منذ سنوات وفي ولاية بوتن الأولى ظهر على وسائل الإعلام وصرح بإن الاسلام دين شيطاني..!! اليوم تحول هذا الارثوذكسي المتعصب إلذي يحرق ويشرد ويقتل أطفال الشام منذ ست سنوات إلى رجل خير وبر وبركة ومحب للإسلام والمسلمين..إنه شيء مضحك، ومزر بالعقل، والاخلاق والدين..إذ كيف يصبح هذا الارثوذكسي المتعصب مهتماً بالدين الاسلامي، ومشفقاً عليه فيعقد مؤتمراً في الشيشان من أجل لم شمل المسلمين، وتحديد هوية المسلم وملته الحقيقية التي من خرج عنها فهو شاق لعصا المسلمين، خارج عن ملتهم..؟! لست أدري إلى أي مدى وصل المسلمون من الذل والخنوع، والهوان والمهانة والاحتقار إلى درجة أن يعبث بعقولهم هذا العبث ويساموا سوء الذل والمهانة، والاستغفال والاستهجان..؟! ودعوني أقول لكم إن المسألة ليست مسألة عداء بوتن، والصهيونية، بل واليمين المسيحي المتعصب، والمتطرف والمليء حقداً تاريخياً على الاسلام، والمسلمين فهذا أمر محسوم تاريخياً، وحاضر معاش فهم كلهم أعداء يتمنون أن لا يروا على وجه البسيطة مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. أقول إن هؤلاء الاقوام الذين تنادوا وتداعوا على اهل السنة فشتتوا شملهم في العراق فقتولهم وفرقوهم ومزقوهم شر ممزق، وأخرجوهم من ديارهم ليحتلها الفرس المجوس... هؤلاء الذين فعلوا في الشام ما لا تفعله الجن ولا الإنس، من قتل، وتدمير، وتهجر، واحراق بكل أنواع الفتك والقتل المحرمة من براميل البارود إلى صواريخ طائرات السوخوي إلى كل ما ابتكرته العقلية الغربية والشرقية من وسائل تدمير شيطانية قذرة.. إلى درجة أن قنابل الغازات السامة والمحرمة دولياً قد اصبحت عل أيدي هؤلاء الجلاوزة مباحة ومحللة ما دامت تبيد وتقتل العرب السنة..!! وبقدرة قادر رأينا السيد بوتن قد فتح الله عليه وألهمه ليكشف لنا من هم على المحجة البيضاء التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم، وليكتشف أن أكثر من مليار مسلم ليسوا على منهاجه وخارجين عن ملته، ما عدا أؤلئك المصطفين الأخيار ممن جمعهم في جروزني..! ولم لا..؟ أليس منهم أمثال ذلك المتدروش الذي قال: للرئيس الشيشاني إن الرسول راض عنك حين جمعتنا..! وادعى أن النبي عليه السلام وتعبيراً عن محبته، واصطفائه له أخرج يده الكريمة من قبره وصافحه..؟! يالسخف العقول، وهوانها، ويالزمن الزيغ، والزيف والشطح، وبهلوانية الدراويش والمجاذيب، وجنونهم..! وأنا هنا لا ألوم من اعدّ هذا المؤتمر المنحرف البائس ليعتبره ممثلاً لأهل سنة النبي وجماعة المسلمين لأن من أعده كان يبحث عن من يكيد فوجد هؤلاء هم المكيدون!! وهم من يحمل أوزار، وأسفار اهل الزيغ والضلالة، ليصبحوا معولاً، واسفينا يدق في حصن أهل السنة.. بل يعمل على تمزيقهم، وقدح شرارة الفتن بينهم فوجدوا ضالتهم فيهم.. تماماً كما اشعلوا الفتن والحروب، والاحقاد بين الشيعة والسنة هذه الفتن التي لم تكن معروفة قبل تنصيب الخميني مندوبهم السامي في زرع الفتنة والحرب والشقاق.. واليوم وبعد أن نجحوا بامتياز في كل ذلك.. يريدونها بين السنة أنفسهم.. بل والشر للمملكة تحديداً.. قلت إني لا ألوم العدو على عدوانه، لا ألوم الذئب على شراسته، لا ألوم الثعلب على مكره، فؤلئك اعداء تاريخيون.. ولكنني ألوم تلك الابواق التي ظلت تنعق طويلاً بكراهية وحقد، وبلا وعي ولا أدنى إحساس بالمسؤولية الوطنية أو حتى بالمهنية الشريفة، تلك الطغمة التي ظلت تتهم بلادنا بتصدير الارهاب، فمناهجنا تعلم الارهاب، ومآذننا تقول: حيا على الارهاب، وجبالنا، ونخيلنا منابت إرهاب، وتاريخنا كله ارهاب في ارهاب.. فمن هنا خرجت داعش.. داعش الذي ثبت علمياً، وتاريخياً، وسياسياً أنها صناعة غربية صهيونية بامتياز وباعتراف الغربيين انفسهم.. هذه الداعش يصرّ أؤلئك المارقون على أنها صنعت في مكة، والمدينة، والرياض، والدمام بل وبارق، وتنتجه، ووادي ابن هشبل..!! هذا الترويج الصارخ المحموم - من قبل أولئك - ضد بلادنا في الصحافة والقنوات وجميع وسائل الاعلام من كان وراءه؟! ولماذا يسمح بكل هذه التشويه، والتجريح الوطني..؟ وها نحن اليوم ندفع شهادات الزور التي ظل أولئك يدلون بها، ليستغلها الخصوم وعلى رأسهم إيران والصهاينة، والغرب والذين ظلوا ولا يزالون يستشهدون بها من أجل الكيد والتآمر على المملكة، وذلك من باب من فمك أدينك.. ومن باب: شهد شاهد من أهلنا، ومن ثم فإنه ينطبق على حالنا مع هؤلاء الجناة ومع اعدائنا قول ابي العلاء: هذا جناهُ أبي عَلي *** وما جنيتُ على أحدْ ولست هنا بصدد الملاسنة، والمحاسبة، والمناكفة فهذا نتركه للعقل، الحقيقة والتاريخ… ولكن لعل ما حدث في غروزني، وما يحدث في أماكن أخرى من المتحاملين على هذه البلاد وهم بكل أسف كثر، بل بعضهم ممن أحسنت إليه هذه الدولة.. أقول لعل في ذلك خيراً.. فقد يجلب ما نظنه شراً نفعاً غير مقصود، بل ربما صحت الأبدان بالعلل فلعنا نستيقظ جميعاً على قرع السيوف وشحذ الأسنة التي تصوب نحو نحورنا… أقول: أيها السادة نحن محتاجون اليوم وأكثر مما مضى إلى المحبة، والتراحم، والتآخي والتلاحم والتعالي على الخلافات مهما كان نوعها.. لنعي ذلك وندرك ما يدور حولنا ويحاك لنا، فو الله إن قوتنا تكمن في تماسكنا، وهيبتنا في تلاحمنا، تكمن في الخوف منا وخشيتنا واحترامنا.. في شجاعتنا، تكمن في عدم ركوننا إلى أحد، في زمن يُكسر فيه عظم الضعيف، وتتقى صولة الحامي العنيف.. فبالله عليكم ومن أجل هذا الوطن الكريم الذي هو رفات آبائكم وأجدادكم وهو موئل أحفادكم وأجيالكم… قفوا وقفة النبلاء الشجعان للذود والدفاع عنه.
مشاركة :