«الهجرة» يحصد أرواح المعتمرين والطلاب والمعلمات

  • 2/23/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يظل طريق الهجرة الذي يربط المدينة المنورة بمكة المكرمة وجدة أحد أكثر الطرق ازدحاما نظرا لكثرة مستخدميه، كما أنه صنف كأكثر الطرق حصدا للأرواح، إذ يلقى مئات الأشخاص حتفهم على هذا الطريق سنويا نتيجة الحوادث المرورية المروعة التي تؤدي إلى خسائر مادية وبشرية امتلأت على إثرها المستشفيات بالمصابين، فيما يرى الأهالي ضرورة أن تنهض الجهات ذات العلاقة بمسؤوليتها لوضع برامج وحملات توعوية لسالكي الطرق الخارجية التي تشكل ما يقارب 60% من الحوادث، في الوقت الذي يشكل الطلاب والمعلمات والمعتمرين أغلب ضحايا هذا الطريق، كونهم يستخدمونه بشكل يومي ما يعرضهم لخطر محدق لا محالة. ويقول سالم الجهني أحد مرتادي طريق الهجرة إن الطريق رغم طوله وأهميته يفتقد للمراكز الإسعافية والدفاع المدني، حيث إن الحوادث تتم مباشرتها بفرق اسعافية من المدينة، ما يعني أن وصولها يستغرق وقتا كبيرا رغم وجود الإسعاف الطائر إلا أنه غير كاف خاصة إذا كان عدد المصابين كبيرا، كما في الحادث الأخير الذي قاربت عدد إصاباته الـ40 شخصا، ولذلك من المفترض أن يتم إنشاء مراكز إسعافية تكون قريبة بحيث يكون هناك مركز للإسعاف كل 100 كلم على الأقل، بالإضافة إلى أهمية وجود مركز صحي متقدم في وسط الطريق ليتمكن من يحتاج للخدمة الصحية من مراجعته عند الحاجة بدلا من الذهاب لمستشفيات المدينة، مبديا أسفه من قيام بعض المتجمهرين بسرقة ممتلكات ضحايا الحوادث بدلا من تقديم المساعدة للمنكوبين منهم. وطالب الجهني بتخصيص طريق آخر للشاحنات نظرا للزحام الدائم الذي يشهده الطريق باعتبار أن طريق مكة المدينة جدة طريق تجاري ومتصل اتصالا مباشرا بالميناء لنقل البضائع إلى المدينة المنورة، خاصة مع الضغط الكبير الذي يشهده المسافرون المستخدمون لهذا الطريق كونه طريقا مهما للزوار والمعتمرين الذين ينتقلون بين مكة والمدينة بالإضافة إلى الأهالي الذين يسكنون المدينتين ويحتاجون لتنقل دائم خاصة أوقات العطل والاجازات المدرسية. من جانبه أشار أحمد العبيدي الذي يسكن إحدى محافظات المدينة أنه يستخدم هذا الطريق بشكل شبه يومي، لافتا إلى أن القطاع التجاري والصناعي لدينا يعتمد بشكل أساسي على نقل البضائع بين مدن المملكة عبر الشاحنات، ولذلك فإن أعداد الشاحنات التي تستخدم هذه الطرق كبير جدا ما يشكل خطورة حقيقية على سالكي الطرق من المواطنين والمقيمين خاصة الطلاب والمعلمات الذين يستخدمونه يوميا ما يعرضهم للخطر بشكل أكبر، مطالبا قائدي الحافلات والشاحنات والمركبات عامة أن يتأكدوا من فحص مركباتهم جيدا قبل السفر للتأكد من سلامتها واستعدادها لتحمل مشقة السفر، مناشدا الجهات المعنية في وزارة النقل أن تفرض رقابة حازمة على أعمال الصيانة على الطرق لتكون جاهزة دائما لتحمل المرور الثقيل عليها، خاصة مع التغيرات المناخية وهطول الأمطار وجريان السيول التي تؤثر على صلاحية الطريق، مشيرا إلى ضرورة وضع نقاط أمنية تفتيشية في وسط الطريق لتنبيه قائدي المركبات، مهيبا بإدارة المرور بوضع نظام الرصد الآلي ساهر ليساهم في تقليص نسبة الحوادث على الطريق، إضافة إلى أهمية وجود التوعية لمستخدمي الطريق عن حوادث الطرق عبر تنفيذ حملات في نقاط التفتيش للحد من السرعة والتهور لدى قائدي المركبات وكذلك تشديد الرقابة على قائدي الشاحانات والتأكد من حمولات تلك المركبات حتى لا تشكل خطرا على مستخدمي الطريق. من جانبه أوضح لـ «عكاظ» مدير إدارة مرور المدينة العميد محمد الشنبري أن السرعة هي السبب الرئيسي في وقوع معظم الحوادث على الطرق السريعة، كما يتمثل السبب الثاني في نوم قائدي المركبات أو انفجار الإطارات، محددا دور مرور المدينة في مباشرة الحوادث والتحقيق فيها، وذلك في الطرق الخارجية الواصلة للمدينة ومنها طريق الهجرة.

مشاركة :