كشف الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر عن تبني المركز واللقاء الثامن للخطاب الثقافي السعودي "وثيقة" حول التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية" ومكافحة التطرف الفكري، وقال ابن معمر إن هذه الوثيقة سترفع بعد نهاية الحوار إلى الملك لاعتماد توصياتها. وبين ابن معمر أن اللقاء الثامن الذي انطلق مساء أمس في جدة تحت عنوان "التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية" ينطلق من التوجهات السامية الكريمة التي تصب دائماً في الحفاظ على الثوابت الشرعية والوطنية للبلاد. وقال: إن الآراء التي تتداول عبر طاولة الحوار، من المؤكد أنها ستصب في ترسيخ التوجهات التي تحرص على دين البلاد ووحدتها الوطنية، وهذا ما تأسس عليه الحوار الوطني منذ انطلاقه، وكان أول هدف هو المحافظة على الثوابت الشرعية وترسيخ الوحدة الوطنية. وأوضح ابن معمر أن المجتمعين حول طاولة الحوار يعملون على تطوير وثيقة، على غرار وثيقة "نحن والآخر" تخرج من الحوار الوطني وترفع إلى المقام السامي حاملة آراء ومقترحات لترسيخ هذه التوجهات. وأشار ابن معمر إلى أن الحوار مفتوح للجميع، وهو يعزز الوسطية والاعتدال، ويكافح التطرف والتحلل، والحوار مع المتطرف والمتحلل أفضل وسيلة لمكافحة التطرف. وأجمع عدد كبير من المتحاورين أمس على أن التصنيفات الفكرية "أمر موجود" في كل الأمم، وأن وجودها أمر إيجابي ما لم تخرج من سياقها العلمي وتستهدف الأشخاص وليس الآراء وتكون من أجل تصفيات الحسابات، حيث أشار الدكتور عبدالله الزازان إلى أن هذه التصنيفات أخرجت من مجالها العلمي لـ"الشخصنة"، وقال إن تصفية الحسابات ليست جديدة على العقلية العربية، وإن الإنسان العربي تربى على الخصومة، وطالب بإيجاد حلول للقضاء على ظاهرة تصفية الحسابات عبر الانتماء لتيارات فكرية. فيما شدد مشرف كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال الدكتور سعيد المالكي على أن التصنيف يعني الثراء والتنوع، وأنه ميزة الشعوب المتقدمة، وأضاف: أن اتساع رقعة المملكة وتنوع الطيف الإنساني ساهم في وجود التصنيفات، وأشار إلى أن السلبيات تنحصر في جانب التصنيف الفكري الديني الذي يساهم في مصادرة الحقوق ورفع الواجبات، وتبني رأي الأغلبية على حساب الأقلية، فيما أكدت الدكتورة أسماء العدواني أن هذه التصنيفات مسألة صحية ولا ضير فيها إذا لم تحد عن حرمة واحترام الآخرين.
مشاركة :