عواصم (وكالات) دخل وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي تنفيذاً للاتفاق الروسي الأميركي الذي تم الإعلان عنه الجمعة الماضي، في محاولة جديدة لإنهاء النزاع الدامي المحتدم منذ مارس 2011. وأكد المرصد السوري الحقوقي أن الهدوء ساد مناطق الصراع الرئيسة في سوريا بعد سريان اتفاق وقف النار، مضيفاً «الهدوء يسود.. رغم أن هناك بعض القصف من جانب قوات الحكومة ومسلحي المعارضة في جبهات جنوب غرب البلاد، في إشارة إلى مناطق القنيطرة المحاذية للجولان المحتل. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد وقت وجيز من إعلان الجيش الروسي تعليق ضرباته الجوية في الأراضي السورية كافة، باستثناء «المناطق الإرهابية» التي لم يتم تحديدها بعد بين راعيي الاتفاق، بينما قال الجيش النظامي، إن الهدنة ستشمل جميع أنحاء البلاد، وإن القوات الحكومية ستلتزم باتفاق وقف النار لمدة أسبوع مع الاحتفاظ بحق الرد «بحسم على أي خروق». وذكرت وزارة الخارجية الروسية أنها تعول على واشنطن للتأثير على المعارضة المعتدلة لضمان التزامها الكامل باتفاق وقف الاقتتال، مؤكدة أن المساعدات الإنسانية لمدينة حلب السورية ستبدأ على الفور عبر طريق الكاستيلو الشمالي، وسيتم فتح طريق جنوبي عبر منطقة الراموسة مع مرور الوقت. وقبل دقائق من بدء سريان الاتفاق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعليق ضرباتها الجوية على كل الأراضي السورية، باستثناء «المناطق الإرهابية». ويستثني الاتفاق «داعش» وجبهة «فتح الشام»، وهي «النصرة» سابقاً، ما يعني أن العمليات العسكرية ستتواصل في مناطق واسعة من البلاد. في مدينة حلب التي تعد بؤرة القتال، أفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة أن هدوءاً يستمر منذ الساعة الخامسة عصراً أمس. وفي الأحياء الغربية منها، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، قال المراسل، إنه سمع دوي آخر قذيفة أطلقت من الشطر الشرقي قبل 5 دقائق فقط من دخول الهدنة حيز التنفيذ. وفي حي الفرقان في الجهة الغربية، قال خالد المروح (38 عاماً) صاحب محل ألبسة «أنظر إلى الساعة طوال اليوم بانتظار أن تصبح السابعة مساء»، معرباً عن أمله في أن تكون الهدنة «مقدمة لمصالحات وطنية تفتح المصالحات بين حلب الغربية وحلب الشرقية». وفي مدينة تلبيسة الخاضعة للمعارضة بريف حمص، قال الناشط حسان أبو نوح «هناك هدوء ..أتمنى أن يستمر ذلك حتى ولو يومين اثنين، الواحد منا اشتاق لأن يخرج في نزهة مع أصدقائه». وينص الاتفاق على أن يتم التزام وقف النار في مرحلة أولى لمدة 48 ساعة يتم تجديدها. وأعلن الجنرال سيرجي رودسكوي، رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، أن الجانب الروسي استكمل كل الاستعدادات لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدوانية في سوريا. وفيما أبدت موسكو مخاوفها من عدم التزام فصائل المعارضة الرئيسية بالهدنة معولة على الدور الأميركي بهذا الصدد، أفاد بيان للائتلاف السوري المعارض بأن الجيش الحر وبقية الفصائل المعارضة ستتعامل بإيجابية مع الهدنة، لكنها تملك حق الرد على الخروق. ... المزيد
مشاركة :