لا يعتبر العلاج الطبيعي أداة مهمة للتعافي فيما قبل وما بعد العمليات الجراحية فقط، بل يمكن أيضاً أن يكون بمثابة بديل فعال للعمليات الجراحية، وفقاً للدكتور جان مارك غوير، الرئيس التنفيذي ورئيس قسم الجراحة في مستشفى رأس الخيمة، فبمساعدة العديد من التدريبات والتقنيات العلاجية، يمكن للعلاج الطبيعي أن يساعد الأطفال الصغار والبالغين وكبار السن في التغلب على مختلف الإعاقات والتشوهات الجسدية في بيئة مريحة للغاية. وعلاوة على ذلك، يعتبر العلاج الطبيعي مفيدا بشكل خاص لتصحيح أي خلل في نمط المشي، مثل حالات القدم المسطحة، واضطرابات المشي والتوازن لدى الأطفال، وأمراض العظام لدى كبار السن، في حين يعالج أيضاً الإصابات الناجمة عن الانحناء على أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والاعتياد على وضعيات غير صحية للجسم، ونمط الحياة الخامل وإصابات الرياضيين. وتركز الحملة التي يرعاها مستشفى رأس الخيمة والتي انطلقت في السابع من الشهر الحالي وتستمر حتى نهاية الشهر في مركز إعادة التأهيل على تعزيز المزيد من الوعي حول أهمية العلاج الطبيعي، حيث يقدم المركز بمناسبة اليوم العالمي للعلاج الطبيعي فحوصا مجانية مكثفة لقوة الظهر وتحليل نمط المشي من أجل تقييم كفاءة الحركة والتعرف إلى أية مشاكل في نمط المشي. وتتبنى الحملة نشر الوعي بين الجمهور حول سبل تصحيح اضطرابات العمود الفقري والتوازن ووضعية الجسم وأساليب العلاج المختلفة المستخدمة في حالات ما قبل وما بعد الجراحة. ويضيف الدكتور غوير: أصبح العلاج الطبيعي من الإجراءات العلاجية الضرورية بعد التنوع الكبير الذي شهده في تقنياته وأساليبه المختلفة. فمن المعالجات المائية إلى التحفيز الكهربائي والموجات فوق الصوتية والعلاج بالتطبيقات الساخنة والباردة، بات الناس لديهم الآن مجموعة واسعة من العلاجات للاختيار من بينها. ويعتبر العلاج الطبيعي السبيل الأكثر تقليدية، ولكنه يمثل خياراً عملياً للأشخاص الذين يواجهون مشاكل حركية، نظراً لأنه يعالج مشكلة أساسية ويساعد على بناء القوة، ويقلل من فرص السقوط والإصابات الأخرى، ويعجل الشفاء بكلفة أقل من العلاجات الأخرى. فسواء كان المريض يعاني من آلام الظهر والرقبة أو تصلب في الساقين والذراعين أو عدم القدرة على الحركة بعد السكتة الدماغية، أو اضطرابات العضلات والعظام المرتبطة بالإصابات الرياضية، يمكن للعلاج الطبيعي أن يقطع شوطاً طويلاً في تصحيح وحل المشكلة. وأضاف الدكتور غوير: علاوة على ذلك، يمكن للعلاج الطبيعي أن يساعد حتى في إدارة العديد من الأمراض، مثل السكري وأمراض القلب والرئة. ففي مرض السكري، على سبيل المثال، يمكن لبعض التمارين العلاجية المصممة خصيصاً أن تساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم. يقول الدكتور رضا صديقي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الرعاية الصحية العربية والمدير التنفيذي في مستشفى رأس الخيمة: الفحص المجاني يمكن أن يكون بمثابة تذكير لنا بأننا بحاجة إلى التركيز على التشوهات الجسدية، مثلها في ذلك مثل الأمراض الأخرى، واتخاذ تدابير تصحيحية قبل أن تزداد الحالة سوءاً. ونحن ندعم المعالجات للحد من آلام الظهر والعضلات والرقبة وتعزيز قوة العمود الفقري من خلال العلاج المائي، وتوفير بيئة افتراضية للمشي على أجهزة المشي، والتحقق من التوازن السليم وتقديم تحليل لنمط المشي أو حركة الجسم بشكل عام، إلى جانب عدد من العلاجات الفردية الأخرى.
مشاركة :