· يبدو أن الطلاق هو أحد أكبر همومنا المجتمعية فعلاً ، فمنذ أن كتبت قبل أيام مقالة بعنوان : " لماذا ترتفع نسب الطلاق في السعودية "؟! وأنا أتلقى الكثير من التعقيبات والتعليقات وطلب المداخلات واللقاءات التلفزيونية والإذاعية .. وفي هذا دليل واضح على أن المقالة لامست جرحاً نازفاً، ومشكلة تعاني منها العديد من الأسر! . · إحدى أبرز تلك التعقيبات جاء من الدكتورعبد الكريم المطبقاني ، يطلب فيها حث المؤسسات الحكومية ذات العلاقة على القيام بأدوار أكثر إيجابية من أجل الحد من تنامي الظاهرة المقلقة .. ولأنني أشارك الدكتور نفس الرؤية وذات الآمال ،فسأعرض اليوم لأبرز تلك المطالب مع شيء من التصرف والإضافة : 1- ( المأذون الشرعي ) : يجب أن يكون همزة الوصل الأولى بين راغبي الزواج ووزارة الشؤون الاجتماعية من أجل قيام الأخصائيين بالوزارة بزيارات توعوية لراغبي الزواج، والتحدث معهم حول الطريقة المثلى لبناء أسرة على أسس سليمة. 2- (وزارة الصحة) : عليها أن لا تكتفي بفحص ما قبل الزواج .. بل يجب أن تساهم في تثقيف الشباب صحياً ونفسياً من خلال النشرات الموجهة والمحاضرات الحية والمسجلة . 3- ( وزارة التربية والتعليم ): ينتظر منها الاهتمام أكثر بالجوانب التوعوية بين النشء ، ورفع ثقافتهم ( خصوصاً في المرحلة الثانوية ) فيما يتعلق بحقوقهم وواجباتهم في الحياة بشكل عام ، وفي الحياة الزوجية بشكل خاص ، وتطبيق ذلك بشكل عملي وممارس . 4- ( وزارة الشؤون الإسلامية): عليها حث خطبائها ودعاتها على التركيز على المعاملات أكثر من العبادات (فالدين المعاملة) . 5. ( وزارة العدل ) :الحرص على الصلح ما أمكن ، والتأكد من مستقبل كل الأطراف والنظر إلى مآل الزوجات والأبناء قبل إيقاع أحكام الطلاق . 6. (وزارة الإعلام ): تقديم حلقات لرجال التربية والدين والقضاء والاجتماع وخبراء الأمن لتبيان خطورة الطلاق على الزوج والزوجة والأبناء . · الطلاق ليس قضية جهة بعينها ، بل قضية مجتمع كامل ، لذا فان علاجه يتطلب جهوداً وتنسيقاً بين كل الجهات ذات العلاقة.. كما انه - واعني الطلاق- ليس مشكلة في حد ذاته ، ففي بعض الأحيان يكون حلاً .. المشكلة تكون في التسرع وفي الطلاق الفاشل الذي يسبب تفكك الأسر وازدياد المشاكل وانتشار الجريمة والانحرافات السلوكية التي تهدد أمن المجتمعات .. وهذا ما يجب علينا التكاتف من أجل تقليصه والحد من آثاره. m.albiladi@gmail.com
مشاركة :