فرضت سيطرة قوات جيش الكرامة التي يقودها المشير خليفة حفتر، واقعاً جديداً في المشهد السياسي والعسكري في ليبيا، وأعادت موضعة القوى المتصارعة، في وقت سعى حفتر الذي تمت ترقيته إلى رتبة المشير أول أمس الأربعاء، لنزع فتيل التوتر الناجم عن خطوته المفاجئة من دون التخلي عن مكاسبها المتحققة، التي دفعت رئيس حكومة الوفاق فايز السراج إلى عقد محادثات عاجلة في العاصمة المصرية القاهرة لمناقشة التطورات، والمبعوث الدولي مارتن كوبلر إلى طلب الحوار مع حفتر لبحث توحيد الجيش الليبي. وبعدما أكملت قوات الجيش الليبي التي يقودها حفتر سيطرتها على الموانئ النفطية وسلمتها بعد ذلك إلى المؤسسة الوطنية للنفط، أعلنت المؤسسة أمس الخميس، رفع حالة القوة القاهرة عن موانئ رئيسية في منطقة الهلال النفطي في الشرق، في خطوة تفتح الباب أمام استئناف التصدير بشكل قانوني من هذه الموانئ. وقال مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة: إنالتطورات التي حدثت يومي الأحد والاثنين الماضيين كان يمكن أن تتصاعد بحدوث عواقب وخيمة على وطننا وصناعتنا النفطية،لكن بدلاً من ذلك فقد وجدنا مصلحة مشتركة تتمثل في المحافظة على تدفق النفط وهناك حاجة للإقرار بالحكمة في اتخاذ هذا القرار. وأضاف أن حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تدعمها الأمم المتحدة والبرلمان في شرق ليبيا يدعمان إعادة فتح الموانئ. وتتبع المؤسسة الوطنية للنفط حكومة الوفاق الوطني، لكنها تؤكد أيضاً أنها تتبع سلطة البرلمان المنتخب الذي يدعم القوات التي يقودها حفتر ولم يعط ثقته لحكومة الوفاق. من جهته، رئيس الحكومة فايز السراج الذي تفادى مواجهة مفتوحة مع حفتر، بدأ محادثات في العاصمة المصرية بعد ساعات من دعوته الأطراف المتصارعة إلى الحوار. فيما أعرب المبعوث الأممي مارتن كوبلر عن استعداده للقاء حفتر بهدف التوصل إلى حل يسمح بتشكيل جيش ليبي موحد، لمكافحة جميع الإرهابيين معا ولحماية مرافق النفط. ورأى كوبلر، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة لاستامبا الإيطالية، أن العملية العسكرية التي طالت موانئ منطقة الهلال النفطي الليبية الأحد الماضي، مدعاة لقلق كبير، قائلاً: النفط ملك لجميع الليبيين، وليس جزءاً معيناً فقط. وأضاف، في إشارة إلى الاتفاق السياسي بين الأطراف الليبية الموقع في منتجع الصخيرات بالمغرب، الاتفاقية التي تحكم الآن في ليبيا واضحة، كونها تمنح المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق صلاحيات قيادة القوات المسلحة الموحدة. وكشف الدبلوماسي الأممي اعتزامه عقد اجتماعات مع الجهات المعنية في شرق ليبيا لإيجاد حل، ولضمان احترام الاتفاق السياسي الليبي. وركز كوبلر على أهمية الجيش الواحد في مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر، وحذر في هذا الخصوص من وجود نحو 235 ألف مهاجر في ليبيا على استعداد لمغادرة البلاد بشكل غير شرعي نحو إيطاليا. وبالتزامن مع التحركات السياسية تمكنت قوات عملية البنيان المرصوص من تحرير أسرى كانوا محتجزين منذ أكثر من عام في سجون تنظيم داعش بمدينة سرت. وأوضح أحد قادة العملية أن اثنين من الأسرى هما ليبيان واثنان من الفلبين كانا يعملان بمستشفى ابن سينا، إضافة إلى هنديين أحدهما عضو هيئة تدريس بجامعة سرت. (وكالات)
مشاركة :