دبي: بنيمين زرزور مرة أخرى تراهن فعاليات وول ستريت على البنوك المركزية وما يصدر عنها هذا الأسبوع ، خاصة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الياباني. ويتابع المتداولون في السوق اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة التابعة للمجلس الذي يعقد يومي غد وبعد غد ، وسط تراجع في مستوى توقعات المراقبين لجهة رفع أسعار الفائدة في هذه الدورة وتأجيل القرار حتى دورة انعقاد المجلس في ديسمبر /كانون الأول المقبل. وشهد السوق تسعير الحيازات استناداً إلى احتمالات تحرك المجلس في سبتمبر بنسبة 18% مقابل 50% لشهر ديسمبر. أما البنك المركزي الياباني فمن المنتظر أن يتخذ قراراً بخفض أسعار الفائدة مجدداً إلى النطاق السلبي وإعادة النظر في برنامج شراء الأصول أو وضع قواعد جديدة تحدد المدة الزمنية للأوراق المالية التي قد يشتريها البنك من سوق السندات وذلك في اجتماعه صباح الأربعاء المقبل. ويقول ريك رايدر رئيس قسم الاستثمار في الدخل الثابت لدى شركة بلاك روك: لا أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يتحرك في هذا الاجتماع ، نظراً لضعف البيانات الاقتصادية الأخيرة وأرجح أن يؤجل تحركه حتى ديسمبر. وأعتقد أن اليابان مهمة جدا ، فقد يغير البنك المركزي حجم مشترياته من الأصول وهو ما يعتبره الناس عنصر تثبيط لكني أعتقد غير ذلك ، حيث أرى أن بنك اليابان المركزي سوف يتوقف عن شراء السندات عندما تبلغ العائدات عليها منتهى الشوط. ومن المؤكد أن تؤثر أسعار الفائدة الأمريكية في حال رفعها في قروض الشركات في حين تؤثر العائدات في سندات الخزانة فئة السنوات العشر على مشتريات الشركات منها وفي معدلات أسعار عروض الرهن العقاري. ولم تسفر سياسة بنك اليابان المركزي في تحقيق الكثير من النتائج المرجوة حيث شكل الين القوي تحدياً مزمناً لجهود البنك. ولهذا ينصب اهتمام المستثمرين على إطلالة رئيس الوزراء الياباني شينزو أبيه للحديث عن برنامجه الخاص بتحفيز الاقتصاد صباح اليوم الاثنين. وشكل البنك المركزي الياباني مع البنك المركزي الأوروبي أهم عوامل التأثير في سوق سندات الخزانة الأمريكية على المدى البعيد الذي جذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم بحثا عن العائد الأعلى في ظل تراجع العائدات في أوروبا واليابان. وكان مجرد الحديث الأسبوع الماضي عن احتمال توقف البنك المركزي الياباني عن شراء السندات قد تسبب في تراجع أداء أسواق السندات اليابانية والأمريكية وتحليق العائد عليها لتسجل فئة السنوات العشر رقماً قياسياً بلغ 1.75% وهو الأعلى منذ يونيو/حزيران الماضي. ويرى ستيفن ستينلي المحلل لدى مجموعة أمهيرست أن اجتماع البنك المركزي الياباني هذا الأسبوع ربما يكون أكثر أهمية من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ويواجه البنك الياباني حسب رأيه نفس المأزق الذي يواجهه البنك المركزي الأوروبي فيما يتعلق ببرنامج التيسير الكمي الذي فشل في تحقيق الأهداف.
مشاركة :