ما زالت دبي أسطورة الصحراء والجوهرة الرقمية وسط الرمال، تقدم لنا أجمل ما يمكن أن تشاهده الأعين، وآخره بدء بلدية دبي تنفيذ مدينة متكاملة صديقة للبيئة على شكل زهرة في الصحراء. تجسد زهرة الصحراء رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتتماشى مع سياسة الدولة باتباع نهج عمراني مستدام، بما يضمن تقدم الصفوف العالمية لحماية البيئة. المدينة التي تقع في منطقة الروية، تعدّ نموذجاً لما وصلت إليه دبي من مراحل متقدمة في تبني معايير الاستدامة، وتعزز دورها المحوري مركزاً عالمياً للمال والأعمال، بما يضعها في مقدمة المدن التي تدعم تطبيق التقنيات الخضراء والنظيفة، وانتشارها الواسع، وهو تطبيق يتميز بالتخفيف من درجات الحرارة وتنقية الهواء. وستكون المدينة الواعدة سكانية بنسبة 75 في المئة، وستوفر 40 في المئة من الكهرباء الذاتية إجمالياً مع 200 ميغاوات. وبلغ عدد الأراضي في المنطقة نحو 20 ألف قطعة سكنية لإسكان المواطنين وسط بيئة ذكية ومستدامة ونظيفة، ومن المتوقع أن تستوعب المرحلة الأولى نحو 160 ألف نسمة، بينهم 120 ألف مواطن، يوزعون حسب الاستدامة الثقافية. وتبلغ مساحة الأرض المخصصة أكثر من 14 ألف هكتار، ويحيط بها حزام أخضر، وستعتمد على مواردها الذاتية من وسائل النقل والمواصلات وتوفير الطاقة وتدوير المياه الصحية التي ستوفر أكثر من 40 ألف متر مكعب من المياه الصالحة. وتتألف الوحدات السكنية من فلل مستقلة ومتلاصقة، وأخرى في مجمعات سكنية وتوفر السكن المستقبلي للعائلات الصغيرة، فيما يعتمد التصميم على أساس الفرجان، ويضم كل فريج خدمات متكاملة خاصة بسكانه، دون الاعتماد على الخدمات المقدمة خارج المدينة. ويوجد في المدينة ثلاثة أنواع من المساكن، مساكن مواطنين وفلل وقطع أراضٍ، تستخدم فيها الطاقة المتجددة ومتطلبات البيئة النظيفة، ليضاف إلى مشاريع أخرى عملاقة في الإمارة. زهرة الصحراء ستكون مدينة متكاملة تضم مدارس ومراكز تسوق وعيادات ومستشفيات ومركز شرطة ومساجد، وغيرها من الخدمات، ويتبنى بها فكر التقليل من الازدحامات المرورية والنقل وزيادة الرقعة الخضراء. وستعتمد المدينة على الطاقة المتجددة ومتطلبات البيئة وتدوير النفايات الذاتية، وستكون المباني متوافقة بما يخفض درجة الحرارة ويقلل استهلاك الكهرباء. وتتميز بصروحها الرائعة وطرازها الاستثنائي، من حيث فرادة التصميم مع مساحة حياة هادئة مثالية مفعمة بالراحة المطلقة. وستكون نموذجاً عالمياً للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وتقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بدرجة كبيرة، ويستخدم في إنشائها أحدث وسائل التكنولوجيا العصرية. وجاءت في الوقت المناسب لمواكبة التطورات في الاقتصاد العالمي في الاقتصاد الأخضر. وتتميز المدينة بأن الحزام الأخضر فيها يعتمد بنسبة 100 في المئة على مياه معاد تدويرها من محطة الصرف الصحي وخاضعة لمعالجة خاصة، فيما تعتمد نظام إدارة المخلفات الصلبة ونظام إدارة الصرف الصحي، بحيث تدور مياه الصرف الصحي ويعاد استخدام المخلفات الصلبة في المسطحات الخضراء أسمدة أو منتجات للطاقة، فضلاً عن استخدام غاز الميثان الناتج عن المخلفات في المدينة مصدراً للطاقة الكهربائية التي تغذي مختلف أرجاء المدينة. (وام) أكبر المشاريع المستدامة عالمياً قال المهندس داوود الهاجري، المدير التنفيذي لإدارة التخطيط في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات وام، إن المشروع يعدّ من أكبر المشاريع المستدامة على مستوى العالم، حيث يقع بين منطقتي الروية والعوير عبر طريق الإمارات في اتجاه الصحراء، ويعتمد هيكل تخطيطه العمراني شكل نبتة زهرة الصحراء المتعددة الألوان التي تتلاءم مع البيئة الصحراوية، رمزاً للاستدامة، حيث تتكامل جميع احتياجات الأفراد في مكان. وأشار إلى أن المدينة تستوعب 160 ألف شخص، 70 في المئة منها لإسكان المواطنين. مشيراً إلى أن ما يميز المنطقة هو استخدام الطاقة البديلة المتجددة، بنحو 40 في المئة، فضلاً عن تقليل البصمة الكربونية بمقدار 300 طن كربون سنوياً، فضلاً عن المعالجة الذاتية لمياه الصرف الصحي والتزويد الذاتي لمياه الري وحقول للحبس الحراري. ولفت الهاجري إلى أن المدينة ستعتمد من خلال الألواح الشمسية في الأراضي غير المستخدمة على إنتاج طاقة معادلة للطاقة التي تستهلكها بواقع 200 ميغاوات، فضلاً عن الألواح الشمسية على أسطح المنازل ومنطقة الأعمال على امتداد 465 هكتاراً. وأوضح أن المدينة فيها أكثر من 700 هكتار حزاماً أخضر للإنتاج الزراعي المستقل، ويعدّ عازلاً بين المدينة والمنطقة الصحراوية وخط قطار الاتحاد الذي يحدّ المدينة من الجنوب. وذكر أن المدينة تتميز باستخدام مواد صديقة للبيئة في جميع المرافق، سواء المماشي أم الطرق أم المباني، وتتوافق التصاميم مع اتجاهات الرياح في الإمارة. مشيراً إلى أن حجم الطرق الموجودة في هذا المشروع أقل من حجم الطرق الموجودة في أي مدن أخرى، إذ جرى تقليل مسارات السيارات وتخصيص 3.5 كم مربع للمماشي، منها ممرات للدراجات الهوائية للتشجيع على الحركة إلى جانب ممشى أخضر للسكان.
مشاركة :