بيروت: هدى الأسير رغم حداثة عهدها في التمثيل، وهي أصلاً متخصصة فيه، لكن الفنانة الشابة جويل داغر اختارت استراتيجية واضحة لتحقيق أهدافها الفنية والوصول إلى الجمهور العريض من خلال أعمال تضع اسمها على قائمة نجوم الشاشة الصغيرة. جويل التي ظهرت في رمضان الماضي من خلال مسلسلي الحرام ووين كنتي، تتحدث في هذا الحوار عن أعمالها والدراما اللبنانية. } هل توقعت انقلاباً في الدراما اللبنانية لتنافس الدراما العربية كما حدث في رمضان الماضي؟ بالتأكيد، خصوصاً بعدما ظهرت ملامح هذه الظاهرة رمضان ما قبل الماضي، مع بعض المسلسلات مثل قلبي دق وأحمد وكريستينا اللذين حصدا نسبة مشاهدة عالية. لذلك لم يكن مُستغرباً أن نُنافس هذا العام في مسلسل وين كنتي الذي جاء متكاملاً في النص والإنتاج والتمثيل والإخراج، وقصة الحب التي تمت معالجتها بالإضافة لقصص من صميم الواقع اللبناني. ولذلك احتل صدارة المسلسلات التي عُرضت في رمضان الماضي، وكذلك حال مسلسل مش أنا. وتلك نماذج كافية تؤكد أن المسلسلات اللبنانية باتت تلاقي إقبالاً متزايداً، ربما بسبب الخلطات العربية غير المقنعة في كثير من هذه الأعمال. } ولكن لابد من الاعتراف بأن الأعمال العربية المشتركة ساهمت في نهضة الدراما اللبنانية؟ أفادت الممثل اللبناني خصوصاً دون أي تنكر للدراما اللبنانية التي حققت حضوراً ملحوظاً في السنوات الأربع الأخيرة. لقد بات الجمهور واعياً بما فيه الكفاية، والدراما تحولت إلى إنتاجات ضخمة وإن كان ينقصها التسلسل الدرامي الموضوعي وغير الدخيل. } لماذا غابت المسلسلات الكوميدية في الفترة الأخيرة برأيك؟ كتابة النص الكوميدي صعبة جداً. ليس بين الكتاب من يجيد هذا الإبداع، ولا أيضاً بين المخرجين، لكن هذه الندرة لا تنفي وجود بعض المحاولات الجادة في هذا المجال مثل منى طايع وكميل سلامة وكارين زرق الله الذين برزوا في هذا المجال. } تجدين نفسك في الكوميديا؟ بصراحة، لم يُعرض علي دور كوميدي حتى اليوم. إنما في العموم ليس لدي مشكلة في هذه الأدوار، المهم أن أجد النص والشخصية المناسبين، فلا أتصنع الشخصية إنما ألعبها على طبيعتها. } بعيدة اليوم وإلى حد ما عن الشاشة لماذا؟ لابُد من أخذ قسط من الراحة بعد الجهد الذي بذلته في تصوير مسلسلي الحرام ووين كنتي. بالإضافة إلى أنني بدأت أتبع استراتيجية معينة في الظهور، تقضي بأن يكون هناك مسافة بين عمل وآخر. } ولكنك ما زلت في مرحلة ترسيخ الانتشار؟ أعتقد بأنني قطعت هذه المرحلة. أرفض أن تحترق صورتي أمام المشاهدين، بالإضافة لتمهلي في إيجاد النص المناسب، إلى عوامل كثيرة أخرى يجب أخذها بالاعتبار. } اختلفت شروط قبولك للأعمال عن الأمس؟ بالتأكيد. بالأمس كان هدفي الانتشار، اليوم أصبح تركيزي على العمل كاملاً وخصوصاً على الإخراج. أنا على قناعة بأن مخرجاً فاشلاً لن يصور عملاً ناجحاً. مهما كان الممثل قوياً وموهوباً سيفشل، لأنه قد يمر في أماكن يمكن أن يُفلت منه الدور إذا لم يجد من يوجهه بشكل صحيح ليتمكن من إيصال الفكرة المكتوبة. } هل توافقين العمل بإدارة مخرج سوري أو مصري في عمل لبناني؟ بالتأكيد. هذا لا يعني أنه ليس لدينا طاقات وإبداعات إخراجية لبنانية. في كل مكان في العالم هناك الجيد وهناك الرديء وما بين الاثنين. } بعضهم يرى أن توقيع مخرج سوري على عمل لبناني قد يُفقده شيئاً من خصوصيته كما حصل مع سيف الدين سبيعي الذي واجه انتقادات كثيرة في إخراجه مسلسل ديو الغرام؟ شخصياً أحب سيف الدين سبيعي جداً. أعرف ماذا حصل معه في مسلسل ديو الغرام وأنا لم أُشارك فيه. إنما لا يمكن أن ننكر أنه مخرج مبدع، قدم أعمالاً سورية رائعة. في النهاية ما من أحد معصوم عن الخطأ. } أين تصل طموحاتك في عالم الدراما، وهل يمكن أن تخرجي من الدائرة المحلية اللبنانية؟ كل شيء وارد، لقد تلقيت عروضاً للمشاركة في أعمال عربية مشتركة، لكن انشغالاتي حالت دون ذلك، وخصوصاً ارتباطي بعقد احتكار مع شركة مروى غروب، إنما بعدما انتهت مدة العقد، أصبحت حرة في خياراتي وأعمالي. } هل أنتِ جاهزة لأداء عمل بغير اللهجة اللبنانية؟ طبعاً، حاضرة وبقوة، لا مشكلة عندي في التحدث بلهجات أخرى، خصوصاً أن كل عمل يتطلب التحضير والتدريب له سلفاً. } هل يمكن أن تقدمي سيرة ذاتية، وأية شخصية تتمنين أداءها؟ أحب أداء شخصية الراحلة سعاد حسني، أو أسمهان والأميرة ديانا، تشدني الشخصيات التي يلفها الغموض. } وإذا عُرض عليكِ دور باللغة الفصيحة؟ لا مشكلة لدي في ذلك، ففي الجامعة كنا نؤدي أدواراً باللغة الفصيحة، وكذلك تحدثت الفصيحة في مسلسل مجنون ليلى حيث جسدت شخصية فتاة مغرمة بشاب يرفضه أهلها فأقدم على الانتحار. } وهل تبادرين على الانتحار إن فشلت في الحب؟ بالتأكيد لا.. الانتحار ضعف وعدم ثقة بالنفس وقلة إيمان. } أين أنتِ من السينما اليوم؟ عندما كنت بصدد تصوير مسلسل الحرام عُرض علي فيلم سينمائي ولكنني لم أستطع قبوله، لأنهم طلبوا مني التفرغ نحو 25 يوماً متواصلة لتصويره، في وقت كنت أصور فيه مسلسلين بمعدل ثلاثة أيام للمسلسل الواحد أي ستة أيام في الأسبوع.. إن عرض علي اليوم نص جديد، لن أتردد بقبوله، لأن التجربة السينمائية جميلة جداً ومختلفة عن الدراما. } وماذا عن التقديم؟ الفكرة واردة، ولكن ليس في المدى المنظور. أفضل حالياً التركيز على التمثيل.
مشاركة :