تُعدُّ الإنترنت من أكثر الوسائل التكنولوجيَّة استخدامًا في العصر الحالي، إذ أصبحت العنصر الأساس لمعظم الأنشطة والبرامج، كما أنَّها العنصر الأساس التي جعلت العالم متَّصلاً بعضه ببعض اليوم، كما ساهمت في نقل المعلومات بين مختلف الأماكن حول العالم بكافَّة تفاصيلها وأشكالها، كما أصبح الأفراد في معظم أنحاء العالم يعتمدون عليها في التَّواصل بين بعضهم البعض. مؤخَّرًا أعلنت إحدى شركات الاتِّصالات عن إيقاف شرائح الإنترنت المفتوح، ممَّا ساهم في اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي، مبدين استياءهم من هذا الأمر، ومطالبين هيئة الاتِّصالات وتقنية المعلومات بتوضيح موقفها من هذا القرار، خصوصًا وأنَّ خدمة الإنترنت أصبحت للبعض من أفراد المجتمع مثل الماء والهواء، فبحسب الدراسات فإن متوسط استخدام السعوديين للإنترنت يصل إلى 8 ساعات يوميًّا، كما يبلغ عدد مستخدمي تويتر أكثر من 5 ملايين مستخدم في السعوديَّة فقط. خدمة الإنترنت في العالم في تطوّر وتقدّم مستمر، سواء على مستوى سرعة نقل البيانات، أو على مستوى انتشارها، أو حتى على مستوى أسعارها، فبعض الدول تحفِّز زوَّارها بمثل هذه الخدمات، فتقدمها لهم مجانًا في الحدائق والأماكن العامَّة، بل وحتَّى في بعض المرافق الحكوميَّة، وبعض الدول تعمل على تقديم الخدمة بوسائل تقنيَّة حديثة، بعيدًا عن البدائل التقليديَّة، ومع ذلك، وعلى الرغم من بطء سرعة الإنترنت لدينا، إلاَّ أنَّ بعض الشركات تعمل على وقف هذه الخدمة عن بعض الفئات، وحصرها في فئات محدَّدة. العالم من حولنا يتقدَّم تقنيًّا، وأساس هذا التقدُّم فيه هو الاستخدام الأمثل لشبكة الإنترنت، ونحن في المقابل نتراجع ونعمل على الحدِّ من استخدام هذه الشبكة، والسبب هو تخفيض الضغط الموجود، وحصر الاستخدام في الشرائح المفوترة، بدلاً من أن نعمل على إيجاد الحلول لتوسيع النطاق، لتستفيد شريحة أكبر من المجتمع، فإنَّنا نعمل على تضييق الخدمة، وحصر عدد المستفيدين. هيئة الاتِّصالات تحتاج أن تبدي موقفها من مثل هذا القرار، فهي المنظم الرئيس لمثل هذه الخدمة في المجتمع، وهي التي تستطيع أن تساهم في تحفيز تلك الشركات لتطوير خدماتهم، بدلاً من حصرها في فئاتٍ محدودةٍ، ممَّا يساهم في تعطيل عجلة التنمية، فالإنترنت اليوم أصبحت الحاجة إليه مثل الحاجة للماء والهواء. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :