أثقلت ظهور اللبنانيين الفاتورة الغالية الثمن التي بدأوا سدادها يوم قررت ميليشيا «حزب الله» الانخراط في الحرب الدائرة في سوريا وإظهار إرهابه المستفحل على الملأ، غير آبه بانعكاسات هذه الأعمال الإرهابية على لبنان واللبنانيين، لا.. بل وصلت به الجرأة لخطف السياسة اللبنانية بقوة السلاح اضافة لتدخله في سوريا واليمن لمحاربة دول الخليج إرضاء لإيران. تزداد الخسائر الاقتصادية والمالية والسياحية يوما بعد يوم ووحده الشعب اللبناني مجبر على تحمل أعبائها، فما حجم الخسائر على مختلف الأصعدة حتى الآن؟ وما مستقبل لبنان إذا استمر «حزب الله» في تنفيذ رغبات ولي الفقيه!؟ وما الحلول قبل أن تتحول الخسائر إلى نكبات لا يمكن علاجها؟ وضع اليد على الدولة اللبنانية وشدد المحلل السياسي المعارض لقمان سليم في تصريح لـ «اليوم» على اننا نعيش اليوم في عالم يحمل بعض الارهاب على محمل الارهاب الحميد وبعض الارهاب على محمل الارهاب الخبيث، معتبرا انه عندما نتحدث عن انخراط «حزب الله» بأي نشاط إرهابي فلم نعد نتحدث هنا عن أمر مجمع عليه فحسب، لأنه عمليا وضع الأوروبيون ما يسمى الجناح السياسي لـ «حزب الله» على لائحة الإرهاب، موازاة مع أن الحزب لايزال موضوعا على لائحة الإرهاب الأمريكية، لكن على مستوى الممارسة نرى أن هذا الموقف لا يترجم نفسه في السياسة، أما ما يحمل على محمل الجد، فهو ضلوع «حزب الله» في الارهاب بالخليج العربي ودول الخليج التي - عمليا - تتأذى مباشرة من أفعاله. واكد سليم ان أثمان انعكاس ذلك على لبنان باتت معروفة وتتجلى في الاقتصاد وفي سمعة لبنان في الخارج وتعميق الشقاق المذهبي بين أبنائه وطوائفه، لكن للأسف فالكلام عن «حزب الله» كتنظيم يعتمد الارهاب يبدأ من وضع اليد على الدولة اللبنانية ومؤسساتها وصولا إلى القتال في سوريا وباليمن والعراق لا يغير من واقع الأمر شيء. وعن انعكاس هذا الارهاب على الداخل اللبناني، قال: لربما على المدى القصير الانعكاس الاقتصادي هو الأسوأ، لكن على المدى البعيد، فلا شك في أن تعميق الهوة المذهبية هو ما سندفع ثمنه اليوم وغدا وبعد غد. وفي تقديري تعميق الفتن المذهبية لا يمكن تخيل نتائجها، وختم سليم حديثه: لا شك في ان الوقع على الطائفة الشيعية أكبر من الشعب اللبناني بالإجمال، لكن - للاسف - حينما تستعلي العصبيات العقل يذهب في إجازة. حافة الهاوية واكد رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية السعودية إيلي رزق في تصريح لـ «اليوم» ان تدخل «حزب الله» في الحرب الدائرة في سوريا دفاعا عن نظام أثبتت كل القرائن والدلائل بالصوت والصورة وبالقرارات الظنية، استفحاله في استهداف مواطنين لبنانييين خاصة المسلمين منهم حتى وصلت بهم الدناءة إلى استهداف المصلين وهم يؤمون المساجد، وهذا ما يتطلب من «حزب الله» أن يعيد حساباته في الدعمين المعنوي والبشري اللذين يقدمهما لحماية هذا النظام، وأن يعود إلى لبنانيته حفاظا على وحدة لبنان. وشدد على ان تدخل «حزب الله» في سوريا لا تقتصر خسائره على الخسائر البشرية التي تطال شريحة واسعة من الشباب اللبناني المنتمي لهذا الحزب، الذي كان بإمكان لبنان أن يستفيد من طاقتهم البشرية في دعم المؤسسات العسكرية الوطنية وحماية الأراضي اللبنانية من أي اعتداء إسرائيلي أو إرهابي، بل تمتد تلك الخسائر لتطال الاقتصاد اللبناني بعد أن تصدعت الوحدة الوطنية نتيجة للانقسام العمودي والخلافات السياسية التي كشفت ساحتنا الداخلية أمام أي اختراق، موضحا أن الخسائر الاقتصادية شملت كل القطاعات، وأوصلت البلاد إلى حافة الهاوية ووضعته على لائحة الدول الممنوع من السفر إليها، حيث بدأ يظهر اسم لبنان على المواقع الالكترونية الدولية المتعلقة بالسفر التي تحذر أي مواطن عربي أو أجنبي من القدوم إلى لبنان، وهذا مؤشر خطير يدل على المستوى الذي آلت إليه الأمور نتيجة إلى إمعان «حزب الله» في التفرد بإشراك لبنان واللبنانيين بحروب عبثية دفاعا عن أنظمة همجية تعبث بأمن واستقرار الدول العربية كافة. وقال رزق: تقع علينا كلبنانيين وكمكونات سياسية ومذهبية جميعا مواجهة تفرد ميليشيا «حزب الله» هذا والضغط عليه كي نعيد للبنان صورته كبلد حضاري ثقافي مبدع معتدل ومحب للحياة، موضحا انه لم تقتصر الخسائر فقط على امتناع دول رعايا الخليج من المجيء الى لبنان للاصطياف، بل طالت الخسائر مختلف الجنسيات، حيث كانت معدلات الإشغال الفندقي وتشغيل قطاعات السيارات والمطاعم في أدنى مستويات لها في موسم الذروة وألا وهو موسم الصيف الذي شمل عطلة عيدي الفطر والاضحى. واضاف: نحن اليوم على مشارف موسم الشتاء وموسم مدارس، حيث يقع على كاهل اللبنانيين المزيد من المسؤوليات والأعباء الاجتماعية في ظل الركود والجمود الاقتصادي، حيث يصعب على الدولة تعديل معدل دخل الفرد أو زيادة الرواتب نظرا إلى انخفاض المداخيل وعدم القدرة على تكبير حجم الاقتصاد، حيث تحولت نسبة 70 بالمائة من الشعب اللبناني من الطبقة الوسطى إلى طبقة تعيش مستوى الفقر. وهناك نسبة 34 بالمائة تعيش تحت مستوى خط الفقر وهذه مستويات لم يشهد لها لبنان مثيل من قبل، وبما أن الطبقة المستهدفة هي الطبقة الوسطى، وهنا يقع خطر حدوث انفجار اجتماعي ينذر بتدمير الهيكل على رؤوس الجميع، عندئذ لا يعود ينفع ميليشيا «حزب الله» لا إيران ولا النظام السوري ولن يهب أحد في الدفاع عن لبنان لإنقاذه. وختم رزق بالقول: ما الموقف المتقدم الذي أطلقته الهيئات الاقتصادية إلا تعبير واضح وصريح بأن الكيل قد طفح بكل القطاعات الاقتصادية والانتاجية الخاصة التي تقوم بتمويل الدولة وتمويل العجز في الدولة ومحاربة الفساد الذي يستشري في كل مؤسسات الدولة وفي أجهزتها. ونحن نضم صوتنا إلى صوت الهيئات الاقتصادية والمجتمع المدني لنطالب كل القوى السياسية باتخاذ موقف وطني لوضع حد لتجاوزات «حزب الله» باتفاق الطائف ولما اتفق عليه اللبنانيون كي نتمكن معا كشركاء في الوطن من اعادة بناء مؤسساتنا وصون وحدتنا وحماية استقلالنا وإلا فالآتي أعظم. خسائر لا يمكن حصرها وأوضح مصدر مطلع عبر «اليوم» ان الخسائر الاقتصادية التي كبدها «حزب الله» للبنان كثيرة ومتشعبة ولا يمكن حصرها، إلا أن أبرزها يتجلى في وقف الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار، وسحب الودائع السعودية من البنك المركزي اللبناني وإقفال فروع البنك الأهلي السعودي في لبنان، متخوفا من أن تحذو الدول الخليجية حذو المملكة للوقوف ضد ممارسات ميليشيا «حزب الله» وإرهابه بحق العرب والمسلمين. وقال المصدر: لا يمكننا أن ننسى أيضا ما أقدمت عليه دول مجلس التعاون الخليجي من اجراءات وقرارات تحذيرية بمنع مواطنيها من القدوم إلى لبنان ما انعكس - شللا - على مرافقه السياحية والصناعية والاستثمارية والمصرفية. واشار الى ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية يسبب خسائر مالية للبنان تناهز المليار ونصف المليار دولار، فما بالنا بانعكاس ممارسات ميليشيا «حزب الله» على الاقتصاد.
مشاركة :