وجدت دراسة نشرت حديثاً أن تركيبة الأحياء المجهرية بأمعاء مرضى العناية المركزة بالمستشفيات تختلف كثيراً عن تلك الموجودة بأمعاء الأصحاء. قام الباحثون بتحليل الأصناف الميكروبية بمعى مرضى العناية المركزة وبأفواههم وبالجلد لديهم، ووجد أن لديهم خللا بالتوازن البكتيري خلال فترة تواجدهم بالمستشفى كما أن لديهم فقرا بأعداد أحد الميكروبات الهامة للصحة والمعروفة بـالمتعايشة ولديهم زيادة بأعداد السلالات الممرضة والتي ربما تتسبب في الإصابة بحالة تعفن الدم أو فشل الأعضاء وربما تؤدي إلى الوفاة، وتظل أسباب سلامة الأمعاء أو مرضه أمورا لم يكشف عنها بعد ومع ذلك فإن الباحثين يعتقدون بأن الأمراض التي تتطلب تواجد المريض بغرفة العناية المركزة ترتبط بتراجع أعداد البكتيريا الهامة لصحة الإنسان، ولاحظ الباحثون أن التراجع كان كبيراً بأعداد السلالات النافعة؛ وأجرى الباحثون تجارب مخبرية بهدف التوصل إلى تدخل غذائي يحسن من صحة المرضى من تلك الفئة، ويشيرون إلى أن العلاجات المستخدمة هي المضادات الحيوية وعلاجات الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، ويؤدي سوء التغذية إلى تراجع أعداد البكتيريا النافعة بالجسم، ويساعد التوصل إلى كيفية تأثير تلك التغيرات في صحة المريض ربما يقود إلى تطوير طريقة للتدخل لاستعادة التوازن البكتيري والذي يؤدي بدوره إلى وقاية المريض من العدوى المهددة للحياة. حلل الباحثون أعداد المجموعات البكتيرية بالعينات المأخوذة من الجلد والبراز والفم من 115 مريضا بالعناية المركزة بمستشفيات متفرقة وذلك خلال الـ48 ساعة الأولى من دخولهم المستشفى ومرة أخرى بعد مرور 10 أيام مع تسجيل الغذاء الذي كانوا يتناولونه والعلاجات المستخدمة ونوع العدوى، وتمت مقارنة البيانات مع بيانات مجموعة من الأصحاء سجلت أثناء مشاركتهم في المشروع الأمريكي لبيانات القناة الهضمية (مشروع حاشد يهدف إلى تمييز الأنواع الميكروبية بجسم الإنسان)، وصدر التقرير بأن عينات المرضى ظهر بها انخفاض بمعدلات بكتيريا فيرميكوتس والعصوانية، وهما أكبر مجموعتين ميكروبيتين بالأمعاء، كما وجد أن أولئك المرضى لديهم وفرة ببكتيريا المتقلبات والتي تتضمن كثيرا من مسببات الأمراض؛ وأبدى العلماء الدهشة حيال ذلك التغير السريع بالتركيبة البكتيرية الذي يطرأ على مرضى العناية المركزة، ويرون بإمكانية متابعة تلك الميكروبات كعلامة تكشف عن المشاكل الصحية للمريض ومدى قابليته للإصابة بالمرض قبل تعرضه له.