم فرحتي بأن عملي سيرى النور أخيراً، إلّا أنني آسف كون المنتجين التجاريين في بلادنا لا يريدون مادة دسمة لإنتاجها. فيلمي يترجم إلى اللغة الإنجليزية، وسينتجه منتج أميركي بصيغته الأجنبية، تعرفت إليه بالصدفة عبر صديق إماراتي مشترك. وبالفعل جرى الاتفاق على التفاصيل كافة. * لديك تنوع وزخم في الكتابة.. أين تجد نفسك أكثر؟ في كل ما أكتبه للسينما والمسرح والتلفزيون والدراما والأغاني أجد جزءاً مني، وأسلوب الاستنهاض حاضر بقوة لدي. لا أعرف إن كانت أعمالي تغير أو تبدل في واقع الحال، لكنني على ثقة أنني أشكل جزءاً من حركة التغيير والبحث عن الأفضل. * هل تقصد بقولك الأفضل على صعيد الإنتاج الفني؟ على الصعد كافة، وبخاصة على الصعيد الفني. أعني الاهتمام بإنتاج مواضيع تتناول حياة الناس، وليس القضايا العاطفية، وحسب. وهذا ما سوف يكتشفه المشاهد في عملي الجديد. * هل تقصد إلّا الحب؟ نعم إلّا الحب عمل درامي متشعب يؤدي بطولته نجمان من لبنان ومصر، يلتقيان للمرة الأولى على الشاشة، تدور أحداثه بين لبنان ومصر والخليج. * وجديدك في مجال الأغنية؟ أغنية الفنانة نانسي عجرم خليجية ما تعني لي شي، وهي من كتابتي وألحان هيثم زياد، أمّا الفنانة إليسا فلم تعلن عن موعد إطلاق أغنيتها الجديدة فل الحكي، وهي من كتابتي، وألحان صلاح الكردي.
مشاركة :