دخل وقف إطلاق النار الذي أعلنت روسيا والولايات المتحدة والأردن التوصل إليه في ثلاث محافظات في جنوبي سوريا حيز التنفيذ ظهر أمس، وساد الهدوء جبهات القتال الرئيسية وفق ما أكد المرصد السوري، فيما اعتبر الجنرال هربرت ريموند ماكماستر مستشار الأمن القومي الأمريكي أن وقف إطلاق النار بجنوب غربي سوريا هو أولوية أمريكية وخطوة هامة تبعث على الأمل نحو تحقيق سلام في كل أنحاء البلاد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يسود الهدوء في جنوب سوريا تزامناً مع دخول الاتفاق الأمريكي الروسي الأردني حيز التنفيذ ظهر امس» بتوقيت دمشق.وأوضح أن «الجبهات الرئيسية في درعا والقنيطرة والسويداء التي تتقاسم قوات النظام وفصائل معارضة بشكل رئيسي السيطرة عليها، تشهد توقفاً للمعارك والقصف منذ صباح أمس باستثناء سقوط قذائف متفرقة قبل الظهر أطلقتها قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في مدينة درعا». وتشكل المحافظات الجنوبية الثلاث إحدى المناطق الأربع التي تضمنتها مذكرة «مناطق خفض التوتر» التي وقعتها كل من روسيا وإيران، حليفتي النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة في أستانة في الخامس من مايو/أيار. وأخفقت الدول الثلاث في اجتماع عقدته الأربعاء في الاتفاق على تفاصيل تتعلق بحدود هذه المناطق. ورغم أن الجيش السوري اعلن الاثنين هدنة من خمسة أيام في جنوبي البلاد، لم تتوقف الاشتباكات بين طرفي النزاع بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى معارك عنيفة شهدتها هذه المحافظات خلال الأسابيع الأخيرة بين الفصائل المعارضة والمسلحة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ثانية. وبعد الإعلان الروسي عن الهدنة، لم يصدر أي تعليق أو موقف رسمي من الحكومة السورية. لكن مسؤولاً سورياً قال «السكوت علامة الرضا»، ونقلت صحيفة الوطن السورية القريبة من السلطات في عددها امس عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب السوري بطرس مرجانة قوله إن «الكلمة الفصل في إضافة جنوبي سوريا إلى مناطق تخفيف التوتر» هي للدولة السورية وهناك تنسيق في ذلك مع روسيا». وأوضح «أن ما يتم الاتفاق عليه هو ضمن حدود الجمهورية العربية السورية ومن ثم فإن الدولة السورية هي المعنية باتخاذ مثل هذا القرار» متحدثاً عن «تنسيق أولي» مع روسيا. من جهة أخرى، شدد ماكماستر في بيان ليل السبت على أن «مثل هذه المناطق هي أولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة». وقال «ما شجّعنا، هو التقدّم الذي تم إحرازه للتوصل إلى هذا الاتفاق». وأضاف ماكماستر «الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة هزيمة تنظيم «داعش»، والمساعدة على إنهاء الصراع في سوريا، والحد من المعاناة، وتمكين الناس من العودة إلى ديارهم. ويعد هذا الاتفاق خطوة هامة نحو تحقيق هذه الأهداف المشتركة». وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أوضح الجمعة أنّ قوات الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف النار «بالتنسيق مع الأردنيين والأمريكيين». وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً منذ 2014 لقتال تنظيم «داعش» في سوريا والعراق. (وكالات)
مشاركة :