نفذت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف»، خلال الفترة الماضية 26 مشروعا تنمويا إنتاجيا صغيرا ومتوسطا مدرا للدخل بالهند، للمساهمة في تحقيق الكفاية لعشرات الأسر المسلمة الفقيرة والمتعففة بقرية جغادري بمحافظة هاريانا الهندية. وتنوعت المشاريع المقدمة من مؤسسة راف للمستفيدين من هذه المشاريع، بما يتلاءم مع الطبيعة القروية الزراعية والرعوية بهذه القرية، وذلك ما بين تمليك الأبقار والجاموس والماعز، وتجهيز محلات البقالة والورش المهنية. وقد مولت مؤسسة «راف» هذه المشاريع ضمن خطتها الرامية لتحقيق التنمية الذاتية للأسر الفقيرة، كبديل عن المساعدات النقدية الدورية أو المساعدات الغذائية المرحلية، التي لا تؤدي المطلوب منها إلا لفترة مؤقتة. أشرف على دراسات جدوى هذه المشاريع واختيار الأسر الأشد احتياجا للاستفادة منها ومتابعة تنفيذها، جمعية الرشيد الخيرية شريك راف بالهند. وتولي مؤسسة راف الهند عناية كبيرة، نظرا لعدد المسلمين الضخم في الهند، فطبقا لآخر الإحصائيات فإن عدد المسلمين فيها، الذي يبلغ حوالي 255 مليون نسمة، ويعاني معظمهم من تدني الحالة الاجتماعية وحاجتهم الشديدة للدعم والمساعدة عن طريق مثل هذه المشاريع التي تساعد على تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. وتنفذ مؤسسة «راف» بالفعل مئات المشاريع الصغيرة المدرة للدخل في العديد من الدول، كبديل ثبت أنه الأنجح والأفضل سواء للأسر في نفسها أو للمجتمع ككل، فلا شك أنه بدلا من الاستمرار في تمويل حاجيات هذه الأسر من المأكل والمشرب والمسكن والعلاج وغيرها، فإن تركيز الجهد على تمويل مصدر دخل لهذه الأسر لتعول نفسها بنفسها له فوائد جمة، فللأسرة نفسها يقيها مذلة السؤال الدائم والانتظار الدوري للمساعدات الصغيرة التي قد تنقطع يوما ما، كما أنه يقيها شر الاعتماد الدائم على الغير الذي لا يغير من الوضع الاقتصادي المتردي لهذه الأسر. علاوة على أنه وبالنسبة للمجتمع فإنه من الأفضل له تحويل قطاع من الأسر التي تسودها البطالة والعوز إلى أسر منتجة، تعمل على تنمية الحراك الاجتماعي والاقتصادي، وتحصد الخير لها ولمجتمعها. وقد أحرزت هذه المشروعات ذات التكلفة الصغيرة نجاحا منقطع النظير، وساهمت في تحسين دخل هذه الأسر وتوفير ولو الحد الأدنى من الكفاية، وعالجت ظروف الشباب العائلين لأسرهم، ووفرت مشروعات اقتصادية قابلة للتنمية المستقبلية. ولا يقتصر دور «راف» على تقديم المعونة أو تزويد الأسر بأدوات الإنتاج، بل يشمل ذلك متابعة المشاريع في مختلف مراحل الإنجاز، والتدخل من أجل حل المشاكل التي تعترض المستفيدين. وتهتم مؤسسة «راف» بمثل هذه المشاريع ذات الأثر طويل المدى، التي لها بعد إنساني كبير رغم تواضع التكلفة المخصصة لها بالنسبة لعائداتها وفوائدها المستقبلية، التي تعود على الأسر الفقيرة والمتعففة في الدول التي تنفذ فيها راف مشاريعها التنموية المدرة للدخل.;
مشاركة :