تحقيق: سومية سعد مع اقتراب عيد الأضحى من كل عام تظهر مشكلة الذبح خارج المقاصب التي يتربح منها القصابون المتجولون على حساب صحة المستهلكين غير ناظرين إلى أضرار هذا الأمر. وتؤكد جميع البلديات على عقوبات صارمة بحق أي قصاب يخالف اللوائح المعمول بها في البلدية، ويتم فرض غرامات مالية على المخالفين تراوح بين 5000 وحتى 20 ألف درهم، وتعمل على الاستعدادات المبكرة والتى تستهدف القصابين المخالفين للقضاء على مخالفاتهم. وتقوم بلدية دبي كعادتها سنوياً بإعداد خطة متكاملة لاستقبال أضاحي العيد في هذه المناسبة، حرصاً على سلامة الجمهور وجودة تقديم الخدمة، وتستعد لإجراء أعمال الصيانة اللازمة لجميع المعدات والآلات وتوفير قطع الغيار الضرورية لجميع المقاصب، إضافة إلى جميع المستلزمات المطلوبة لعمليات الذبح والتجهيز، من الأدوات وأكياس اللحوم ومواد التنظيف وغيرها، وباستخدام أحدث المعدات والآلات في الذبح والسلخ والتنظيف للحفاظ على صحة وسلامة المستهلكين. يرى عبدالله البلوشي أن الذبح خارج المقاصب يمثل ظاهرة خطيرة، لأن اللحوم في هذه الحالة تكون غير مضمونة، وربما تكون مصابة بأمراض وبالتالي تنتقل هذه الأمراض إلى الإنسان، مثل السل وبعض الأمراض الطفيلية وتكون خطراً على الفرد وعائلته. ويقول إن الشخص يبحث عن السعر قبل الجودة فهو ينظر إلى لافتة السعر قبل أن يرى صلاحية الذبيحة التي سيأكل منها، وإن مثل هذه الأمور لا تشغل البعض وهي مشكلة تدخل فيها الحالة الثقافية فيجب إطلاق حملات توعية تعرف المواطنين بخطورة اللحوم المذبوحة خارج المقاصب. وقالت هاجر العيسى (موظفة) إن الذبح خارج المقصب يحدث نتيجة غياب العقوبات الرادعة، وإن إقبال الأفراد على الذبح لسهولة الأمر، إضافة إلى مرض تلك الحيوانات وتعرضها للإعدام في حالة الذهاب بها إلى المقاصب، وتوقيع الكشف الطبي عليها وكذا بعض أسلحة الذبح التي يستخدمونها والتي غالباً ما تكون قديمة وصدئة، وغير مناسبة لطبيعة المهمة، موضحة أنه لا بد من الكشف الطبي الشامل على القصاب قبل قيامه بالذبح للتأكّد من خلوه من الأمراض. يقول إسماعيل عطا (مدرس) إنه يقوم بالذبح خارج المقاصب لأنها تكون مزدحمة كثيراً خلال فترة أيام عيد الأضحى المبارك، كما أن أسعار الذبح خارج المقصب تكون قليلة بالمقارنة بأسعار المقاصب وهي 15 درهماً للماعز والخراف ومن 30 إلى 55 درهما للأبقار أما الجمال فتتراوح بين 60 إلى 65 درهما وانه مثل بعض الناس يتجه إلى الذبح لكثرة القصابين المتجولين. وتضيف صفاء عمران (موظفة) أن التعامل مع هؤلاء القصابين المتجولين الذين يتواجدون بكثرة في الشوارع والوصول إلى منزل المضحي إضافة إلى بعد المسافة بين المنزل والمقصب، وتوفير رسوم الذبح في المقصب، مشيرة إلى أن هذه الطريقة لا تخضع لأي رقابة في عملية الذبح، ما يعرض صحة المواطنين للخطر. وترى أم سلمي (ربة منزل) أن قيامها بالذبح خارج المقصب هي طقوس كانت تقوم بها في بلدها الأصلي من أجل إسعاد أولادها بفرحة ذبح الأضحية والأكل من كبد الضحية صباحاً وأن ذهابها للمقصب معناه ضياع نصف اليوم الأول من العيد في ذبح الأضحية وعد الاستمتاع بالعيد. أكدت زهور حسين الصباغ مدير إدارة خدمات الصحة العامة ببلدية دبي، أن مقاصب دبي تعمل باستمرار على توعية أفراد المجتمع بأهمية الذبح داخل المقاصب وعدم اللجوء إلى القصابين المتجولين خلال عيد الأضحى المبارك وذلك من أجل الحفاظ على صحتهم وسلامتهم وسلامة المجتمع. عليه فإن إدارة خدمات الصحة العامة تهيب بالجمهور الكريم عدم ذبح الأضاحي خارج المقاصب، حيث إن بلدية دبي وفرت مقاصب مؤقتة في منطقة القوز السكنية الأولى ومنطقة الخوانيج وادي العمردي إضافة إلى المقصب الرئيسي في منطقة القصيص ومقصب حتا ومقصب الليسيلي وذلك من أجل تقديم أفضل الخدمات للمتعاملين. وقال علي طاهر الحمادي رئيس قسم المقاصب بإدارة خدمات الصحة العامة، إن الخطة تشمل توعية أفراد الجمهور من خلال توزيع المطويات والبروشورات الإرشادية والتوعية في مراكز البلدية والمراكز التجارية والدوائر الحكومية وسوق المواشي في القصيص تحت شعار صحة عائلتي في سلامة أضحيتي, وأشار إلى أن قسم الخدمات البيطرية قام بزيادة عدد الأطباء البيطريين خلال عيد الأضحى المبارك إلى 27 طبيباً بيطرياً للإشراف على الذبائح والتأكد من سلامة اللحوم، ويتم أيضاً الاستعانة ب 47 قصاباً من العاملين في الملاحم والاستعانة ب 60 عاملاً من قطاع خدمات البيئة والصحة العامة. خبرات متميزة في الفحصأكد المهندس هاشم العوضي رئيس قسم الخدمات البيطرية بإدارة خدمات الصحة العامة، أن كفاءة الأطباء البيطريين بوحدة تفتيش اللحوم قسم الخدمات البيطرية وخبراتهم المتميزة في فحص المواشي قبل وبعد الذبح. والذبح في المقاصب تحت إشراف الطبيب البيطري للتأكد من صحة وسلامة الذبيحة وخلوها من الأمراض، وأن الطبيب البيطري يفحص الحيوانات الواردة للمقصب للتأكد من صحتها وسلامتها ومدى صلاحيتها للذبح وخلوها من الأمراض المعدية والمشتركة التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق تناول اللحوم. ومن خلال الفحص الظاهري للحيوانات يستطيع الطبيب البيطري تمييز بعض الأمراض التي يمكن اكتشافها بالنظر مثل مرض الكزاز والكلب وجنون البقر والأمراض والحالات الأخرى المرتبطة بعلامات عصبية في الحيوان والتي لا يتمكن الطبيب البيطري من اكتشافها في الحيوان بعد ذبحه خلال فحص ما بعد الذبح. الدكتور يسري الشرقاوي خبير الأغدية، يؤكد خطورة الذبح خارج المقاصب قبل أن يتم الكشف الطبي عليها، قبل الذبح وبعده، لتحديد ما إذا كانت مريضة أو سليمة، إذ يمكن أن تكون الذبيحة مريضة من دون أن تظهر آثار المرض عليها، من السلمونيلا والميكروب العنقودي الذهبي أكثر الميكروبات انتشاراً في الأغذية والسبب يرجع إلى سوء الرعاية الصحية فهذه الكائنات الدقيقة موجودة بشكل طبيعي في أمعاء الحيوانات، وبالتالي عند الذبح وتنظيف الأمعاء أو تخليصها تخرج هذه الميكروبات.
مشاركة :