لا شك أن تناول الطعام مع رضيع لا يتجاوز عمره العام الواحد يعتبر مهمة تحيطها الفوضى، حيث يكون الطعام الواصل للأرض أكثر عن ذلك الواصل لفم الطفل، لذلك قامت دراسة بالبحث عما يشد انتباه الطفل في طاولة الطعام أثناء تناوله للطعام، في محاولة لإيجاد طرق تجعل تلك اللحظات أقل عبئاً على الأم. جاءت هذه الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة كورنيل في نيويورك، ضمن أبحاث متزايدة فرضيتها أن الأطفال يفكرون بطرق أكثر تطوراً حتى وإن كان الأمر بسيطاً، واستخدم الباحثون عاملا متعارفا عليه في مجال علم نفس النمو، وهو أن الطفل يحدق لفترة طويلة في الفعل أو الشيء الذي يكون بعيداً عن عالم توقعاتهم، فالطفل يكون حساساً تجاه الثقافات التي تدخل على حياته مبكراً وعندما يشاهد شخصاً يتناول طعامه فإنه لا يتعلم فقط ماهية الطعام بل يتعلم ثقافات أخرى تتعلق بالأمر وربما يبدأ بالمقارنة بين طريقته هو في تناول الطعام وطريقة الشخص الذي بجانبه. استعان الباحثون بمقاطع فيديو عرضت على 200 طفل في عمر عام واحد وتحتوي تلك المقاطع على أشخاص وما يفضلونه أو لا يفضلونه من الطعام، ولاحظ الباحثون أنه عندما يشاهد الأطفال شخصين بالفيديو يتحدثان اللغة نفسها أو يتعاملان كأصدقاء فإن الأطفال يتوقعون أن هذين الشخصين يفضلان الطعام نفسه، وعندما يشاهدون شخصين مختلفين في اللغة ويبدو انهما غير صديقين فإن توقعات الأطفال تكون أن كل واحد من هذين الشخصين سوف يفضل طعاما مختلفا عن الآخر، ولكن من ناحية أخرى فقد لوحظ أن الطفل الذي يعيش وسط عائلة تتحدث لغتين يتوقع أن الشخصين اللذين يتحدثان لغتين مختلفتين يمكن أن يفضلا الطعام نفسه وربما يعود ذلك إلى أن الطفل يرى فردين من عائلته يتحدثان لغتين مختلفتين ويفضلان الطعام نفسه، ومن الملاحظات الأخرى التي رصدها الباحثون هي أن الطفل عندما يشاهد شخصا يتصرف باشمئزاز بعد تناول طعام معين فإنه يتوقع أن الشخص الآخر سوف يقوم بنفس السلوك حتى وإن كان من ثقافة مختلفة. ويلخص الباحثون تلك النتائج قائلين إن الإنسان لا يختار طعامه منعزلاً عن الآخرين وإنه يختار طعامه كخيار اجتماعي أكثر من كونه خيارا غذائيا، وربما تساعد تلك النتائج المختصين في مجال الرعاية الصحية والذين يودون تغيير العادات الغذائية غير الصحية لدى العامة، أما الأم فإذا كانت تطعم طفلها الغذاء الصحي وتتناول هي ومن حولها الوجبات السريعة فإن ذلك يدل على أنها هي نفسها تتعلم اختيار طعامها من خلال تجاربها الاجتماعية. المضاد الحيوي يرتبط بتحسس الطفل الغذائي يُلجأ إلى علاج الطفل بالمضادات الحيوية عند تعرضه للعدوى البكتيرية التي تشكل في معظم الأحيان مهدداً لحياته إن لم يتم العلاج، وفي الوقت ذاته فإن ذلك النوع من العلاج له آثار جانبية سيئة ربما تتدخل بما يتعرض له الطفل لاحقاً من حالات مرضية. تقول دراسة حديثة من جامعة جنوب كارولينا، إن علاج الطفل بالمضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من عمره يزيد من خطر إصابته بحالة التحسس الغذائي، وبالرغم من أن الدراسة لم تخُض في الكشف عن الأسباب وراء ذلك إلا أن الباحثين يعتقدون بأنها ربما تعود إلى التغير بالتركيبة الميكروبية بالأمعاء بسبب المضادات الحيوية، وقد اقترحت دراسة سابقة أن تغير التركيبة الميكروبية في مرحلة مبكرة من العمر أمر ذي آثار سالبة على الصحة وهو ما تقوم به المضادات الحيوية وربما تتسبب في عدد من الحالات المرضية كالبدانة والربو؛ كما أشارت دراسات سابقة منفصلة إلى أنها تغير من التركيبة الميكروبية بطريقة تجعل الطفل يتحسس من بعض أنواع الأغذية وذلك ما دعا فريق البحث إلى التحقق من مدى تأثير استخدام المضاد الحيوي خلال العام الأول من عمر الطفل في زيادة خطر إصابته بالتحسس الغذائي، واستخدام الباحثين البيانات الطبية وتحديد 1,504 أطفال ولدوا بين عامي 2007 و2009 ممن يعانون على الأقل نوعا واحدا من التحسس الغذائي ومطابقة بياناتهم مع 5,995 طفلا لم يتلقوا العلاج بالمضاد الحيوي (المجموعة الضابطة)، ووجدوا أن الأطفال الذين عولجوا بالمضادات الحيوية في عامهم الأول كانوا عرضة للتحسس الغذائي أكثر بـ1.21 مرة مقارنة بالمجموعة الضابطة؛ وأكثر من ذلك فإن قابلية الإصابة بحالة التحسس الغذائي تتناسب طردياً مع عدد الوصفات الطبية للمضاد الحيوي التي تلقاها الطفل، فالطفل الذي تلقى 3 وصفات طبية كان أكثر قابلية للتحسس الغذائي بـ1.31 مرة، ومن تلقى 4 وصفات طبية كان عرضة لتلك الحالة المرضية بـ1.43 مرة، و5 وصفات طبية أو أكثر زادت من القابلية بـ164 مرة، وارتبطت بعض الأنواع من المضاد الحيوي بدرجة أكبر من غيرها بالتحسس الغذائي وظلت النتيجة ثابتة حتى بعد الأخذ في الحسبان لعدد من العوامل الخارجية كالرضاعة الطبيعية، والربو، والاكزيما، وعمر الأم عند الولادة، ومكان الإقامة.
مشاركة :