مر 86 عاما من نجاح معجزة توحيد أراضي شاسعة سواحل وهضاب وجبال وواحات بصحار ممتدة, على مساحات ممتدة يستغرق الوصول من طرف منها إلى طرف آخر أياما إن لم يكن أسابيع على ظهور الجمال. حلم المؤسس كان حلم شاب طموح عازم حازم, أصر أن يراه يتحقق.. و فعل.. ونعيشه اليوم دولة مؤسسات متحضرة تسعى إليها كل شعوب وقادة الدول بكل احترام وتقدير. وبعد 86 عاما عبر 6 عهود تواصل فيها التطور والعبور في مسيرة تنموية رائعة من التأسيس والبناء وحماية المنجزات و الحدود والرفاه إلى تصدر قيادة وحماية الجوار الإقليمي, يحق لنا أن نحتفل بيومنا الوطني عيدا يستحق الاحتفاء منا جميعا صغارا وكبارا.. رجالا ونساء. لم تكن مسيرة خالية من الجهد والعناء.. فليس الانتقال سهلا من ثقافة القوافل ورحلات الصيف والشتاء شمالا و جنوبا و شرقا وغربا, وعرف الغزو المتبادل بين القبائل, إلى ثقافة الاستقرار والتعليم والعولمة والنفط والسياسة الخارجية والتجارة الدولية والحوار مع العالم وحضاراته ومراكز صناعاته. وليس صعبا تفهم الصدمة الحضارية التي ولدت ردود الفعل المتخوفة و المتوجسة بدءا بادعاءات الفكر الجهيماني ومحاولة الردة واحتلال الحرم المكي وتسيد التشدد.. ولا التصدي المقابل لها وللفكر الخميني المتشبث بحلم استعادة أمجاد امبراطورية فارسية بائدة. ولم تكن مجرد معاناة تغيير فكر البسطاء وهم يغيرون رؤيتهم للحياة لتستوعب منجز حضارات الآخرين, بل كانت مشاركة على مستوى التفاعل بنبض الحياة وتسارع المستجدات التقنية حتى أرسلنا أول رائد فضاء عربي مسلم يشارك في رحلة تاريخية عايشناها, وبعضنا ما زال وقتها مقتنعا أن الأرض ليست كروية بل مسطحة ممتدة الأرجاء. الحمد لله على قيادة حازمة عاقلة استطاعت التعامل مع كل التطورات الإيجابية والسلبية بهدوء وحكمة مطلوبة لاستدامة الدولة الفتية. اليوم تتطور رؤية القيادة بنفس توجه الإصرار المصيري والحزم والعزم مضاء بمعطيات العلم لنركز على حماية المستقبل ومواصلة التحرك الإيجابي في مسيرة البناء والنهضة المستدامة. أهنئ أنفسنا بالروح الريادية التي استمرت منذ حقق المؤسس عبد العزيز حلمه ليبني وطنا.. وأدعو الله أن تظل تضيئ الطريق إلى المستقبل ليحتفل أحفادنا كما نحتفل اليوم برؤية ومنجز أبنائه وأحفاده. كل عام وأنت بخير يا وطن الخير.. وكل عام وعزك مستدام.
مشاركة :