«سنة أولى إخوان... وقائع وشهادة على 369 يوماً قبل اختفاء التنظيم»، كتاب صدرعن الدار المصرية اللبنانية (القاهرة) للصحافي والروائي المصري سعد القرش، وهو أهداه إلى «شهداء الثورة وجرحاها، وأرواح الشيخ محمد عبده ويحيى حقي وطه حسين وجمال حمدان ويوسف إدريس، وأرواحنا». يقول القرش في مقدمة كتابه: «إن الكلمات كشفت عما يدور في الصدور فلم تكن «الدولة»، و»الشعب»، و»الثورة» من مفردات جماعة كان سيد قطب نفسه يرى مؤسسها حسن البنا نسخة عصرية من مؤسس حركة الحشاشين الإسماعيلية». يكشف الكتاب البدايات الحقيقية لنشأة جماعة الإخوان والخفايا التي أوصلتها إلى حكم مصر الذي «جاهدت» من أجله 80 عاماً. ويرى القرش أن الإخواني ينشأ على أن الدين يحتاج إليه شخصياً، وعليه أن يظل يقظاً حتى لا يتسلل أعداء الإسلام من المكان الذي أوكلت اليه مهمة حراسته ولكي يصل إلى هذا الاستنفار، فلا بد من اختلاق عدو وليكن جاره وشريكه في الوطن. ويؤكد القرش أن الكتاب يوثق أحداثاً جرت منذ «جمعة الغضب» في أواخر فترة حكم حسني مبارك، وانتهت بثورة شعبية أطاحت الرئيس الإخواني محمد مرسي. وما بين 28 كانون الثاني (يناير) 2011 و3 تموز (يوليو) 2013 يعرض ويكشف ما يحتاجه الجيل الحالي الذي خرج بالملايين في ثورتين خلعت إحداهما رئيساً وعزلت الثانية الآخر بعد 369 يوماً فقط من حكمه. ففي عام واحد نجح مرسي وجماعته وحزبه في ما فشل فيه احتلال دام أكثر من 33 قرناً منذ غزو الإسكندر عام 332 قبل الميلاد. ولم يتح لأي احتلال من العبقرية ما يمكنه من استعداء الجيش والشرطة والقضاء والأزهر والكنيسة والإعلام والنقابات والاتحادات الطلابية والنخبة الثقافية والسياسية وعموم الشعب. وهنا يستعير سعد القرش قول عباس العقاد: «يوم عرف الإنسان الشيطان كانت فاتحة خير»... «هكذا أيضاً: العام الذي عرفنا فيه الإخوان كان فاتحة خير». سنة أولى إخوان
مشاركة :