حصة الصباح: تحرير الثقافة من الأمراض ضرورة ملحة

  • 9/20/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الشيخة حصة الصباح في الملتقى الثقافي أهمية الثقافة ومكوناتها والدور الذي تؤديه في حياتنا. استضاف الملتقى الثقافي، في افتتاح موسمه السادس، المشرفة العامة على دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح، وذلك بحضور جمع من المثقفين والأدباء. في البداية، قال مؤسس ومدير الملتقى، الأديب طالب الرفاعي: يسعدني أن نلتقي اليوم مع شمعة كبيرة من شمعات الثقافة والإبداع في الكويت، فحينما نتذكر دار الآثار، ويأتي ذكر سعادة الشيخ ناصر صباح الأحمد، والشيخة حصة الصباح يأتي ذكر الثقافة والإبداع والفن ليس على مستوى الكويت والخليج، ولا على مستوى العالم العربي، بل على مستوى العالم، مشيرا إلى أن تلك منارة يفتخر بها الكل ليس ككويتيين، بل كعرب وكإنسانية، لأن المجموعة النادرة من التحف الموجودة بدار الآثار الإسلامية، رصيد إنساني تفخر الكويت بأن تحظى بمثله. وقال الرفاعي: حينما نعلم أن دار الآثار الإسلامية بصدد بدء برنامجها يوم الاثنين المقبل العام الـ 22، فهذه دلالة على أن أهم ما يميز مؤسسة ثقافية هو قدرتها على الاستمرار، وبناء إنسان متلق يتابع أعمالها، لافتا إلى أن دار الآثار لها التفاتة آسرة نحو أدب الطفل، والذي يساهم في تربية الأجيال. الثقافة الكويتية من جانبها، بدأت الشيخة حصة الصباح حديثها بالتأسف على أنها لم تؤلف كتابا أو ترسم لوحة أو تكتب قصيدة شعر، رغم اهتمامها بالثقافة، مشيدة بنجوم الثقافة الكويتية الذي أثروا الحياة الثقافية والأدبية في الكويت. واستذكرت صامويل هنتنغتون مؤلف كتاب "صدام الحضارات"، حيث أشارت إلى أنه قبل إصدار هذا الكتاب أصدر كتابا عن العلاقات الثقافية والاجتماعية التي تربط بين غانا وكوريا الجنوبية، وعاد بعد 30 عاما ليكتشف أن الفرق شاسع، وعزا ذلك إلى الثقافة. ولم يغب هذا الوعي أيضا عن الأمم المتحدة، بل إن "يونسكو" أنشأت اللجنة الدولية للتنمية والثقافة، وحاولت أن تبحث عن تأثير الثقافة في الاقتصاد، والحياة الاجتماعية. وقالت الشيخة حصة: منظومة الثقافة لديها مكوناتها الظاهرة، وهي الشواهد المرئية، ومجمل المنتج الفني. وأضافت أن هناك مكونات أكثر أهمية، وهو المرتكز الأساسي غير المحدود الشامل، وهو العادات والتقاليد والقيم، وهذه الحزمة من القيم التي تشكل الوعي في المجتمع، لذلك نرى أن الثقافة تتألف من طبقات وهي الأنماط السلوكية، والمنتج الثقافي، ونقدر أن نلمسها ونراها، وتعطي كل مجتمع خاصيته الثقافية. وتابعت: لكن المرتكزات القوية للثقافة تأتي في منظومة القيم، وتلك القيم والعادات والتقاليد، والعلاقات العائلية متجذرة في المجتمع، والأعمق من ذلك هو الرؤية الكلية التي يبحث المجتمع دائما عن مرجعية لها. وأكدت الشيخة حصة أن الثقافة هي السبيل إلى التنمية، وأطلقت عليها مسمى الـ "سوفت وير"، والتي من دونها لن يعمل أي شيء في هذا البلد. دور الثقافة وعن دور الثقافة تقول الشيخة حصة إنها تساهم في التوعية وتحفظ التراث، وتضبط حركة المجتمع. أما عن الأمراض التي أصابت الثقافة العربية، ومن بينها الثقافة الكويتية، فقالت إننا نسينا تراثنا ولم نحافظ عليه، كما أصبنا بالتجزئة والتقطيع والإقصاء، بحث أصبح لدينا جزء من تاريخنا مفقود ونتجاوزه، حتى في وزارتنا، فلا توجد تراكمية وتتابعية، وتراكم الوعي فقدناه. كما أشارت إلى أنه أصبحت لدينا ثقافة القول بدل ثقافة العمل، وثقافة ردة الفعل بدلا من الفعل، وأصبحت لدينا ثقافة النقل بدل ثقافة العقل، وازدهار صناعة الفتوى، بينما اضمحلت مساحة التفكير، وانتشرت ثقافة الغيبيات بدل ثقافة العقليات، وأدت إلى نوع من التزعزع في المجتمع، وتركت مساحة للظلام، فوقع الإنسان العربي عامة والكويتي مسكونين بقضية المؤامرة، وهذا الخوف أننا دائما مستهدفون لتدميرنا، ومع ذلك نستمر في هذا الوهم، لذلك هناك ضرورة ملحة لتحرير الثقافة العربية من هذه الأمراض، وعلى المثقفين تحمل نصيبهم من المسؤولية، مطالبة بأن يبدأ كل مثقف بنفسه أولا. وردت الشيخة حصة على أسئلة أعضاء الملتقى، فقالت إنها لم تتعرض لأي انتقاد من التيار الديني سوى مرة واحدة، بسبب محاضرة عن ابن عربي، بينما تحدثت عن الجانب الشخصي في علاقتها بالآثار، وأرجعت الفضل إلى زوجها الشيخ ناصر صباح الأحمد، قائلة إنه كان السبب وراء هذا الشغف المعرفي بالآثار، مشيرة إلى أنهما في البداية كان هدفهما التعريف بالمقتنيات، ثم اكتشفا أن عرضها كان بمنزلة اكتشاف للذات أولا، وعن إتاحة أرشيف الدار، قالت إن الأرشيف تتم إتاحته على اليوتيوب حاليا. ليلى العثمان: محبطة... والمؤسسات الثقافية بليدة في المداخلات التي أعقبت كلام الشيخة حصة، قال رئيس لجنة أصدقاء الدار بدر البعيجان إن الدار تقدم جرعة ثقافية للكبار والصغار، كما أن ما تقوم به من معارض حول العالم يساهم في إيصال مفهوم الثقافة الإسلامية إلى العالم، وأضاف أن الشيخة حصة هي العمود الفقري لهذه المؤسسة الثقافية. من جهته، قال الأديب عبدالله خلف إن كل شيء دمر في الكويت عام 1990، لكن الغزو لم يستطع تدمير الثقافة الكويتية، مؤكدا أن أهم ما فعلته الكويت كان الاستثمار في الثقافة. أما الأديبة ليلى العثمان فقالت إنها تشعر بالإحباط من الوضع الثقافي الكويت، واصفة المؤسسات الثقافية بالبليدة، ومؤكدة أن "البلد يحتاج إلى رجال مثل الرواد الذين صنعوا نهضة الكويت الثقافية في الخمسينيات والستينيات".

مشاركة :