استمر عندما يتوقف الآخرون!! | محمد بتاع البلادي

  • 9/28/2016
  • 00:00
  • 94
  • 0
  • 0
news-picture

• إنْ كنتَ من المهتمِّين بسِير المتميِّزين وحكاياتهم؛ فلابدَّ أنَّك قد لاحظت أنَّ كلَّ مشاوير (تميّزهم) تبدأ تقريبًا من عند النقطة التي يستمرون فيها، بينما يتوقَّف غيرهم.. هذه قاعدة شبه ثابتة، تؤكِّدها مئات القصص التي ضمَّتها أدبيات التنمية، وقواميس التربية والتدريب، لاحظ أنَّني لا أتحدَّث هنا عن (النجاح)، بل عن (التميُّز)، وهما أمران جدّ مختلفين. • يكشف الفريق أسعد عبدالكريم مدير الأمن العام الأسبق، عن واحدٍ من أهم أسباب تميُّزه الوظيفي، حين يقول إنَّه أدرك منذ بداية التحاقه بالمدرسة العسكريَّة (وهو الطالب صغير السن، ضئيل الحجم، لا يزيد وزنه عن 40 كجم)، أنَّ عليه أن يبذل جهدًا أكبر من بقية زملائه؛ لكي يعوِّض هذا النقص الجسماني، ولكي يتميَّز بينهم، وبالفعل كان يبذل مجهودًا مضاعفًا في الدراسة، والحضور، والالتزام، بل حتَّى في هندامه وملابسه التي كان يسهر الليل من أجل (كيِّها) وتصفيفها، في الوقت الذي يتوقَّف الآخرون من أجل النوم والراحة. • التميُّز مفهوم أصعب وأعلى بكثير من مفهوم النجاح. النجاح قد تأتي به رياح الصدفة المحضة أحيانًا، لكن التميُّز لا يحدث إلاَّ بفرد أشرعة التخطيط والمثابرة والاجتهاد. الناجح هو مَن يُحسن استغلال الوقت عندما يضيعه غيره، أمَّا المميَّز فهو مَن يُحسن استغلال الوقت، والموارد حين يتوقف غيره!. عندما قرر الشاب اليوناني (أرسطو أوناسيس) أن يكون أغنى رجل في العالم، لم يركن للأحلام كما يفعل الكثيرون، بل وضع لنفسه هدفًا هو أن يجمع المليون الأول، قبل سن الخامسة والعشرين، ورغم أنَّه لم يكن يملك حينها سوى 63 دولارًا، إلاَّ أنَّه هاجر للأرجنتين، وعمل في 3 وظائف، وبالفعل أصبح مليونير الخمسينيَّات المميَّز، بعد أن كان يعمل حين يتوقَّف الآخرون يائسين ومحبطين. • لا تقضِِ حياتك منتظرًا أن تنقلك (ضربة حظ) إلى صفوف المتميِّزين، بل اصنع تميُّزك بنفسك.. ‏ابذل كل يوم مجهودًا بسيطًا كي تكون أفضل منك بالأمس.. وتذكَّر دائمًا أن تعمل عملاً تستمتع به، لا لمجرد أن تتقاضى عليه أجرًا. m.albiladi@gmail.com

مشاركة :