«الخارقون» .. خدعة أم حقيقة؟

  • 2/24/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن كان ضليعا في ألعاب الخفة والخداع، قرر الشهير "جيمس راندي" عند بلوغه الستين ترك ألعابه السحرية التي خدع بها جمهوره طويلا، والتفرغ للتحقق من مصداقية مُدعي القدرات الخارقة، ونذر نفسه لذلك وألف عديدا من الكتب في الموضوع نفسه، ورصدت مؤسسته جوائز مالية وصلت إلى مليون دولار لمن يثبت قدراته ويخضعها للتجربة والدراسة. وأحد هؤلاء الذين خضعوا للاختبار الطبيب الأمريكي "آرثر لينغتين" الذي اشتهر برؤيته الميكروسكوبية، فلديه قدرة عجيبة على رؤية أخاديد الأسطوانات الموسيقية (التي تشبه السي دي اليوم) وتفسيرها في أقل من ثانيتين؟! فبنظرة فاحصة في أقل من ثانيتين على الأسطوانة يستطيع أن يتعرف على الجزء المحملة عليه القطعة الموسيقية وطولها وأماكن التوقف فيها، وحتى التعرف على مصدر الأسطوانة من خلال نوعيتها التي يستحيل التعرف عليها إلا بأجهزة تكبير خاصة!! وجرى اختبار قدرته عام 1982 أمام راندي. وهذه القدرة ادعتها في ثلاثينيات القرن الماضي طبيبة الأسنان الألمانية "فيرونيكا سايدر" فقد كانت تملك قوة إبصار أكثر بـ 20 مرة عن المعدل الطبيعي للرؤية فرؤيتها التلسكوبية مكنتها من تمييز الأشخاص على بعد كيلو مترين وكذلك ادعت رؤية الخلايا الضوئية الحمراء والخضراء والزرقاء التي تشكل الصورة على التلفزيون الملون!! وسجلت رقما قياسيا في كتاب جينيس للأرقام القياسية عام 1972. إن قدراتهم جعلتهم أشبه بأجهزة دقيقة تمشي على رجلين! أما الأغرب فهو تمكن "كودا بوكس" من الرؤية بوضوح وهو معصوب العينين بشكل محكم بعد وضع قطعتين معدنيتين على عينيه، ووصف بأنه "رجل أشعة إكس"، فقد كان يقرأ الكتب ويخبر جمهوره بما يحملونه معهم داخل جيوبهم وحقائبهم وهو معصوب العينين وكأن عينيه تمتلكان أشعة إكس تخترق الحواجز! حتى أنه في يوم ما قاد دراجته معصوب العينين في وسط التايم سكوير المزدحم في نيويورك وعبر بسلام!! وأخيرا ظهر "الفتى القط" وهو صبي صيني يستطيع أن يرى بوضوح في الظلام الدامس وتتوهج عيناه الزرقاوان في الظلام مثل القطط، وشخصت حالته على أنها طفرة جينية جعلت عينيه أكثر حساسية للضوء. فهل هم مجرد مخادعين ومحتالين أم أنهم يمتلكون قدرات حقيقية خارقة وخارجة عن المألوف؟ أم هي طفرات جينية متقدمة على الجنس البشري؟ أم نتيجة تدريب مستمر وطويل، حيث بإمكاننا زيادة قوة حدة الإبصار بعدة طرق مجربة، ولكن هل ستصل إلى 20 ضعفا كما حدث مع الطبيبة الألمانية؟! إن أقصى ما وصلت إليه القدرات البشرية حتى اليوم هو زيادة قوة الإبصار حتى تصل إلى ثلاثة أضعاف تقريبا، حيث أعلن فريق علمي أمريكي ــ سويسري عن قرب إنتاجه عدسات لاصقة تعمل بنظام إل سي دي ستزيد من حدة الإبصار، ويبقى دائما.. فوق كل ذي علم عليم.

مشاركة :