أجمع خبراء سياسيون أوروبيون أن جولة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى اليابان تأتي في توقيت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تحولات جذرية ربما تكون الأخطر التي تواجهها، وتأتي هذه الزيارة إلى اليابان بالتحديد في إطار سياسة المملكة لإقامة أفضل علاقات سياسية واقتصادية مع الدول الأخرى وخصوصا الآسيوية. وفي هذا الإطار صرح البرفيسور د. أودو شتاينباخ الخبير في الشؤون الاستراتيجية للشرق الأوسط ورئيس مركز الشرق الأوسط بمعهد هومبولدت فيادرينا في برلين لـ«عكاظ» أن زيارة ولي العهد إلى اليابان تدل على بعد نظر الدبلوماسية السعودية في ضوء كسب علاقات إقليمية ودولية جديدة يكون لها رد فعل إيجابي على المدى الطويل. وقال إنه يراقب التحولات التي تشهدها المنطقة، لذلك فإن المملكة تدرك أهمية تجديد علاقاتها مع الدول الآسيوية، معتبرا أن توجه المملكة لطوكيو يأتي في ظل هذا التفهم السعودي لفتح قنوات دبلوماسية ذات أبعاد هامة ليس فقط للسعودية وإنما لمنطقة الخليج ككل. وبسؤاله على مدى تأثير الزيارة على التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط قال إن اليابان مثل جميع الدول الصناعية الكبرى لها وزن خاص في التأثير على القرارات الدولية رغم أنها دولة غير عضوة دائمة في مجلس الأمن. وأضاف أنه من هذا المنطلق يرى أن التقارب السعودي الياباني وفتح قنوات اتصال دبلوماسية سياسية مكثفة سيكون له على المدى المستديم تأثيرا في اتخاذ قرارات فعالة في أمور تتعلق بالشرق الأوسط والأمن والسلم. لافتا إلى الدور السعودي السياسي على المستوى العالمي خصوصا أنها عضو فاعل في مجموعة الـ 20 الاقتصادية. من جانب آخر، رأت الخبيرة في شؤون آسيا واليابان الدكتورة ألكسندرا زكاكي الباحثة في المعهد الألماني للعلاقات الدولية والأمنية في برلين أن اليابان ولا سيما بعد انتهاء الانتخابات التشريعية في ديسمبر 2012 يحتاج إلى تفعيل العلاقات الاستراتيجية والسياسية لتقوية مركز الدولة التي تحاول جاهدة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة. وقالت إن الزيارة تأتي ليس فقط في توقيت هام للمملكة، وإنما أيضا هي زيارة هامة لليابان نفسه ولها تأثير على اليابان إيجابي وربما يحقق مزيدا من التفاعل في اتخاذ قرارات تنطوي على تفعيل سياسة السلم والأمن التي تعاني من تدهو ملحوظ. وأضافت في تصريحات لـ«عكاظ» أن الفترة القادمة التي ستشهد تبادل زيارات بين مسؤولين من الجانبين ستنمي العلاقات بين البلدين وتحرك توازنات جديدة وفاعلة في المنطقة العربية وفي شرق آسيا، مشيرة إلى أن اليابان هي الدولة المستفيدة أولا من هذه الزيارة، وليس فقط المملكة، لافتة إلى أن اليابان تعاني من فجوة سياسية ويبحث عن تحالفات جديدة تمكنه من مواجهة الاهتمامات الدولية بالصين، فضلا عن كارثة فوكوشيما التي أثرت على اليابان سياسيا واقتصاديا. وأشارت زكاكي إلى أن التحرك السعودي والزيارة إلى اليابان، تصب في المصلحة الاستراتيجية والأمنية وستنعكس نتائج هذه الزيارة على المستوى القريب بين البلدين.
مشاركة :