شهدت العاصمة الصومالية مقديشو أمس، إجراءات أمنية مشددة، استعداداً لاستضافة قمة رؤساء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» المقررة غداً والتي ستناقش الأزمة في جنوب السودان ونشر قوة إقليمية لحفظ الأمن في العاصمة جوبا. وتضم «إيغاد» التي تأسست عام 1986، 8 دول من شرق أفريقيا، هي الصومال وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا وإريتريا. وشوهدت سيارات عسكرية تنتشر على التقاطعات الرئيسية في العاصمة مقديشو، كما انتشرت وحدات من أجهزة الاستخبارات في الأحياء المطلة على الشارع الرئيسي الذي يربط بين مطار مقديشو والقصر الرئاسي. وتسببت هذه الإجراءات بازدحام مروري في الشوارع، في ظل توافد المواطنين هذه الأيام على الأسواق بكثافة لشراء مستلزمات عيد الأضحى المبارك، إذ أقفلت السلطات الأمنية الشوارع الرئيسية أمام حركة المركبات. وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أمس، إن بلاده «تنتظر حدثاً سياسياً مهماً يعكس الصورة الجديدة للصومال لإزالة الصورة النمطية عن الصومال»، في إشارة إلى قمة رؤساء «إيغاد». وأضاف محمود أن «هذه الخطوة مع خطوات سابقة تعني أن الصومال يتجه نحو الاستقرار والتطور». وتطرق وزير الخارجية الصومالي عبدالسلام عمر هدلي إلى أجندة القمة، فقال إنها ستبحث ملفات عدة من بينها أزمة جنوب السودان الذي يشهد «صراعاً سياسياً محتدماً». وأشار الوزير إلى أن هذه القمة التي ستستمر يوماً واحداً، «تشكل أهمية خاصة بالنسبة الى الصومال الذي يسعى جاهداً للخروج من أزمته السياسية بعد نحو عقدين من الزمن». وهذه هي المرة الأولى التي تُعقد فيها قمة على مستوى رؤساء الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا، في الصومال، منذ الإطاحة بالحكومة المركزية عام 1991. إلى ذلك، كشفت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية النقاب عن أن اسرائيل تلعب دوراً غامضاً في تصعيد أعمال العنف في جنوب السودان. وأضافت الشبكة الأميركية في تقرير بثته أمس من جنوب السودان أن «إسرائيل أرسلت بنادق إلى أوغندا التي قامت بدورها بنقلها إلى جنوب السودان، غير أن تل أبيب نفت استحصال كمبالا على موافقتها المسبقة لإرسال مثل هذه الأسلحة إلى ذلك البلد المضطرب». وأشارت إلى أن تصاعد أعمال العنف في جنوب السودان يلقي الضوء من جديد على تورط إسرائيل في هذا النزاع، كما يثير التساؤلات أيضاً في شأن الاستراتيجية الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في شأن تقوية العلاقات مع الدول الأفريقية». وتابع التقرير: «أقام نتانياهو هذه التحالفات عبر القارة السمراء بغرض إجهاض المبادرات الديبلوماسية الفلسطينية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، كما أقامت تل أبيب علاقات وثيقة مع جنوب السودان التي تستخدم حكومتها الأسلحة وأجهزة الاستطلاع الإسرائيلية في قمع المعارضين لها». وكان مجلس الأمن رفض في آب (أغسطس) الماضي فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى جنوب السودان، وذلك على عكس الاتحاد الأوروبي الذي فرض مثل هذا الحظر في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية هناك في العام 2013، والتي أسفرت حتى الآن عن مصرع نحو 50 ألف شخص وتشريد مليونين آخرين تقريباً. في تطور آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير نُشر أمس، أن الأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا والحصبة وغيرها ما زالت تشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة في جنوب السودان بخاصة مع انهيار النظام الصحي بسبب النزاع هناك. وذكرت المنظمة أن إصابات بالكوليرا تأكد وجودها في العاصمة جوبا في 21 تموز (يوليو) الماضى في اعقاب التصعيد الأخير للعنف، إذ أُبلغ عن وجود 1762 حالة بما في ذلك 26 حالة وفاة في 5 ولايات. وأكدت المنظمة انها تعمل مع الشركاء للاستجابة لتفشي الوباء بما في ذلك علاج 1700 مريض. وأشارت المنظمة إلى أن الملاريا في ازدياد، لافتةً إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 1.3 مليون حالة منذ بدء العام الجاري. في شأن آخر، نجا ركاب طائرة سودانية، كانت في رحلة داخلية من الخرطوم إلى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، من كارثة محققة قبل هبوطها بلحظات، إثر اصطدام طائر بهيكلها واختراق مقدمها بقوة. وأفاد مسؤول في شركة «تاركو» الخاصة للطيران إن الطائرة التي كانت في رحلة من الخرطوم إلى الفاشر مساء أول من أمس، اصطدم مقدمها بصقر قبل هبوطها اضطرارياً في مطار الفاشر من دون أن يتعرض الركاب البالغ عددهم 108 الى أذى.
مشاركة :