اضحك مع من ضحك

  • 9/27/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حاصرني الزملاء بمقال لا أدري من كتبه, لكنه يستحق أن يقرأ من قبل كل من يعيش في عصر الاختلاف الشديد الذي نعيش فيه. نحن في وقت يشتد فيه الاختلاف والخلاف ويتحول الناس إلى أعداء بسبب وجهة نظر حتى لكأنك تجد في المجتمع شروخا في الأسرة الواحدة بسبب هذا الاختلاف. الإشكالية التي يحدثها الخلاف تنطلق لتؤثر في العلاقات وتوجد «أسافين» داخل العائلة الواحدة. هنا نلاحظ أن المجتمع الذي لم يتعود على هذا الكم من الاختلاف والتغيير السريع في المفاهيم والمبادئ أصبح يتقبل أمورا لم تكن معتادة في الماضي, تجد صغار السن يتطاولون على الكبار بألفاظ وسلوكيات لم نتعودها. نجد اليوم فرصة للتفاعل مع كل أطياف ومستويات المجتمع وهذا يسمح للكل بالحوار, يسمح للتلاسن ليبلغ أشده. لم تعد هناك حصانة لأحد, بل إن الكبار – مع الأسف – فقدوا قدرتهم على ضبط النفس والتعامل الذي يستوعب المخالفين, ما يجعلهم عرضة للأذى اللفظي والجسدي في بعض الأحيان. ليس هناك من يمكن اعتباره بعيدا عن هذه الحالة, حتى أولئك الذين ظنوا أنهم فوق مستوى النقد والتقصي والتسقط, لا بد أن يتقبلوا الحالة الجديدة ويبتعدوا عن الحساسية المفرطة. أذكر أنه في الأيام الماضية, أخطأ أحدهم في لفظ فاستخدم كلمة غير ملائمة للوضع الذي هو فيه. تسلّم المتواصلون اجتماعيا تلك السقطة, وأصبحت مادة للتندر. الشيء الغريب أن محبي الرجل احتدوا وغضبوا وألفوا القصائد في مدح الرجل وذم كل من تبادل تلك المقاطع بل واتهموهم بما ليس فيهم. كل هذا هو نتيجة تقديس الأفراد بما هم عليه وما ليسوا عليه من المراتب والمكانة الاجتماعية. أنا واثق بأنهم لو تركوا الأمر للوقت لعالجه على قاعدة “الوقت يطبب كل الجروح”. لهؤلاء وغيرهم أذكر أننا في عصر لا يمكن أن نسيطر فيه على كل الناس كل الوقت, كما أننا لا بد أن نمتلك القناعة أننا بشر وهناك من يخطئ منا, وأن نضحك من أخطائنا بدل أن نتحسس منها ونبدأ في محاربة كل من يبتسم في وجوهنا سواء كان بغرض أو لوجه الله. ثم إننا لا بد أن نذهب بعيدا عن الحساسية ونمتلك روح التقبل لكل ما حولنا وتلكم مادة المقال الذي تحدثت عنه في بدايته وسأتوسع فيه غدا بحول الله.

مشاركة :