أسبوع ما قبل الإجازة المدرسية، أو ما قبل فترة الامتحانات الدراسية، هو أسبوع مغلوب على أمره، فقد تعاون على وأده بعض أفراد المجتمع، سواء كانوا أولياء أمور أو مدرسين أو إدارة مدرسة أو حتى الطلاب أنفسهم، حتى أصبح البعض يُطلق على مثل هذا الأسبوع مُسمَّى الأسبوع الميت، ففي هذا الأسبوع تجد كثيرًا من الفصول داخل المدارس غير مكتملة، بل إنك تجد في بعضها طالبًا أو طالبين فقط، كما أن بعض المدرسين يترددون في إعطاء أي دروس، لعدم وجود الطلاب، ولكنهم في نفس الوقت في حيرة من أمرهم، فهم لا يستطيعون إخطار الطلاب بإمكانية الغياب، وإن غابوا فلا يقومون بأي إجراء رسمي، لأن هذا الإجراء لو تمّ فسيشمل مجموعة كبيرة من الطلاب. الحوار بين أفراد العائلة خلال هذا الأسبوع يكون على أشده، فمنهم من يُؤيِّد الغياب ومنهم من يعارضه، ومن يُؤيِّد الغياب يُؤكِّد بأن عدد الطلاب قليل جدًا، وأن الذهاب للمدرسة لا فائدة منه، بل هو تضييع للوقت، وأن بعض المدرسين يُلمِّحون -ولا يُصرِّحون- بالسماح بالغياب، أما مَن يُعارض الغياب فيُؤكِّد بأن المسألة مسألة مبدأ واحترام للتقويم المدرسي وللدوام المدرسي، بغض النظر عن مواقف الآخرين من الطلاب أو المدرسين، فالدراسة يجب أن تستمر ولو لم يبقَ في الفصل إلا طالب واحد. القضية تحتاج منّا إلى تغيير ثقافة نشأ الجيل الحالي وترعرع عليها، وهي التهاون في حضور أيام هذا الأسبوع بحججٍ مختلفة، سعيًا منهم إلى وأد الأسبوع، وهذا الأمر يحتاج إلى حملة ثقافية كبيرة ومُشدَّدة بقيادة وزارة التعليم تُعيد الحياة لهذا الأسبوع الميت، وترفع مكانته في نفوس الطلبة والأسرة والمعلمين، وتؤكد على أن أيامه مثل باقي أيام الدراسة، بل قد تكون أهمها، إذ أنها تمثل قيمة احترام وتقدير الطلاب لآخر أيام الدراسة، سواء كانت قبل إجازة رسمية أو امتحانات فصلية. إن اللغط الذي يحصل في مثل هذا الأسبوع من غياب وتهاون في الحضور يجب أن ينتهي، ويجب أن يحافظ الجميع على الالتزام بأيام الدراسة وفق الجدول الدراسي المعتمد مسبقًا، وأن يعلم كافة فئات المجتمع أن أيام هذا الأسبوع مثلها مثل باقي أيام الدراسة الأخرى، وأن يزرعوا هذه الثقافة في نفوس الأبناء والآباء والمعلمين، ليُعيدوا لهذه الأيام الدراسية قيمتها وكرامتها. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :