يهبط اللون الأخضر على اللوحة، يمنحها الحياة. ينهمك الفنانون التشكيليون السعوديون في رصد سيرة اخضرار يتنامى منذ تأسيس بلادهم على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. يمسكون فرشاة المحبة كأنهم ينتزعونها من أضلاعهم، ويبدؤون في تحديد ملامح وجهة الرحلة التشكيلية باللون الأخضر. يقول الفنان صالح سالم «حب الوطن يختمر في ذات الفنان، ويمضي إلى أقاصيه، ويتغلغل في خلاياه»، مضيفاً أن «الوطن بلونه الأخضر ينحاز إلى الحياة، أتخيله شجرة لا يمكن أن تتخشب يوماً ما، إنه وطن ينمو ويثمر، ويغدق على البشرية كرمه»، ويؤكد صالح أن «المملكة تمتدّ خيراتها إلى كل بقاع الأرض، لذلك أكرّس أياماً قبل يوم الوطن كي أستطيع التعبير عن محبة كبيرة في قلوب المواطنين والمقيمين». فيما يشير الفنان طه الصبان إلى أن «الفن وسيلة تعبير عن المحب الذي يسكن أبناء الشعب، ونحن كفنانين نحاول أن نقارب بين شعورنا الداخلي والحب الكبير الذي نحمله لهذا الوطن الفسيح، وكيف يمكننا أن نجعل المتذوق يرى قلوبنا في اللوحة قبل ألوانها وموضوعاتها». بينما يعبر الفنان ضياء عزيز عن هاجس الفنان عند رصد اللوحة «شعور لا يمكن أن يختزله لون، أو تحدده المنحوتات، لكننا نسعى كالشعراء إلى التعبير عن محبتنا، وهواجسنا، وكيف يمكن لنا أن نجعل من هذه اللوحة وسيلة للتعبير، وهاجساً يبقى على أبدية الزمن أن هذه البلاد لا تزال ذات خير على العرب والمسلمين والبشرية كافة، فالموضوعات كبيرة، ولا يمكن أن تحددها فقط في جنود ضحوا بأرواحهم من أجلها، أو مساعدات إنسانية في كل بقاع الأرض، أو نصرة المظلومين».
مشاركة :