الاتحاد.. و«شعرة معاوية» !

  • 3/1/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في كتابه «قصة الحضارة» يقول ويل ديورانت : «الحضارة تنشأ مع النظام والانضباط .. وتزدهر مع الحرية والإبداع .. وتنهار مع الفساد والفوضى والعنف». الأزمة في الاتحاد .. النادي العريق .. لم تعد ماذا سنفعل بالإدارة السابقة، ولا بالمتورطين في قيادة عميد الأندية السعودية إلى الهاوية .. ولكن المسألة ذهبت إلى أبعد من ذلك .. وتجاوزت الخطوط الحمراء .. ناد تحاصره العقوبات والديون . والمتسببون يسرحون ويمرحون .. ورجالات النادي يراقبون الموقف بدون حراك فعال .. وماذا سيقدم قرار لجنة تقصي الحقائق لو أن الديون المستحقة أصبحت معدومة، ولم يحصل النادي على حقوقه ؟ .. المشهد عبثي مجموعة من المنتفعين .. اقتربوا من الأضواء، وتشدقوا ببضع عبارات معسولة، معلنيين حرصهم على مستقبل النادي .. وأوهموا الشارع الرياضي بأنهم وصلوا لتطوير النادي وتنظيفه .. قبل أن تتلوث أياديهم وتخونهم خبراتهم الإدارية والاستثمارية المتواضعة .. في انتشال النادي من دوامة الأزمات. بل ( زادوا الطين بلة ) .. وعمقوا جراح العميد بصفقات مشبوهة .. وتحولوا إلى سماسرة وسال لعابهم .. وركضوا خلف الصفقات والعمولات .. ولم يدركوا أن الضحية أكبر من أن يتعرض لهذا العبث .. والآن وقد انكشف المستور .. يطالبون الرئيس المنتخب بتنفيذ وعوده، وتسديد فواتيرهم .. والمسؤول الحقيقي خارج السيطرة .. الاتحاد ياسادة يحتاج وقفة من الجميع .. ولن ينقذه من الكارثة إلا المخلصون من رجاله، وليس المفلسين .. (شبعنا) من التصريحات الجوفاء، وعبارات المواساة، والاجتماعات والتجمعات .. والتأليب الإعلامي والجماهيري . الاتحاد ياسادة رجاله شخصيات مرموقة، وهامات وأسماء تجارية لامعة في (عروس البحر الأحمر ).. فهل يعقل أن يعجز هولاء عن الالتفاف حول ناديهم ؟ .. وترتيب البيت من جديد، والخروج به من عنق الزجاجة .. أدرك تماما أنهم قادرون لو توفرت النية الصادقة .. وعادت روابط الألفة والمحبة بين الأسرة الاتحادية .. إلى متى ننتظر ؟ الوقت يداهمنا ونحن نبحث عن المذنب الحقيقي .. هل هو الرئيس السابق بثقته المفرطة في أعضاء إدارته ؟.. أم الإدارات السابقة مجتمعة .. أم صمت المنظومة الرياضية المطبق، وتحركها المتأخر بعد أن تركت الحبل على الغارب للمنتفعين يسجلون الديون ويبرمون الصفقات .. ويقبضون العمولات. الأمر هنا يختلف بين البحث عن المذنب الحقيقي، والبحث عن المذنب المباشر المسؤول عن الكارثة .. الجميع شركاء .. فدوامة الاتهامات المتبادلة لن تجني شيئا للكيان، ولن توصلنا إلى الحل المطلوب في هذا التوقيت . ولابد أن نعلن حالة الطوارئ الآن .. ونشكل لجنة إنقاذ بعدها نتفرغ لمعالجة الأمر بشفافية وكل مذنب يتحمل وزره .. ويفي بالتزاماته .. لأن البركان الخامد قد اشتعل .. وأخيرا تبقى القضية الجوهرية التي فتحنا بموجبها هذا الملف .. وحتى لا يضيع الحق، وتغيب الحقيقة، وتتوه المسؤولية، ولا نعرف من نحاسب .. وماذا نعالج على وجه الدقة والتحديد ؟! يجب التشهير بالمذنبين الذين يتحملون المسؤولية المباشرة ؟ .. بمساعدة تلك الأنظمة المتهالكة التي تفتقر للآلية الصحيحة.

مشاركة :