قوافل المساعدات إلى حلب عالقة عند الحدود التركية

  • 9/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في اليوم الرابع للهدنة، لا تزال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية عالقة عند الحدود التركية - السورية، بانتظار أن يفتح لها الطريق للتوجه الى أحياء حلب الشرقية المحاصرة، وسط توتر روسي - أميركي حول تنفيذ الاتفاق. وقالت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش النظامي السوري أعاد قواته وأسلحته إلى طريق الكاستيلو قرب مدينة حلب، بعدما تعرض لإطلاق نار من المعارضة. وشهدت الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق صباح أمس أعنف اشتباكات منذ بدء سريان الهدنة بين قوات النظام من جهة وفصائل إسلامية ومتطرفة من جهة ثانية. وينص الاتفاق الروسي - الأميركي، الذي تسري بموجبه هدنة تستثني المتطرفين منذ مساء الإثنين، على إدخال مساعدات الى المدن المحاصرة والتي يصعب الوصول اليها. وتأمل الأمم المتحدة بإدخال 40 شاحنة مساعدات تكفي 80 الف شخص لمدة شهر واحد في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، والتي تسيطر عليها الفصائل المعارضة ويعيش فيها 250 الف شخص. وقال ديفيد سوانسون، الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مدينة غازي عنتاب التركية، أن الشاحنات لا تزال تنتظر في المنطقة العازلة عند الحدود التركية - السورية. وأضاف: «التحدي الذي لا نزال نواجهه، وهو أمر محزن فعلاً، هو ضمان التوافق بين أطراف النزاع والجهات التي تتمتع بنفوذ عليها». ويفترض أن تمر الشاحنات عبر طريق الكاستيلو، التي تشكل خط الإمداد الرئيسي الى الأحياء الشرقية، وتسيطر عليها قوات النظام منذ اسابيع، ما أتاح لها فرض الحصار على المناطق المعارضة. وقال مراسل لوكالة فرانس برس في الأحياء الشرقية انه لم يتم تسجيل أي حركة على طريق الكاستيلو، والتي ينص الاتفاق الروسي - الأميركي على تحويلها الى منطقة خالية من السلاح. وأعلنت موسكو الخميس عن بدء انسحاب الجيش السوري من الطريق، حيث أقامت القوات الروسية مركزاً لمراقبة لتطبيق الاتفاق. وأوضح مصدر ميداني سوري لفرانس برس أن «عملية إخلاء النقاط على طريق الكاستيلو عبارة عن عدة مراحل، بدأت بسحب الآليات الثقيلة». وأضاف المصدر أن «الجيش السوري نفذ تعهداته وسلّم عدداً من النقاط لفرق المراقبة الروسية»، على أن يستكمل ذلك لاحقاً «بانتظار أن يحدث الانسحاب أيضاً من الطرف الآخر». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: إن الفصائل المعارضة المتمركزة في نقاط عند بداية الطريق ونهايتها لم تنسحب من مواقعها حتى الآن. ولخص سوانسون الوضع بالقول: «الأمر محبط كثيراً بالنسبة إلينا كعاملين في الشأن الإنساني. نحن هنا، نحن على الأرض ومستعدون للتحرك». وأضاف: «العالم كله يراقب». ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في سورية مساء الإثنين، وتم تمديدها 48 ساعة إضافية تنتهي مساء الجمعة. ومنذ بدء سريان الهدنة، توقفت المعارك في شكل كامل تقريباً بين قوات النظام والفصائل المعارضة على غالبية الجبهات، باستثناء بعض النيران المتقطعة. ويستثني الاتفاق الروسي - الأميركي تنظيم «داعش» و «جبهة فتح الشام» اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد. وبموجب الاتفاق، تمتنع قوات النظام السوري عن القيام بأي أعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها «المعارضة المعتدلة» والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها «جبهة فتح الشام». ولكن العائق الأساسي يكمن في تحالف «جبهة فتح الشام» مع العديد من الفصائل الاسلامية والمقاتلة في مناطق عدة، أبرزها محافظة ادلب (شمال غرب) وريف حلب الجنوبي. وإذا صمد اتفاق وقف الأعمال القتالية لمدة أسبوع، يفترض أن يؤدي الى تعاون غير مسبوق بين موسكو وواشنطن لمواجهة التنظيمين المتطرفين. إلا أن موسكو اتهمت واشنطن بعدم الإيفاء بالتزاماتها في الاتفاق، بخاصة في ما يتعلق بفصل الفصائل المعارضة عن جبهة فتح الشام. أما واشنطن فاتهمت بدورها النظام السوري بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية في حلب، كما هددت بعدم التعاون عسكرياً مع روسيا في حال انتهاك الهدنة. وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعاً الجمعة مع مستشاريه للأمن القومي وبينهم وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع آشتون كارتر، لبحث الاتفاق مع روسيا. وتسعى موسكو، وفق سفيرها لدى الأمم المتحدة، الى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدعم الاتفاق.

مشاركة :