السعودية تحذّر من «العواقب الوخيمة» لـ «جاستا» - خارجيات

  • 10/1/2016
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - حذرت المملكة العربية السعودية من «العواقب الوخيمة» التي قد تنتج عن قرار الكونغرس الأميركي تبني «قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب» والذي يعرف اختصارا باسم «جاستا». ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية أن هذا القانون يشكل «مصدر قلق كبير للدول التي تعترض على مبدأ إضعاف الحصانة السيادية، باعتباره المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية منذ مئات السنين»، معتبرا أن «من شأن هذا القانون إضعاف الحصانة السيادية والتأثير سلباً على جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة». وأشار المصدر إلى «موقف الإدارة الأميركية التي أعربت عن معارضتها لقانون جاستا بصيغته، وذلك على لسان الرئيس الأميركي، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية»، موضحاً أن «قانون جاستا حظي أيضاً بمعارضة العديد من الدول، إضافة إلى العشرات من خبراء الأمن القومي الأميركيين، في ظل استشعارهم للمخاطر التي يشكلها هذا القانون في العلاقات الدولية». واختتم المصدر تصريحه بالتعبير «عن الأمل في أن تسود الحكمة، وأن يتخذ الكونغرس الأميركي الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن قانون جاستا». وفي واشنطن، قال مشرعون أميركيون من الحزب الجمهوري، إن قانون «جاستا» ربما يحتاج لإعادة النظر. ويُخشى في العاصمة الأميركية من أن يتعرض أميركيون للملاحقة القانونية، لا سيما بعد غزو العراق وحرب أفغانستان، حيث سيسمح القانون بذلك في الجهة المقابلة. وقال بول ريان، الذي أيد القانون رغم أنه لم يصوت الأربعاء الماضي،«أعتقد أن هناك وسيلة لإصلاح القانون، وفي نفس الوقت حفظ حقوق ذوي ضحايا 11/‏‏9، بالتالي نضمن عدم ملاحقة أميركيين في الخارج». وبعض المشرعين، وفق ما ذكر موقع «واشنطن بوست»، دعوا إلى إجراء تعديلات على القانون في فترة ما بعد الانتخابات، لكن ريان لم يعرف متى من الممكن أن يتم ذلك. وقال الجمهوري ميتش كونيل، زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، إن القانون قد تكون له «تداعيات غير مقصودة»، معتقداً أنه بحاجة لمزيد من النقاش، لكنه انتقد البيت الأبيض، لأنه «لم يقدم حجة قوية» حول المشروع. أضاف كونيل الذي صوت ضد فيتو أوباما أن «الجميع كانوا يعلمون من هم المستفيدون المحتملون من القانون، لكن أحداً لم يكن يعلم ما هي سلبياته». وأغضبت تلك التصريحات البيت الأبيض الذي قال إن كل شيء كان واضحاً منذ البداية. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست، ان «حالة كلاسيكية من القلق السريع حدثت في أروقة الكونغرس بعد وقت قصير من ابطال فيتو الرئيس أوباما ضد قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب». وقال ارنست في ايجاز صحافي «بعد دقائق من الإدلاء بأصواتهم (الاربعاء الماضي) قام أعضاء في مجلس الشيوخ - نحو 28 منهم - بكتابة رسالة أعربوا فيها عن قلقهم العميق ازاء التأثير المحتمل لمشروع القانون». أضاف ان «بعض أعضاء مجلس الشيوخ قالوا انهم لم يكونوا يعرفون ما كانوا يصوتون لمصلحته أو أنهم لم يفهموا العواقب السلبية للقانون». وذكر ارنست ان «هناك رسائل من النائب العام للرئيس السابق جورج دبليو بوش ومستشار الأمن القومي تحذر من العواقب المترتبة على مشروع القانون، كما أن محامين من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا أعربوا عن قلقهم إزاء الآثار المترتبة على مشروع القانون». وذكر ان «بعض كبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة بما في ذلك الرئيس التنفيذي في شركة جنرال الكتريك جيفري إيميلت بعثوا كذلك برسائل حذروا خلالها من العواقب الاقتصادية المحتملة لمشروع القانون اضافة الى رسائل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية ورئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الدفاع والرئيس أوباما حذرت جميعها من التأثير المحتمل للقانون». أضاف ارنست «أن الجهل ليس عذرا لاسيما عندما يتعلق الأمر بأمننا القومي وسلامة وأمن ديبلوماسيينا وموظفينا» مشيرا الى ان ابطال الفيتو الرئاسي «هو إحراج شديد». وكان الرئيس باراك أوباما قال في اعقاب تصويت الكونغرس ان ابطال الفيتو الرئاسي ضد تمرير مشروع قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» خطأ ارتكبه الكونغرس. وصوت مجلس النواب الاربعاء الماضي على إبطال فيتو اوباما بغالبية 348 صوتا مقابل 77، بعد ساعات من تصويت أعضاء مجلس الشيوخ لمصلحة رفض الفيتو بغالبية ساحقة بلغت 97 صوتا مقابل صوت واحد ما يعني أن القانون سيصبح نافذا. يذكر ان قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» يسمح لاسر ضحايا هجمات الـ 11 سبتمبر، بمقاضاة حكومات اجنبية والمطالبة بتعويضات. موسكو تنتقد «جاستا»: واشنطن تتجاهل القانون الدولي موسكو - العربية.نت - أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً انتقدت فيه اعتماد الولايات المتحدة قانون «جاستا». وأوضحت ان«واشنطن أظهرت مرة أخرى تجاهلها التام للقانون الدولي، بإضفاء الشرعية على إمكان رفع قضايا أمام المحاكم الأميركية ضد دول يشتبه في أنها تدعم الإرهاب. تواصل الولايات المتحدة وبإصرار نهجها لنشر ولايتها القضائية على العالم كله، من دون اعتبار لمفهوم السيادة الوطنية والحس السليم، لدرجة أنه في هذه الحالة حتى إدارة أوباما، التي عادة ما تلجأ إلى ولايتها القضائية لابتزاز الدول الأخرى، رفضت هذا القانون، ومع ذلك، تمكن الكونغرس على وقع الحملة الانتخابية من كسر فيتو البيت الأبيض». وأكدت الخارجية الروسية «من الواضح أن مثل هذا الدمار لأحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي، من شأنه أن يضرب الولايات المتحدة نفسها». هل ستتم مقاضاة المحاربين الأميركيين في فيتنام؟ واشنطن - العربية.نت - نشرت صحيفة «ذا هيل» الأميركية مقالاً للسيناتور السابق لاري بريسلر، الذي شارك في الحرب الأميركية في فيتنام عام 1968، أعرب فيه عن خوفه من أن يقف يوماً ما كمدعى عليه ويحاكم على «ممارسة الإرهاب في فيتنام»، حيث إن ذلك يمكن أن يصبح أحد عواقب إقرار قانون «جاستا». وطرح السيناتور السابق السؤال الأهم، وهو هل سيسمح الـ «جاستا» بمقاضاة المحاربين الأميركيين الذين شاركوا في حرب فيتنام؟ وكتب بريسلر: «بعد تجاوز الكونغرس فيتو الرئيس أوباما، سيصبح بالإمكان على سبيل المثال محاسبتي أنا السيناتور السابق لاري بريسلر، المدعى عليه أمام محكمة أميركية بتهمة الإرهاب في فيتنام عام 1968». وتابع: «رغم الشعبية الواسعة التي حظي بها قرار الكونغرس في أميركا، إلا أنه وعلى الجانب الآخر سيسمح للأجانب بمقاضاة المواطنين الأميركيين في قضايا مشابهة، الأمر الذي سيجعل قدامى المحاربين، وأنا أحدهم، أكثر عرضة لهذا الخطر».

مشاركة :